الصفحات

الأربعاء، 22 مارس 2017

رسالة مباشرة إلى رئيس الجمهورية و الساسة والنخب و كل المواطنين





سيدي الرئيس إخوتي أخواتي بعد فترة من الغياب ها أنا أطل عليكم من جديد
بهذه الرسالة التي وجدت نفسي وضميري يمليان علي إرسالها إليكم و ذلك من بسبب ما يجري في الساحة الوطنية سياسيا واجتماعيا من أمور اعتبرها تشكل خطرا على كيان أمتنا الموريتانية و من أهم تلك الأمور ما أصبحنا نعيشه من انحراف في السياسة و فوضى في الحريات و تشوه في الأفكار و الطموحات بل وفساد في الأخلاق و القيم و أمراض في النفوس و العقليات ولهذا فالوطن يمر بمرحلة دقيقة تتطلب منا جميعا بكل أطيافنا و مستوياتنا وتوجهاتنا ومواقعنا لمراجعة أنفسنا و الوقوف معا للحفاظ على وحدة مجتمعنا و تقدم بلادنا إلى الأمام لأننا أولا مسئولين أمام الله و الوطن وثانيا لكون هذه الأمور إذا لم يتم تصحيحها من الآن قد تؤدي بنا إلى ما لا تحمد عقباه لا قدر الله من تشرذم و تأخر بل و فتنة وزوال
فالمتتبع للأوضاع في البلاد يلاحظ أنه من خلال ما نعيشه من حقائق و اتجاهات و أهداف مختلفة يمكننا القول أننا أمام ثلاثة مستويات من الواقع و هي
_ أنه يمكننا التفاؤل بأننا بخير إذا افترضنا أن نوايانا حسنة و أهدافنا صادقة في الأمور كلها و مسارنا ووسائلنا للوصول الى ذلك صحيحة أيضا
_ أن نستشعر بعدم الاطمئنان على أحوالنا بسبب عدم انتهاجنا لاستراتيجيات و أخلاق و آليات ايجابية في تحقيق أهدافنا
_ أننا نستشعر الخوف و الخطر على أنفسنا و الوطن بسبب أنه أصبح فينا أو من بيننا أشخاصا لهم نوايا وأهداف غير حسنة و صادقة في الإصلاح و الخير اتجاه الأمة و الوطن
ولمعرفة حالنا و واقع الوطن من هذه المستويات الثلاثة ما علينا سوى الإجابة على الأسئلة التالية
أين نحن من تعاليم ديننا الحنيف الإسلام في ما يخص الدين و الدنيا
هل نحن الآن نعيش الأخوة الإسلامية الحقيقية و ما يتطلبه ذلك من حب الخير للآخرين
هل الهدف الحقيقي لطموحاتنا هو الإصلاح و المصلحة العامة أم الفساد والمصلحة الخاصة
هل أخلاقنا و مسلكياتنا تتماشى مع أخلاق و سلوك المسلم و المواطن الحقيقي
هل ما نقوله و نرفعه من أقوال و دعايات و ما نقوم به من أفعال يتوافق مع ضمائرنا و مصلحة بلادنا
وبالتأكيد فالجواب على هذه الأسئلة إذا انطلقنا فيه من نظرة تحليلية للواقع الحالي فانه سيضعنا إما في المستوى الثاني من المستويات السابقة الذكر ألا و هي عدم شعورنا بالاطمئنان أو في المستوى الثالث و هو الشعور بالخوف و الخطر لما أصبحنا نعيشه من أخلاق و مسارات غير صحيحة و أهداف غير صادقة لدى البعض منا للأسف الشديد
ولنكون موضوعيين و واقعيين علينا أن نقف بجدية وشجاعة على الأسباب الحقيقية و الأساسية التي أدت بنا إلى كل تلك الاختلالات في العقول و النفوس و السلبية في التوجهات والتصرفات ألا وهي  الطموحات الأنانية و المتمصلحة لبعض من يصفون أنفسهم بالسياسيين و الحقوقيين و النقابيين و أصحاب الرأي الذين يرفعون يافطات الحقوق والعدالة والإصلاح  و يتحدثون باسم الشعب و الوطن و كأنهم مخولين أو أوصياء على ذلك ألا يدركون أن هذا النوع من الطموحات غير مشروع لما قد يسببه من تفرقة وفوضي بل و فتنة و فساد في الأرض سواء كان ذلك بسوء نية أو بسوء تصرف بحجة  الوصول إلى أهداف و مصالح شخصية و دنيوية بحتة على أساس تحقيق الغاية بأي وسيلة و لو كان ذلك على حساب الدين و الوطن العياذ بالله
و أمام هذه الوضعية أصبحنا مذهولين بكثرة القيل والقال و التداخل في الأدوار إضافة إلى التمظهر و الخداع حتى اختلط الحابل بالنابل كما يقال حيث يصبح الرجل سياسيا و يمسي حقوقيا أو نقابيا و العكس صحيح و إذا به أمينا تارة و سارقا تارة أخرى بل و يتحول هذا الرجل من داعم إلى معارض  والفني إداريا والعكس صحيح وذلك حسب الغاية والمصلحة الذاتية كما يتبدل الشخص في بعض الأحيان من  نزيه إلى محتال ومن صادق إلى كاذب و من وفي إلى منافق بل و من حميم إلى مهاجر  ومن مخلص إلى عدو اللهم إن هذا منكرا أنكرناه وحسبنا الله ونعم الوكيل ألم يقول عز وجل ( ولا تلبسوا الحق بالباطل  و تكتموا الحق  و أنتم تعلمون ) صدق الله العظيم و قوله تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبه  وهو ألد الخصام  وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) صدق الله العظيم    
د محمد محمود اعل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق