إن ما تشهده عَلَنا ، شوارع الجزائر و جامعاتها من حراك شعبي مس تقريبا كل الفئات ، لم يعد يخفى على أحد ، و ليس بمنأى عن العلن ، و هو نفسه العامل المباشر و الصريح الذي يسيئ لصحفيي الوطن و يطعن في مهمتهم .. و يدين صمتهم على أساس التخلي عن مهمتهم الحيادية و النبيلة و واجبهم اتجاه حق المواطنين في نقل المعلومة بكل شفافية و مسؤولية .
من هذا المنطلق المهني الصريح و البعيد عن كل التأويلات و التحويلات ، لا يمكن للاتحاد الوطني للصحفيين و الإعلاميين الجزائريين في خضم الواقع أن يقف متنصلا من مهمته الشريفة ، و عمله الحضاري و الإنساني المحايد في نقل الحدث بكل نزاهة و صدق و مسؤولية ..
إن الصحافيين من خلال الإتحاد لا تعنيهم الإنتماءات ، كما ليس من دورهم مناقشة التوجهات السياسية و تطلعات قادتها ، أو الحكم على هذا أو ذاك .. و إنما همّهم الوحيد أن لا يقفوا في بوتقة الصمت عرضة من دون إرادتهم لكل السهام المصوبة و غير المصوبة و الاتهامات الخطيرة حتى بالخيانة و التخلي عن دورهم في تقمص الدور الإعلامي النزيه و الحصاري و الإنساني على أحقيته .
إن الاتحاد لا يَضَعُ نفسه بين حاضنَتَي اعتزال سلبي ، يتطلع في صمت و تألم لحراك عام من حوله و إن كان سلميا حضاريا، لا يمكن لعاقل غض البصر عنه ، و يوضح بأن اللوم و العتاب و المساءلة عن حالة الصمت و الغموض الإعلامي التي تطرحها عليه الجماهير التي هو منها و إليها و ليس له عنها بديل .. ما هو إلا عتاب أخوة .. نُعلن باسمها أننا لا ننحاز إلا للوطن و أنه ليس لنا أهل و لا مدّ إلا شعبنا الأبي ، و أننا لا نختار إلا الصدق و الحرية و الشفافية و النضال ضد كل القيود و التضييقات من أجل مهنة كاملة غير مختزلة و مسؤولة غير مخوّنة و حرّة حرية الشعب الجزائري المتجذر في النضال و هو ما يثبته التاريخ و يشهد به الإستدمار..
إن الاتحاد في هذا الظرف لا يدخل في أي صراع و ليس بإمكانه ذلك ، و إنما يطالب بإطلاق حريته لينقل انشغال أمته بكل صدق و احترافية و ليثبت للمواطنين البسطاء أنه منهم و لهم و بينهم و ليس ضدّ عزيمتهم كما يروّج له بعض المغرضين ممن يصيدون في الماء العكر .
و إذ يرفع الاتحاد صوته في صف الجزائر و لا شيئ غير الجزائر ، منحازا كل الإنحياز إلى هدير الشعب في كل ربوع الوطن ، و واقفا إلى السلم و معه ، و خاضعا لصوت الحق و مطالبا به ، و مدافعا عن مهنته و شرعيّتها و قيّمها الخالدة .. يندد بكل سلمية و حضارة و وعي وتفهم بما تَعَرَّضَ له صحافيون جزائريون أحرار اليوم من إهانة وصَلت حدّ الاعتداء و الضرب ، لا لشيئ إلا لأنهم مشوا ضمن الركب الشعبي المسالم ..مطالبين بحقهم في التعبير و حق الجزائر في الحياة ..
و يعتبر الاتحاد ما وقع سابقة خطيرة تفتح باب المقاصد أمام حراك شعبي عبّر عن سلميته بالورود و النوايا الحسنة ، و لا يزال .. نناشد السلطات العليا للبلاد أن يتفهموا ذلك و يعملوا من أجل شهادة يحفظها التاريخ و ترويها الأجيال و تفتخر بها الأمة ..
إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر
تحبا الجزائر .. المجد والخلود لشدائنا الأبرار.
رئيس المكتب الوطني
قديري مصباح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق