السبت، 27 أبريل 2019

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه(تعزية)




توفي فجر اليوم السبت الشيخ والعم الوالد الفاضل العالم العامل عبدي ولد الشيخ ولد أحمد في قريته لحويطات بولاية تكانت،
       وبهذه المناسبة الأليمة؛ نعزي أنفسنا وكافة أفراد عائلة و أسرة أهل الشيخ ولد أحمد وجميع الأهالي والأصدقاء في كل مكان  راجين لهم الصبر وحسن الثواب..!
       لقد كرس فقيدنا -رحمه الله- حياته للعلم والعبادة و اختار القيام على مسجد القرية؛ إماما وداعيا إلى الله و مربيا ناصحا..، كما جسد قيم الرجل الصالح، والولي العابد، الزاهد في ما عند الناس، المتعفف الكريم، والتقي العارف بالله و الأب الحنون من تلك الدوحة الشامخة، التي يستظل بها الوافدون كلما حلوا هناك.
لقد حظيت بفرصة العيش معه مدة من الزمن أيام تم نفينا إثر إعتقالات طلاب جامعة نواكشوط أنا وزملائي الذين تم نفيهم إلى القرى في الداخل. حيث إستقبلني وغيره من الأهالي بحفاوة وكرم وأحاطني بالحنان و الرعاية مما جعلني أنسى معها عقوبة الغربة و النفي..! كما لا أنسى تلك الأجواء الربانية الروحية التي كان البيت فيها عامرا بالقرآن و العلوم الشرعية، منذ أن يطلق الفقيد -رحمه الله- آذان الفجر : أن حي على الصلاة.. حيث يكون آذان (عبدي) قد أيقظ الجميع من ساكنة القرية التي سرعان ما تلبي نداء الحق تعالى.. كما كانت خطبه في الجمعة وفي الأعياد مدوية مؤثرة.
    أجل! إن المصاب لجلل و إن القلوب لحزينة و الأعين لدامعة في فقد أحد أصول تلك الروضة الكريمة الأصل والمنبع، ولكنه مما يواسينا و يعزينا أن كل فروعها نجوم وكواكب (إذا غاب نجم بدا نجم) حيث سيخلف الأب الفقيد رحمه الله عبدي الإبن الفاضل القاضي محمد عبد الرحمن ولد عبدي -أطال الله عمره- كما خلف حفيد أخيه إمامة المسجد والقيام عليه.
      وبوفاة الشيخ الفاضل عبدي ولد الشيخ ولد أحمد تكون العائلة (أهل الشيخ ولد أحمد) قد فقدت آخر رجال الجيل الأول من الذين تميزوا بالعلم و العبادة و الصلاح و الكرم و السيادة و الريادة...
رحمهم الله جميعا؛ وأسكنهم "الغرفة بما صبروا" في زمرة نبيئين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ورحم الله السلف وبارك في الخلف.
    وإنا لله وإنا إليه راجعون
            بقلم/بطريقة كابر الشيخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق