الصفحات

الجمعة، 21 أكتوبر 2016

خواطر على هامش الحوار(الخاطرة الثانية)


صفحة المقاومة من الترجمة إلى النص
لم يتسن لي حضور الاختتام الرسمي للحوار الوطني الشامل مساء الخميس الماضي بقصر المؤتمرات ،بسبب سفري خارج البلاد في مهمة عمل .

أخذت فكرة شاملة عما دار على المنصة الرسمية وفي كواليس الورشات عن طريق الشبكة العنكبوتية المليئة بالغث والسمين والصدف والجوهر.
في خاطرتي الأولى دعوت إلى بناء لغة مشتركة تنأى عن التنابز والتلاسن ، وتترك الأبواب مشرعة أمام خلق سبل نظيفة للإختلاف البناء الوفي للثوابت والمقدسات .
أمام وقد هدأ الروع ، وتأكد صدق المسعى من خلال كلمة السيدالرئيس التي أثلجت صدور الموالين والمعارضين ، فبنا إلى نقاش الأفكار بتجرد وهدوء سبيلا إلى بناء خلاصات لا تصدر عن الأهواء ولاتشي بالصدور الأعمى عن القبيلة أو الجهة أو العرق.
هل من الإنصاف - ياسادتي الكرام- أن تمتلك بعض نخبنا الشجاعة وتركب هواها منكرة قيام مقاومة مسلحة هزت كيان الغزاة الغاصبين ومنحتهم خلاصة مؤداها أن لامجال لثني واستلاب هؤلاء "البداة"؟!
كل الدول في تاريخنا المعاصر قامت - صادقة أو واهمة- على هالة من المجد والتضحية والإباء والحزم والعزم و...... فكيف نطعن نحن في استماتة وجهاد أجدادنا الأباة .؟!
هناك من آبائنا من لم يحمل السلاح ، ليس في الأمر عيب ، من لم يرفض بيده ، استنكر بلسانه ومن لم يستطع أبى بقلبه .
وطأة المحتلة قاسية وشرسة لها تبعات وأشواك .
قامت الدولة الحديثة على عجل تحت أعين المحتل ، ولامجال أبدا للتشكيك في إخلاص وصدق المؤسسين ،إذ لايجوز - في نظري- الحكم على حقبة خارج سياق ضوابط
ومحددات لحظتها.إنما من الوارد أن نعيد النظر بعد حين في أشياء كثيرة أفرزها الواقع ومقتضيات المتاح.
ولنقل بصريح العبارة إن حقبة مقاومة المستعمر الفرنسي ظلمت (بضم الظاء) ، وهي في أمس الحاجة إلى الإنصاف الواعي والعرفان الخالي من الانفعال العامي .
من حقنا أن نعيد كتابة هذه الحقبة بأقلامنا المكتوية بنار التغريب والسخرية من الذات.
لا أبحث عن إنشاء وإنشاد، بقدر ما أدعو إلى غربلة ماسطره الآخر عن تاريخنا والحذر من "خيانة" الترجمة .
لقد آن الأوان لنبحث عن أصل النص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق