الخميس، 27 أبريل 2023

التصوف هو جوهر الإسلام الحقيقي بقلم الشيخ ولد عابدين

 


التصوف : هو جوهر الإسلام الحقيقي ، وإذا كان بعض القوم قد كرهوا اسم ( التصوف ) نقول لهم دعوكم من الاسم الذين تكرهونه وتعالوا نسميه تسمية أخرى .

التصوف : سمّاه القرآن الكريم ( التزكية ) ، فبعد أن أقسم الله في سورة الشمس بسبع (7) من مخلوقاته العظيمة ( الشمس ، والقمر ، والنهار ، والليل ، والسماء ، والأرض ، والنفس ) كان جواب القسم [قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا] أي النفس .

التصوف : سمّاه النبي صلى الله عليه وسلم ( الإحسان ) ، في الحديث المشهور والمعروف وهو [ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ ] .

والإحسان هو المرتبة الثالثة بعد الإسلام والإيمان .لكن أكثر الناس اعداء التصوف هم الذين ما زالوا يحدثون الناس عن الشرك ، ومظاهر الشرك ، وانتشار الشرك ، والأمور المسببة للشرك ... بينما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقسم بالله أن الشرك لن يحدث في الأمة بعده فقال : [ والله ما أخاف أن تشركوا بعدي ] ... وشككوا الناس في إيمانهم بالله الواحد الواحد ، وتركوا الحديث عن ( التوبة ، والإنابة ،  والإخلاص ، واليقين ، والأنس ، والقرب ، والخوف ، والمحبة ، والرجاء ، والزهد... ) وغيرها من المعاني التي لا زالوا لا يعرفونها ، والجواهر التي لا زالوا لا يدركونها ... وهي مدار حديث الصوفية وبحثهم ، . وصدّعوا رؤوس المسلمين بالحديث عن الشرك .

* التصوف سمّاه القرآن ( تزكية ) وسمّته السنة ( إحسان ) والجمع بين المعنيين هو تهذيب الأخلاق والسمو بها إلى مستوى الصفاء الروحي المنشود ، وعندما اهتم الفقهاء بتأليف الكتب عن فقه الظاهر ، اهتم الصوفية بتأليف الكتب في فقه الباطن وغاصوا فى أغوار النفس لتهذيبها فسماهم الناس صوفية لأنهم ينشدون الصفاء الأخلاقي والروحي ، لكن الحاقدين ما زالوا غارقين في أوحال التحامل على الصوفية ، وراح بعضهم يلوون أشداقهم ويتساءلون من أين جاءت كلمة تصوف ، هل هي من الصوف الذي يلبسه الصوفية تزهداً ؟ أم أن الكلمة مأخوذة من صوفيا اليونانية التي تعني الحكمة ؟ أم نسبة إلى أهل الصُّفة وهم الفقراء الذين كانوا يقيمون في مسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجدون ما يأكلون ويشربون ... 

دعوكم من هذه السفسطة وتعالوا بنا إلى الإصطلاح الذي اصطلحه الناس واتفقوا عليه ، وهو أن التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس ، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية . 

لكن الذي لا يريد الاقتناع بالتصوف لن يقتنع به ولو فتحت رأسه بالكمّاشات  وصبت المعاني في مخه صباً فلن يقتنع ، لأن فهمه مغلق باقفال لا يملك مفاتيحها  سوى أشياخهم على أن التصوف ضلال والصوفية ضالون ، ولو قدّمت بين أيدي هؤلاء القوم أدلة كالشمس وضحاها والقمر إذا تلاها فلن يؤمنوا وسييبقون في تعصبهم وجهلهم مقمحون ، وهذا هو الكبر ... والكبر ( هو غمط الناس ورد الحق )  .حمزه حمزه

هناك تعليق واحد:

  1. أستاذ لا أعتقد أن هناك اعتراضا على كلمة التصوف، لكن المتصف بهذه الصفة آلت به الأمور إلى اختراع مسائل ليست في الدين من شيء، وليس هذا يفند قولكم، لكن المتتبع لهذا المنهج، قد يظن أن تلك البدع هي أصل الإسلام، وبهذا يكون التصوف الحاضر أقرب مايكون انحرافات من كونه تزكية.

    ردحذف