الاثنين، 4 ديسمبر 2023

وجه الكرامة (عبدالله حرمة الله/ كاتب وإعلامي)

 


 


"سقطت ذراعك فالتقطها واضرب عدوك ... لا مفر وسقطت قربك، فالتقطني واضرب عدوك بي .. فأنت الآن حر حر وحر 


دحر "طوفان الأقصى" غول الإحباط الجاثم على صدر العالم العربي منذ قرن، زاد، طلق إرهاب " بلفور"؛ وأثبت للعالم أن الفلسطيني لا زال صامدا : يطهر بالدم العربي رسم خطى المحتل نحو القدس.


أحالت مراوغات الغرب الطائشة إلى عمى استراتيجي، سخر تجنيد شعوب العالم ضد سبات أيامه الذي ألزمه، على أفضل وجه، الفشل

في مواصلة التفوق بمنهوب حضارات الأمم.


عرى الطوفان زيف روابط التقدمية،  وتجريد مواثيقهم، مورطا حدود إصغائهم في فتك القوة وإحكام اللطم على وجه الغرور، لينحني بصَغار الإصغاء لجحيم الشواظ و جلد أسواط النار و عنفوان المقاومة المنتفضة من خمول الحوار الأخرس، برفض مرجعي للمكوث على هوامش التحريف؛ وصدح فتاك بثوابت مقاومة الفلسطيني كواجهة لكرامة أمته.


أمام غياب أي منفذ، لمواجهة صعود إرهاب كيان خطيئة عجوز القارات واستمرار الفصل العنصري الصهيوني، امتلك الأماجد في فلسطين قوة الإيمان وإرادة الشموخ في بحور الدم، مصممين على استحالة استمرار احتلال الأرض و قتل الناس.


أسدى الشعب الفلسطيني العظيم آيات الذود عن كرامة الأمة ببذل انتشل مقامنا من مواطن الهوان، معوضا عن ذل الانحطاط برقي مقاومة انتفضت لحمى الكبرياء. 


من فلسطين، وعبر العالم أسمعت المقاومة صوتها وخضبت سيوفها واعتلت منابر الإبداع لتحيل القضية نشيد كرامة تغنى به أحرار العالم فاضحا محاولة أوروبا إيداع جغرافيا كرامة العرب ذنب المحرقة و تطفل الصهيونية على رفعة التاريخ وعزة الوجود.


طوع تشبث الأهالي بكرامتهم على أرضهم، حجرها، مطلقا ثورة أربكت المحتل وسطرت نصر أطفال الحجارة على دياثة الصهاينة. بعزة الأرض وحلم السماء، انتصر البارود لكياسة الطوب لتلتهم نار الغضب غطرسة دابة التدجيج و تطفئ كارزما المقاومة حريق استعمار الغرب المتورط في عداء الإنسان بقوة ضعفه وبزوغ أفوله.


انهمك الغرب المحرر من همجيته  بإبل العرب وجيوش المستعمرات، في صياغة حبو خارج الحضارة، متملصا من حرج الكرامة، ونبل القيم، مطوعا بالمال المسروق لهيب خوائه الروحي لتحييد الفكر وتمكين طواحين الحماقة و بسط ترف العدم وسمو مرجعياته البهيمية تحت لبوس التحرر من الإرث الأخلاقي لعقول وأجساد البشر.


طفح الهم الوجودي للمنهزم بالبقاء على قيد الحياة، متأهبا لما يتقنه أكثر من رهبانية الصحون بتمكين المجاعات الجماعية وتقنين الموت، والإكتفاء بتسلق شوك عدوانية تصطاد الإنسان وتخلي البلاط لفتك سقم الروح وتلوث العقل برفس أحمق للكرامة ورفرفة العدم لدابة تقتات من لحوم البشر.


أصبح مجال المناورة للغرب المجنون ضيقا، في مواجهة زلزال سياسي يقتلع مواطن انتحاله، مفرجا عن صورة جماعية لأشباه رجال يعتليهم غضب وقح يتوعدون الناس بتفكيك العالم من حولهم وبصدمة مشفعة بسلطة الإحباط : تنتصر فلسطين بدم فلسطين على أرض فلسطين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق