الثلاثاء، 19 مارس 2024

صعلوك الشمال (بقلم عبد الله حرمة الله)



نطق العبقري الأسمر، فأسمع. بعد صمت سبع سنين سمان، أفرج عن جدارية من نغم، التحفت نور السماء و استعارت ألقاب شتى للإحاطة برحلة الإبداع التي خط حروفها الأولى في الحرم الجامعي وعلى قارعة الحرمان؛ عبر عودة تخدش حياء الأضواء وتروي للناس أشياء حجبها صقيع الإبداع وموت الكلمات.


أبصر الشاب التشادي الأسمر النور، جنوب نهر صنهاجه واستنشق طفلا شاعرية أرض النيل، ليواصل رفقة والديه الهروب من قدر "الأطراف" نحو ضواحي باريس، التي أخرجه الشاعر المسترخي في وجدانه من بؤسها القاتل.


على مدى ثلاثة عقود، جعل MC Solaar الكلمات تهتز، ورش هيكل أبجدية الفرنجة بعسل الشعر في طبق من ثريد الفلسفة وبهارات الحضارة.


انتشلته الأقدار الخرافية رفقة غنيمة حربه ضد حيف اللون، إلى عالمية منحت الأمة التي تعالت خواء، واجهة الإبداع ومغانم سحر الكلمات.


بعد أشهر من سقوط حائط برلين، فاز صديقه الموسيقي الأشقر المعدم مثله بثروة من قرع حظ اليانصيب، ليقتني عدة ألحقت كلمات الشاعر الأسود بوجدان ذائقة تعودت لعقود إلاكة غث مفردات عجزت عن تشييج نفوس ضلت طريق الإبداع ولزمت مؤخرة طابور الضحالة.


اكتسح صوته الواثق، الأثير، بعد أن كان طموحه الصحفي حبيس توجيه قسري لامتهان حرفي لا يقوى عليه جسده الهزيل ويعافه عقله الثاقب، الذي امتطى القلم للوصول بسرعة خذلت الإقصاء وأربكت عجل شوفينية المشهد العام.


 حرض على التعلم، وأحال البكلوريا موضة مراهقي الضواحي حتى نافست، فانتصرت على بلادة ماركات الأحذية الرياضية خارج الملاعب، والعمل بديلا عن تسكع الثمالة.


دخلت نصوصه مقررات المناهج التربوية وانتزع من صناديد الأكاديمية الفرنسية  ميدالية "فيرميل" واعتبرته " السفير المثالي" للغتهم، في مقارنة فخرية بإنتاج "آرتير ريمبو ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق