الصفحات

الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

سلاما على روح طيبة، خرجت كما دخلت سليمة!


  ليس سهلا أن يمر حاكم أو قائد أو رئيس دولة؛ بتجربة حكم -مهما كان قصرها- دون أن تغير من طبعه أو سلوكه أو نمط تفكيره! إلا أصحاب "القلوب البيضاء" ذات الأصول والمنابع الطاهرة {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا} ومن {يدرؤون بالحسنة السيئة}!

  فقيدنا اليوم هو واحد من هؤلاء وهو رئيسنا السابق المرحوم بإذن الله سيدي ولد الشيح عبد الله رحمة الله عليه!

لقد {أتى الله بقلب سليم} كما قال هو عن نفسه و"القلب السليم" هو قوة في حد ذاتها تدفع عن النفوس المرض والضعف وتتغلب بالصبر على أهواء وردود الأفعال وتخرج صاحبها من الأزمات قويا.!  

وهو ثمرة الإخلاص الذي هو من شيم أفاضل الناس. وبه ترتفع الأفعال وتسمو الأخلاق،  فبالأخلاق تبنى الأمم وبالشكر تزيد النعم... ومن أمثلة إخلاص الفقيد إبان فترة حكمه هو شجاعته في إتخاذ القرار الذي تمليه عليه قناعته رغم ما يدرك من تبعاته الواضحة! كذالك إصراره على موقفه رغم وجوده خارج الحكم ثم مصارحته لمواطنيه عندما حانت لحظة تفضيل المصلحة العليا للبلد!  فكان الوحيد الذي قدم استقالته طواعية.. وكذا حرصه على التمسك بالقيم الإسلامية والجمهورية في الحياة العامة وإنتهاج سياسة الإنفتاح على كل ألوان الطيف السياسي والإجتماعي. كما يشكل  شجاعة أيضا؛ إتخاذ قرار إنشاء "محكمة العدل السامية" و"قانون التصريح بالممتلكات" لأعضاء الحكومة! وذالك لمزيد من الشفافية وتقوية دولة المؤسسات.. لقد أعجبني في الفقيد رحمه الله تواضعه واحترامه للجميع ووطنيته وطموحه رغم ما واجه حكمه من أزمات إقتصادية وإجتماعية وأمنية.. كما أعجبتني مقولته: "أن الدول تبنى بالإخلاص ونكران الذات" وقد دعمها بالفعل باستحضاره قصة يوسف لتكون عنوانا لمرحلة ما بعد الحكم أن (لاتثريب عليكم يغفر الله لكم..)!!

هكذا كان فكان المواطنون وكامل أجهزة الدولة في الموعد أيضا عندما حانت "لحظة الوداع"! ويكفيه ذالك سعادة أن الكل سامح ودعى وبكى..!

ولأن الفقيد يستحق ذلك نرى أنه من واجبنا أن يمنح أعلى الأوسمة الوطنية في هذا العيد الوطني وأن نسمي عليه شارعا أو مدينة أو مبنى حكوميا فذلك أقل شئ في حقه وحق كل الخيرين في البلد.. تعازينا لكل عائلات الفقيد وكل الموريتانيين وكل محبيه وأصدقائه..

رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى وإنا لله وإنا إليه راجعون 

وهذه شهادة من من  لم تكن من أصحاب الحظوة والمناصب في زمنه.

   بطريقة كابر الشيخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق