الأربعاء، 8 يناير 2020

رسالة أم ثكلى




كان الصوت مرعبا حقا حسبت الأمر زلزالا اوقصف طائرات مقنبلة
الجو خارج العريش رهيب يختلط فيه البردبالظلام غير أن جهة العريش الآخر بدت قطعة من جهنم حمرة ودخانا ورائحة
قذفت بنفسى خارج العريش فاصوات الرعب والسنة اللهب تاتى من عريش الأطفال
نعم أطفالى كانواينامون بهدوء رغم غصة جوع ولسعة بردفى العريش المقابل
خرجت ولاادرى كيف كنت مرعوبة كان قلبى يرتجف
لم استطع تذكر الطريقة التى سرت بها صرخت بها
كنت اتعثر فى ملابسى وامامى نار وشواء ومشهد رعب لن أنساه
خطوت بجنون وصرخت بهستيرية
اخرجوا من هنا أسرعوا
اعتقدت اننى ازحت باب العريش
لم انذكرسوى اننى سحبت قطعة لهب وعدوت جنونيا لاستصرخ الجيران
طرقت بابا ثم بابين
ثلاثة ابواب عشرة أبواب
لا فائدة هم موتى داخل منازلهم رعبا وبردا
عدت إلى العريش
انتهى كل شيئ ارتجفت حفرة كان بها قلبى
أعواد وشواء آدمي ودخان ودمار
هل بكيت
كيف ابكى وقد خرج الدم بدل الدموع
جلست الطم خدى
كيف اكل الحريق فلذات كبدى
توامان وثلاثة أطفال
سمعت الحشرجة
من الاكيد أنهم استنجدوا بي وهم يغادرون
هل طلبوا حليبا
هل اردوا طعاما
هل ضاق بهم الكساء بردا
كنت اهذى وحدى مع غبش فجرمجروح وركام أسود
هل ساحتضنهم صباحا
اين الدفاتر والضفائر
أين دروب المدرسة
هذاحضنى فاين أنتم أيها الأطفال
تتركون امكم هكذا للبلوى
كان الأفق موحشا كئيبا
كل شيئ بلون وطعم الفجيعة
ماعدت أحسن البكاء
انتفى مفهوم الزمن فى حياتى
هل هذاغبش فجر أم شمس راد الضحى ام عتمة ليل
فقدتهم دفعة واحدة خمسة أطفال
هنا حملتهم هنا ارضعتهم هنا مارضتهم هنا لاعبتهم
أين ذهبوا هل سيعودون
هذه دفاترهم هنا لعبهم هناك تاريخهم
مثلى ولدوافقراء عاشوا فقراء ماتوافقراء
بقي كبيرهم لكنه قطعة عذاب وذكرى وشجن هو هم سحنات احلاما امان بؤسا
هل ألوم نفسى
هل الوم أباء الأطفال
هل الوم دورية الدرك ومفوضية الشرطة وكتيبة الحرس
هل ألوم الحماية المدنية
هل الوم الجيران
هل ألوم شركة الكهرباء
هل الوم رئيس الجمهورية
هل ألوم النائمين فى القصور لأنهم ينسون الساهرين جوعا وموتا فى اعرشة لاترد بردا ولاتصنع ظلا
كنت ادور برمادالعريش
لا يد لأمسكها لاجبين لأقبله لارضيع لادفع ثديى فى فمه
لاشيئ لاشيئ على الإطلاق
عفرت وجهى فى الرماد لعلى اقبل خلاصة جسد رمامة عظم شلوا ممزعا
مكلومة أنا مذبوحة ومفجوعة
فوق الرماد مشيت وبالدماء بكيت وبقوة صرخت هيا استيقظوا صلوا صبحكم وتجهزوا للمدرسة
لم اكن اجهزلهم فطور الصباح فقدتعودوا الجوع مساء وظهيرة
صرخت مرات ومرات
كان الرماد يذروه الدخان
(وحييت(الجسوم) فلم تجبنى
وكيف تجيبنى صم ركود)
زينب منت أبلال
حبيب الله أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق