الصفحات

الاثنين، 14 نوفمبر 2016

إهانة المعلم و إهانة اللغة العربية...هل ستحل مشكل التعليم؟!!


تابعت مساء اليوم على شاشة الموريتانية مداخلة لأحد ساكنة تكانت سخر فيها من المعلم و صغّر اسمه بصيغة الجمع (اكريرايه) على سبيل الاحتقار و الحط من الشأن...ثم أتبع ذلك بوصف (مُحتقر كذلك) لهذا المعلم (عربيزاه) ...

و يبدو من خلال ملامح المتدخل و نبرة صوته أنه كان يعي ما يقول، كما يظهر من خلال تعاطي الحضور (الرعية و الراعي) مع هذه العبارات الساخرة من المعلم و من اللغة العربية أن وقع هذه الكلمات قد صادف هوى في النفوس و عبر موقف عام تجاه الضحيتين في موقف عام عنوانه الأبرز هو البحث عن حلول لمشاكل البلد و التي من أبرزها مشكل التعليم. فيا لها من مفارقة عجيبة!!
إن أمة لا تحترم المعلم لن تتقدم مطلقا، و أي أمة لا تحترم لغتها الرسمية سيما إن كانت هذه اللغة لغة القرآن فلا أمل في تقدمها كذلك.
تثير هذه المداخلة(البريئة) الجدل حول مكانة المعلم بين ماض من التبجيل و التوقير و الاحترام و بين حاضر لا يعيره أبسط اهتمام!!
كما تدق ناقوس الخطر الداهم الذي كنت -رفقة زملاء لي- قد استشعرناه قبل أكثر من شهر ..هذا الخطر الذي يتهدد اللسان العربي و اللغة العربية كلغة وطنية و كلغة رسمية حسب المادة السادسة من الدستور (مع الإشارة إلى أن هذه المادة لم يرد ذكرها في التعديلات الدستورية المزمعة!)..
قديما قال شوقي:
قف للمعلم وَفِّهِ التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
و حديثا نرى دولا تتسنم مصاف الشعوب المتقدمة بسبب المكانة التي توليها للمعلم ، و دولا تتخبط في ويلات الجهل و الفقر و التخلف بسبب الإهانة التي تتسبب فيها للمعلم!!
إنني من هذا المنبر أطالب بمعاقبة هذا المتدخل الجاهل- (و أعتذر مسبقا عن هذا الوصف)-الذي أساء إلى المعلم و إلى العربية في الملأ و على رؤوس الأشهاد..
و أطالب الجميع بالوقوف بحزم و عزم ضد إهانة المعلم و إهانة العربية..و البحث في الأسباب التي أدت إلى اهتزاز مكانتهما في وطننا اليوم من أجل معالجتها و القضاء عليها..
رحم الله زمانا كان فيه المعلم يحظى بذلك التقديس لمكانته التعليمية، والتربوية، والإنسانية، التي طالما كان يحفظها له المجتمع بشرائحه المختلفة .
وبمضي الوقت، ومع تغير كثير من القيم، واهتزاز كثير من الثوابت، وارتعاش بعض- إن لم يكن اغلب- السلوكيات التي ما كنا نعهد فيها سوى الالتزام، اندثرت نسبياً، أو كادت أن تندثر هيبة ومكانة المعلم، فما بين التطاول عليه لفظاً من بعض الطلبة المنفلتين أخلاقياً، إلى التعدي عليه جسديا- وان كان ذلك ضمن حالات قلة - من طرف الطلاب و آبائهم، والنتيجة ضياع كرامة، واحترام طالما ظلا محفوظين، ومصانين، لأصحاب هذه المكانة التي ما كان يعتقد أحد أن تمس من أي كان في يوم من الأيام .
و ها هي قد صارت تداس على الملأ و يلقى دوسها صدى (مُضحكاً) مُبكياً -في الحقيقة- في نفوس الرعية و الأمير!!

علي المختار اكريكد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق