يشرفني جدا الانضمام لمهنة التعليم التي نجحت فيها متفوقا في مسابقة 2003، بعد حصولي على الباكلوريا "شعبة الآداب العصرية"، ومارست التدريس في الفصول لسنوات بولاية لبراكنة، حيث حصلت على نتائج تفتيش تربوي وصلت مرارا وتكرارا درجة 18/20، قبل تحويلي منذ فترة، ضمن خلية الإعلام بوزارة التهذيب الوطني إلى جانب عدد معتبر من كبار الصحفيين المتميزين ..
لقد اخترت مهنة الاعلام قبل التحاقي بوظيفة التدريس، وبقيت أعمل في صاحبة الجلالة دون توقف، محررا وكاتبا في صحف شهيرة (السفير، الأمل "زاوية من الواقع" ) ورئيس تحرير لمواقع إخبارية محترمة (الطوارى، الساحة) ...
كما لم تمنعني تجربتي المتواضعة في الحقل الإعلامي ولا منصبي بوصفي قيادي في نقابة الصحفيين الموريتانيين من مواصلة دراسة الإعلام، فبعد حصولي قبل أزيد من عقد من الزمن على المتريز في القانون "شعبة العلاقات الدولية"، قررت مواصلة دراساتي العليا في تخصص الإعلام والاتصال، حيث أدرس الآن في قسم "ماستر إعلام" بجامعة "محمد الأمين الشنقيطي" الرائدة، رفقة مجموعة من الزملاء والكتاب المميزين من أمثال الحسين ولد محنض، منى بنت الدي، ومريم بنت العباس، ومولاي ولد ابحيده، وزينبو بنت الجد، واخديجة بنت المجتبى، واحمد سالم ولد اب خويه، والزهراء حمود، والكاتبة المرموقة فاطمة السالمة بنت محمد المصطفى، وحياة بنت السيد، وأم الخير بنت عبد الله وآخرين ..
وعزيمتي بإذن الله تعالى أن أواصل مسار دراستي حتى يكتمل في مجال عشقته واستهويته وعلى قناعة تامة بأنه يحتاج إلى صحفيين شرفاء هدفهم الأسمى هو الرفع من شأن وطنهم وتطويره والحفاظ على وحدته الوطنية وانسجامه الاجتماعي، وشغلهم الشاغل هو تطوير معارفهم ومهاراتهم، ومهمتهم البحث عن الحقيقة وتحري المصداقية والشفافية والحيادية، والكتابة عن هموم وطنهم وقضايا مجتمعهم وهم يمارسون دور الرقيب والراصد ليضعوا الرأي العام في قلب الحدث، بعيدا عن التكسب والارتزاق ..
غير أن بعض الجهات في النظام للأسف الشديد تحاول منذ زمن التضييق على الحريات ومضايقة الصحفيين المهنيين، الذين يرفضون الاستكانة والخنوع لغير الله عز وجل ..
لقد اتخذ الوزير الأول يحي ولد حدمين قرارا بمعاقبة كل صحفي أو مدون ينتقد أداء حكومته وأعطى تعليماته لوزير التهذيب الوطني بمعاقبة الصحفيين الذين يكرسون مواقعهم وصفحاتهم على الفيسبوك لانتقاد الحكومة وابراز اخفاقاتها، ويهتمون بهموم المواطنين ومعاناتهم .. وهكذا تم استهدافي اليوم من ضمن هؤلاء للأسباب التالية:
- أولا رفضي لكل الإملاءات من طرف أي شخص مهما كان سواء في الموالاة أو في المعارضة، فقد رفضت الكثير من عروض الإغراء من أجل التنازل عن مواقفي وقناعاتي، والوزير الأول شخصيا يدرك ذلك جيدا إن كانت لديه ذاكرة، كما استقلت علنا من منصب المكتب التنفيذي في حزب تكتل القوى الديمقراطية، أحد أعرق أحزاب المعارضة االموريتانية، ليس لسبب سوى أني قررت التفرغ للمهنة الإعلامية بكل موضوعية وحياد، وبعيدا عن أي انتماء سياسي أو اديولوجي..
ثانيا: عدم رضى معاليه وزمرته عن الخط التحريري لموقع "الساحة"، الذي أتولى رئاسة تحريره.
ثالثا: تأييدي ومشاركتي في وقفات جماهيرية سلمية لرفع مطالب شرعية مثل (قضية إسحاق ولد المختار، الحراك المطالب بإنجاز طريق انواكشوط-روصو، وتأييدي مؤخرا للحراك الجماهيري المطالب بفتح مطار النعمه ...الخ)
معالي الوزير الأول ثق بأن اجراءاتك الاستعجالية أو الانتقامية لن ترهبنا وبأن التدريس في الفصول ليس عقابا لنا بل هو شرف نعتز به ونفخر، كما أن باستطاعتنا الاستقالة من الوظيفة التي تريد أن تمتلك بها رقابنا، والقانون يسمح بذلك..
لكن تأكد بأن منبرنا الإعلامي سيبقى مفتوحا أمام الجميع، وسنبقى كما كنا دائما منبرا للمظالم ننحاز للفقراء والمهمشين، نفضح سقطات الحكومة ونهبها للمال العام، ونكشف اعوجاجها، إن هي تبنت نهج المحسوبية والزبونية في عملها الاداري..
لن يكمم أفواهنا تعليق الراتب ولا الفصل من الوظيفة، ولن تخيفنا الاجراءات الاستعجالية أو الانتقامية.
عزيز ولد الصوفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق