الصفحات

الأحد، 5 أبريل 2020

كيف تعامل رجال الأمن مع مستشارة للوزير الأول

كتبت مستشارة الوزير الأول فاطمة بنت انجيان :

حدث الليلة ...
احتجنا الليلة لاستبدال دواء خافض للحرارة لابن أختي الرضيع الذي يعاني من الأعراض المصاحبة لخروج أسنانه حفظه الله ...
الدواء الذي كان يأخذه لم يخفض الحرارة بالشكل المطلوب
ولأن الأمر يتعلق بارتفاع درجة الحرارة تطلب استشارة ودواء جديدين في وقت حظر التجول ...
فكرت قليلا في العمل والوجهة التي ينبغي علي التوجه إليها ...
لاح لي سريعا رقم أطباء النجدة الموجود في منشور لأحد الأصدقاء الثقاة .
اتصلت على الرقم فجاء الرد سريعا ... ألقيت التحية وبدأت بسرد الحالة والطرف الآخر يرد بصوت بدى لي متعبًا ب "أيو" وما إن وصلت لتحديد عمر الرضيع حتى انقطع الخط .
حاولت الاتصال ثانيا فكانت الإجابة أن الهاتف مغلق
حاولت مرة ثانية وثالثة فرن في الأخيرة دون جواب فجربت الرابعة التي كانت نتيجتها مثل سابقتها .
ودون أن أطيل التفكير في العمل وجدتني اتصل برقم 117 فجاء الرد سريعا ومهذبا للغاية وبعد إصغاء باهتمام سألني المتحدث عن بعض الأسئلة المتعلقة بالحالة وعنواني وما إذا كنت أملك سيارة ...
اقترح علي المتحدث بعد نهاية الحديث أن اصطحب الطفل لأقرب صيدلية لأخذ دواء خافض للحرارة بعد استشارة الطبيب الصيدلاني كحل أولي وأردف قائلا "كيمو ماعندكم أي مشكلة والشفاء ان شاء الله "
امتثلت للاقتراح مباشرة وانطلقت بصحبة اختي وابنها باتجاه الطريق العام ...
صادفتنا أول دورية بالقرب من آتوا طلبت منا التوقف واقترب شرطي وحيانا بكل تهذيب ثم استفسر عن ما إذا كنا نمتلك تصريحا بالتنقل ...
أجبته بالنفي وشرحت له سبب الخروج وأن الأمر باقتراح من 117 تحقق سريعا من وجود الطفل وأخبرنا أن صيدلية المداومة الليلة هي صيدلية باريس الموجودة على شارع المختار ولد داداه.
تقدمنا باتجاه العنوان المذكور وأوقفتنا دورية ثانية كانت أكثر من ناحية عدد الأفراد والسيارات عند دوار فندق أميرة وطلبوا منا ركن السيارة على اليمين ثم تقدم إلينا وكيل شرطة وحيانا باحترام واستفسر عن حيازتنا ل تصريح أو إذن فكان جوابنا مثل جوابنا للدورية الأولى ...
طلبوا منا هذه المرة تسليم مفاتيح السيارة في انتظار التحقق من الأمر واستدعاء قائد الدورية ...
قلت له سأسلمك المفتاح شريطة الإسراع في التحقق وتعقيم المفاتيح قبل إرجاعها أبتسم وقال إن شاء الله يخلك الا الخير ...
لم تمر دقيقة حتى تقدم إلينا قائد الدورية الذي يبدو أنه سمع ما دار بيني وبين الوكيل ...
كان يتحدث عبر الهاتف ويسأل أسئلة تبينت أنها تتعلق بصحة اتصالنا بالرقم 117 ...
ختم الاتصال بالتوصية بإعلامهم بسرعة في المرات القادمة بالحالات المشابهة ...
وقبل أن يأذن لنا بالمضي أخرج معقمًا من جيبه ووضع بعضه على مفتاح السيارة بعد أخذه من الوكيل ثم ناولنا إياه بتهذيب واضح وطلب منا التحرك باتجاه وجهتنا ...
في بقية الطريق مررنا بثلاث دوريات نحت نحو سابقتيها من حيث التحقق والتقدم باحترام وتهذيب تفاوتت درجاته لكن أدناها كانت في المستوى المقبول والمطمئن ...
وصلنا الصيدلية وقد أثر فينا مستوى التعاطي الأمني وأضفى جوا من الارتياح يبدو أننا كنا بحاجته .
قام الطبيب الصيدلاني باللازم وأوضح أهمية تحديد الجرعة بالوزن وأخذنا الدواء .
قبل أن نقوم بمحاسبة أمين صندوق الصيدلية لاحظت أن فاتورة الدواء بالإضافة إلى دوائين قمت بطلبهما زيادة لم تتجاوز مبلغ الفان وأربع مائة أوقية قديمة وكنت قد تعودت شرائها بسعر أعلى .
قلت لأمين الصندوق "كلتلك ادو أثرو اهوان؟"
قال لي "لو ش "
قلت له ممازحة "الله اسلم نذيرو هاذ"
ضحك وقال لي فلتسميه بشيرو أحسن
في طريق العودة أوقفتنا كل الدوريات السابقة ولكن هذه المرة كان الهدف من التوقيف السؤال عن حال الطفل والتحقق من ايجاد الدواء ثم يختمون بالدعاء له بالشفاء التام ...

كنا أيضًا نتمنى لهم العون من الله ونظهر الامتنان لهم وما إن نتحرك حتى نلهج لهم بالدعاء ...

الجدير بالذكر أن كل المتقدم تم بدون السؤال لا عن اسمي ولا صفتي كل ذلك تم باحترام مواطنة تحتاج خدمة صحية في وقت حظر التجول

كل التحية والامتنان لقوات أمننا وقواتنا المسلحة الساهرة على أمننا وسلامتنا وكل التحية والتقدير والامتنان للسلطات الصحية والأسرة الصحية من أطباء وعمال الصحة على العمل الجبار الذي يقومون به
جعل الله أعمالنا وأعمالهم خالصة لوجه الله وجزاهم عنا كل خير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق