الأحد، 12 مارس 2023

لمصيدي .. في مواجهة الإرهاب ( محمد مني غلام )

 

بقدر ما كان خبر القضاء على الارهابيين خبرا سارا للجميع بقدر ما لفت اهتمامي مسرح العملية إذ دارت آخر حلقات ملحمة مطاردة الارهابيين على قمم جبال لمصيدي 

لمصيدي القرية الوادعة التي اعتادت أن تلملم أيامها بعيدا عن صخب المدن وضجيجها ها هي اليوم تتصدر الأخبار 

تقع  القرية عند  سفح جبل لمصيدي  العملاق وفي مصب الجبل تتكاثف الأشجار وتزدهر الزراعة الموسمية والتي تنضج مع الأيام الأولى للشتاء حيث تلبس الأرض ب " احدج افندي " وعناقيد " ادلكان " 

في الليل يكون من حق أي مار على الحقول تناول حدجة هنا أو هناك ولطالما استخدمت ذاك الحق وفي النهار تفوح روائح شواء " شكط آدلكان " 

في ذاك الموسم ترتفع المعنويات ويزداد منسوب السعادة وتتزايد مراكز السمر حيث المواويل والأهازيج الجميلة .. 

وتستمر الحياة عند سفح ذاك الجبل بسيطة وادعة واعدة لا جديد فيها ..ينتهي العام دون مرور سيارة فالإبل تغني عن اقتناء تلك المراكب ذات الروائح الكريهة والأصوات المزعجة ..

في تلك السنين أوائل التسعينات و التي كنت فيها معلما للقرية خبرت المنطقة وسافرت منها وإليها على الإبل والأقدام..

بعد عدة عقود وخلال خريف السنة الماضية قمت بزيارة وفاء للمنطقة ووقفت حيث كنت اقف كل يوم عند باب فصلي 

لا حظت ان أشياء كثيرة تغيرت أصبحت القرية تمتلك العديد من السيارات العابرة للصحراء ..

وبدأ البعض يقتني البيوت..

لكن شيئا واحدا لم يتغير جبل لمصيدي الشامخ ومضايقه ..

تسلق الارهابيون تلك المضايق والتي سلمتهم لتلال رملية متراصة تلال تبدو كفرجة بين سلسلة جبال عملاقة 

وحسب اتصالي بصديق من سكان لمصيدي فإن سيارة الارهابيين علقت في التلال وأثناء ذلك اكتشفوا أن هناك من يطاردهم قبل أن يتعالى أزيز طائرة فوق رؤوسهم فبادروا لتسلق مضايق  " أشكوط ادخالي"  الواقعة غرب جبل تاندايت العملاق  وهناك دارت عليهم الدائرة 

حفظ الله وطننا الغالي 

وحفظ ساكنة قرية لمصيدي المسالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق