السبت، 29 أكتوبر 2022

للعقلاء فقط( محمد فال ولد بلال )

 


عجبا! عندما أقرأ مقالاتهم وأسمع محاضراتهم وتحليلاتهم .. يخال إلي أن مشكلة الديمقراطية في البلد تتمثل في تشكيل لجنة انتخابات مستقلة، ليس إلاّ! أو أنها هي مشكلة البلد برمته؟

يا جماعة الخير، هل تعتقدون حقا أن الديمقراطية تتلخص في الانتخابات؟ وهل تعتقدون أن الديمقراطية تبدأ وتنتهي مع صندوق الاقتراع؟ هل تعتقدون أن الانتخابات تتلخص في يوم واحد، هو يوم التصويت؟ هل تعتقدون أن الانتخابات تقع على اللجنة كُلّا، دون غيرها من الجهات المعنية والفاعلة في الشأن الانتخابي؟ 

هل نسيتم أن الديمقراطية هي أولا وقبل كل شيء فكر وثقافة وسلوك وعقيدة قبل أن تكون عملية تصويت؟ هل نسيتم أن الديمقراطية تمارس طيلة 5 سنوات أو الزمن كله، وليست موضوعا ننساه مدى الدهر ونعود إليه يوم تشكيل لجنة أو تنظيم اقتراع؟ 

هل نسيتم أن الانتخابات عملية تشاركية بين الأحزاب والإدارة والقضاء والإعلام والمجتمع المدني، وأن اللجنة - مهما بلغ دورها - ما هي إلا شريك في العملية؟ ماذا بوسع اللجنة فعله في غياب الحزب الديمقراطي فعلا، والناخب الواعي فعلا، والقاضي النزيه فعلا، والحاكم المسؤول فعلا، والإعلامي الكفء فعلا، والمجتمع المدني الناصح فعلا؟

انظروا إلى المشهد برمته: أحزابه، ساسته، صحافته، قضاته، فكره، عقله، ممارساته،،، قبل أن تطلقوا العنان أمام شهوة التجريح. 

لو أنفق الناس في إصلاح الأحزاب ونشر الوعي وتغيير العقليات وبسط التنظيم خارج المدن الكبرى، وتطوير الإعلام وبناء الإدارة وتقوية القضاء نصف ما بذلوه من وقت وجهد في عيب اللجنة (ههه) لربما كانت حالة الديمقراطية أفضل. وسؤال أخير: هل اللجنة معنية بميزان القوى في الداخل إن كانت الكفة ما زالت تميل لصالح السائد؟ ألا تدركون الفارق بين نتائج المدن الكبرى و نتائج الداخل؟ أليس التنظيم والإشراف من جهة واحدة، وهي اللجنة؟

أدري أن هذه الأسئلة سوف تقابل بالشتم والذم والنيل من العرض، ولكني مع ذلك أطرحها عسى أن تجد من يتأملها بهدوء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق