الصفحات

الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

بوياكي ولد عابدين مجد في النضال ونهضة في وجه المستعمر


حياته
ولد بوياكي لإسرة محافظة في ضواحي مدينة تمبدغة حيث درس القرآن و تعلم مبادئ اللغة العربية ثم ارسلته أسرته إلى المدارس النظاميةفي الفترة التي فيها كانت منطقة الحوضين تابعة للسودان الفرنسي فتعلم فيها و أصبح من المتكلمين للغة المستعمر على قلتهم تاريخئذ. كان بوياكي رحمه الله يتحلي بكاريزما قوية وفوق ذلك كان شجاعا ,صادقا و امينا و طنيا مناهضا للمشروع الاستعماري و للأستعمار الجديد وكانت له علاقات واسعه في منظقة الكٌبله خاصة مع القبائل التي كانت تناهض الاستعمار و مع الزنوج و مع اهل الشمال مما أتاح له فرصة المشاركة الفعالة و التأثير في الساحة السياسية و إزعاج الحكومة حيث كان انصاره يسمونه الزعيم و سمي عليه جيل من مواليد الستينا ت, وكان الرئيس الراحل المختار ولد داداه يلقبه بالزعيم .
حزب النهضة

في سنة 1948 دخل بوياكي النضال السياسي من أوسع ابوابه حيث انشأ مع المرحوم أحمد ولد حرمة ولد ببانة وآخرين مايعرف بحزب الوفاق ودخل وولد حرمة البرلمان الفرنسي كأول ممثل عن موريتانيا حتى سنة 1956 م حيث أجريت الأنتخابات مرة أخرى إلا أنه خسرها لصالح المرحوم سيدي المختار ولد يحي انجاي, أعتبر ولد حرمة ان الإدارة الفرنسية زورت الإنتخابات لصالح غريمه على أثر ذلك عمدت السلطات الفرنسية إلى حل حزب الوفاق و لجأ ولد حرمة تحت الضغط إلى المغرب و أوعز إلى رفيقه و صديقه لاحقا بوياكي ان يؤسس حزب النهضة 1958 م وهو ماحدث في مؤتمر كيهيدي الشهير الذي انبثق عنه حزب النهضة الوطني بزعامة بوياكي ولد عابدين (رئيس الحزب) و عضوية كل من أحمد بابا ولد أحمد مسكه و يحيى ولد منكوس و هيبه ولد همدي و بمب ولد اليزيد.
مرحلة الإستقلال

بدأت النهضة عملها بداية من عام 1958 كحزب سياسي يناضل ضد الاستعمار وكان شعارها لا شروط لا تنازلات حيث كتب على بطاقة انتسابها: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [3] , و قبيل الإستقلال بإشهر قليلة عرفت النهضة انتشارا كبيرا في جميع انحاء البلاد وهو ما دفع جناح حزب التجمع الوطني الذي يقوده الرئيس المرحوم المختار ولد داداه إلى التفكير في التفاوض مع حزب النهضة لتشكيل كتلة حزبية واحدة و تم استدعاء بوياكي و أعضاء حزبه إلى العاصمة لأول مرة حيث كان يحظر عليهم قبل ذلك الدخول اليها , استقبلتهم جماهير غفيرة عند المطار و حمل بوياكي على الأكتاف حتى دار الضيافة في لكصر ,بعدها بدأت مفاوضات شاقة بين الطرفين لم تنتهِ إلى إتفاق بسبب تصلب مواقف الطرفين, عندها قررت الحكومة القبض على بوياكي و رفاقه خوفا من أي أضطرابات قد تحدث أثناء الإحتفالات بعيد الإستقلال و حملوا بطائرة خاصة إلى سجن مدينة تيشيت حتى انقضت إحتفالات الإستقلال يوم 28 نفمبر 1960 م .
بعد الإستقلال

1961 م انعقد مايعرف بالطاولة المستديرة [4] التي ضمت أحزابا و تيارات سياسية مختلفة بما فيها النهضة و نتج عنها اعتماد المختار ولد داداه، بالتوافق، مرشحا وحيدا للرئاسة, وفضلا عن ذلك تم الاندماج الذي انبثق منه (خلال مؤتمر الوحدة، يوم 25 ديسمبر 1961) حزب الشعب الذي سيصبح لاحقا حزب الدولة الوحيد،وشارك قادة النهضة بشكل فعال في هذا المؤتمر وتمت المصادقة على دستور 1961 م و دخل بوياكي في الحكومية كأول وزير للنقل و البريد و المواصلات.

في تلك الفترة الوجيزة التي قضاها في الحكومة كان من انجازاته إنشاء الخطوط الجوية الموريتانية, حيث اشترى طائرة صغيرة من إسبانيا وقد رفض في البدايةالتعاون مع الفرنسيين [5] أو الإستفادة من تجربتهم في هذا المجال بسبب موقفهم من حزب النهضة.

في 30 مارس 1962 م قام أفراد من جيش التحرير بقيادة حرمة ولد بابانا بعملية عسكرية كبيرة في مدينة النعمة في أقصي شرق البلاد و قد اسفرت عن قتل و جرح العديد من الفرنسيين وتعرف محليا بإعمارة النعمة, وتم اعتقال المنفذين و وحوكموأ اول الأمر من طرف الفرنسيين الذي حكموا عليهم جميعا وبدون إستثتناء بالإعدام وكان الفرنسيون ينوون تنفيذ الحكم في نفس يوم صدوره ولكن الزعيم بوياكي ولد عابدين كان في ذلك الوقت مايزال في الحكومة تدخل و ضغط على الرئيس المختار [6] حتى تقررت محاكمتهم من طرف الجيش الموريتاني حيث تمت تبراة البعض و حكم بالسجن المأبد على البعضهم الآخر و بالإعدام على ثلاثة ثبت تورطهم في العملية .

بعدها بفترة وجيزة خرج بوياكي من الحكومة و اتجه إلى القطاع الخاص حيث انشأ أول شركة خاصة للبناء في موريتانيا حيث انجزت الكثير من المشاريع التي يبدو ان رجل الأعمال بمب ولد سيدي بادي كان أحد المساهمين فيها.

كما أنشأ جريدة صرخة الشعب التي كانت تصدر عن مطبعة النهضة و قد تعرض مقرها لحريق في ظروف مايزال يحيط بها الكثير من الغموض إلى حد اليوم.
وفاته

في سنة 1970 م تلقى الموريتانيون خبر وفاة الزعيم بوياكي بكثير من الحزن و الأسى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق