لفت انتباهي وضع أحد مستشفياتنا عند مدخله عبارة "خدماتي khadamaty" أي على وزن (تعهداتي) بدلا من "شباك الاستقبال" أو "خدمة المراجعين" . لا بد أن إدارة المستشفى فعلت ذلك بهدف إعلان دعمها للرئيس وبرنامجه (تعهداتي)!.. وكأن كل مرفق حكومي عليه أن يعلن الولاء تصريحا أو تلميحا للرئيس !.
كنت أتمنى أن يرفع هذا المستشفى بالذات ، والذي يعاني فيه الفقراء غلاء خدماته وقلة جودتها ، شعار مجانية (فحوصاتي) أو نظافة (غرفي و ممراتي) ، أو إنسانية (أطبائي و طبيباتي) ...
في الواقع براغماتية أهل لخيام العجيبة و قدرتهم الفذة على التزلف لكل نظام بل و خداعه حتى آخر يوم في حكمه أكثر من أن تحصى !..
فقد ذكرتني عبارة (خدماتي) المستحدثة بقصة شارع صغير في أحد أحياء الترحيل أطلق عليه أحد التجار "شارع عزيز " وقد ثبت لافتة على ناصيته طيلة حكم الرئيس السابق و لما مررت بنفس الشارع ، بعد تسلم الرئيس الحالي الحكم ، لا حظت أنه قد أصبح بقدرة قادر (شارع غزواني !) . و لعل هذا الشارع المشاكس الذي ذكرني برواية "الأسماء المتغيرة " سيتغير اسمه مستقبلا عدة مرات وقد يستقر به الحال على لقب (شارع الجنرالات) فبعد حكم الرئيس الحالي قد يمر هذا الشارع بمتتالية :
(شارع مسقارو) ثم (شارع مگت) ثم (شارع حننا) .... وهكذا حسب ترتيب رتب جنرالاتنا بعد اتفاقهم الضمني على التناوب السلمي والديموقراطي على السلطة بعد أن أدركوا أن زمن الانقلابات العسكرية قد ولى و أن ديموقراطية في ظل معارضة ضعيفة أقصر طريق لبلوغ السلطة دون الحاجة لقعقعة السلاح و الشعب أيضا مل تلك الانقلابات العبثية ، وكذلك الغرب كاره لإنقلابات القارة كرهه لداعش والقاعدة و أخواتهما .
والحمد لله على كل حال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق