الصفحات

السبت، 16 أبريل 2022

تجربتي مع الجزيرة نت " السالك زيد"

 


في عام 2018 وبعد إنتشار تحقيقي الأول مع شبكة أريج "أحياء أموات" وترشيحه في اللائحة القصيرة لأفضل تحقيق قصير، تعرفت على عدد من الزملاء الصحفيين العرب، بعضهم تابع صفحتي هذه، وبعضهم  صادقته على حسابي. 

في هذه الفترة راسلني زميل محترم عبر الصفحة، وعرفني على نفسه، وعرض علي فكرة العمل مع "الجزيرة نت" كمراسل بالقطعة، انتقلنا من الحديث عن طريق الرسائل عبر الفيس بوك، إلى المراسلات من خلال الإيميل. 

طلب مني سيرتي الذاتية ونماذج من عملي، حينها كنت قد عملت مع "رصيف ٢٢" و vice عربية" وأنجزت موادا مكتوبة.. تقارير وفيتشرز  مع صور وفيديوهات من تصويري.

سريعا وصلني بريد من الإيميل الرسمي للتحرير في الجزيرة نت، مع توصيات بخصوص العمل واقتراح المواد وإنجاز التكليفات. 

بدأت العمل بشكل طبيعي، إما أن اقترح بعض الأفكار وأنتظر الرد عليها، وإما أن تصلني تكليفات من فريق التحرير فأعمل عليها.

أنجزت تقارير في السياسة والحقوق والفن وحول المرأة والمجتمع والرياضة، وغطيت الإنتخابات الرئاسية الأخيرة..

كلها كان يسير بشكل طبيعي، وتصلني تعويضاتي في الوقت، في البدأ عن طريق حسابي في البنك هنا، وعندما حصلت مشكلة في التحويل بالدولار، استعنت بصديق خارج البلد، أصبحت التعوضيات ترسل إلى حسابه هناك، وهو يسرلها بطريقة أخرى إلي.

لم يكن كثير من الموريتانيين يفهم كيف حصلت على هذه الفرصة، ولم يفهم بعضهم كيف تم اختياري، إذا لا قبيلة ولا جهة ولا شريحة ولا شخصًا موريتانيا هناك قد يختارني للعمل. 

بعد مرور الزمن، سمعت بعض المعلومات حول وجود شخص يتحدث دائما حول عملي في الجزيرة نت، ويهدد بأنه سيأخذ مكاني هناك..

شخصيا لا أهتم كثيرا يهذه الأمور، فلدي قناعة راسخة، أنه ما دمت على طبيعتي، ومعافى عقليا وبدنيا، فلن أعجز عن توفير مكان أعمل فيه بشرف، وأقدم فيه أفضل ما لدي.

بدأت أول تقرير للجزيرة نت اكتوبر 2018  وفي بداية 2020 لاحظت أن اقتراحاتي أصبحت تقابل بالرفض في الغالب على غير العادة، لكنني واصلت العمل بنفس الرتم، وفي منتصف العام تقريبا، وصلني إيميل  طويل من التحرير خلاصته أنهم قرروا إيقاف التعاون معي، من بين المبررات، أنهم يعملون على سياسة للتقشف بسبب انتشار  وباء كورونا، وبأنهم لا يركزون على موريتانيًا في تلك الفترة. 

أبلغت الزميل الذي كان السبب في التعاون بالخبر، وشكرته على الفرصة الذي أعطاني، وذكرت له ما عندي من معلومات حول الشخص الذي يريد أن يكون مكاني.. أكد لي أنه فعلا تعمل المؤسسة على تقليل النفقات 

بعد أسابيع من الإيميل والحديث، ظهر اسم جدبد على الموقع، يعد تقارير للجزيرة نت من موريتانيا، أخوه يعمل في المؤسسة  منذ زمن، وذلك الاسم ليس سوى اسم نفس الشخص الذي علمت قبل فترة أنه سيحصل على مكاني.

تجربة أنهتها المحسوبية التي لا تنخر القطاعات الخصوصية والعمومية في البلد فسحب، بل أصبحت تتخطى الحدود، وتتحكم في  مصائر الناس، وتعطي لفرصة لمن لا يستحق فقط لأنه قريب، ما بالكم بأخ شقيق؟ 

هذه إحدى تجارب الظلم والتضييق التي عانيت وأعاني منها، انتظرت كثيرا قبل أن أحكيها، على أمل أن تحكى التجارب الأخرى. 

ذهبت الجزيرة نت، وفتح الله لي من فضله أبوابا أخرى أكثر تأثيرا وتعويضا، ولكن مرارة الظلم لا ينسيها أي شيء. 

فهل تعلم الجزيرة بما يحصل هناك من محسوبية؟ أم أنها جزء من ذلك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق