الثلاثاء، 7 فبراير 2017

مجرد سؤال لأهل الذكر

 
من المسلمات البدهية لدى الأمة التي لا يصح الإيمان بدونها وجوب توقيره صلى الله عليه وسلم ونصره وتعزيره وأي شك في ذلك أو ظن مؤذن بفساد العقيدة وانخرامها ..نسأل الله السلامة والعافية .
لذلك قال الله تعالى "إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا.. ولم يقيد الإيذاء بينما قيده في الآية الأخرى "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا" .. فعلق ذلك الإيذاء بالكسب لأنه قد يحصل معه الإيذاء ولا يكون جرما.
وقد وردت أحاديث صحيحة في أمره صلى الله عليه وسلم بقتل من سبه وآذاه ولذلك بنى عليها العلماء قاعدة قتل الساب وأنه لا تنفعه التوبة لأنها حق يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس لأحدى أن يعفو عنه
ولكن المتأمل لتلك الأحاديث يلحظ أنه في حديث قتل أبي رافع ورد أنه كان "يؤذي الله ورسوله ويعين عليه" وفي قصة الأعمى أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم "كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تنزجر"
ولذلك لامشاحة في إقامة الحد على من أدرك ذلك وآذى وأعان على الإيذاء عن بصيرة وتدبر وعن عمد وتكرر منه ذلك طغيانا وكفرا
لكن يبقى السؤال بالنسبة لي مطروحا حول الشباب الذين لم يتربوا تربية إسلامية سليمة بالرغم من أنهم ولدوا في ديار الإسلام وعاشوا فيها لكن ظروف معينة لم تساعدهم على تعلم الأحكام الشرعية، ولم يجدوا من يؤمن لهم الرصيد الكافي حتى مما علم من الدين بالضرورة فتلقفتهم أيادي منحرفة وشوشت عليهم بقضايا وشبه بلبلت وازعهم الديني فندت من بعضهم عبارات تشي بالسب والشتم للنبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء
هل قول العلماء إن من حملته على ذلك جهالة أو " ضجَر أو سكر اضطره إليه أو قلة مراقبة أو ضبط للسانه وعجرفة وتهوُّر في كلامه ، فحكم هذا الوجه حكم الأول –وهو المتعمد- دون تلعثم." اجتهاد من العلماء أو تأسيس على قواعد معينة غير قابلة للمراجعة العلمية؟ أم يمكن أن نفرق بين ساب يدري ما يقوله ويعي مخاطره ولديه نية مبيتة لهدم الإسلام وأركانه .. وبين شباب متهورين قليلي البضاعة لابد من توجيههم وتعليمهم وإقامة الحجة عليهم .فهم أقرب لمن لم تقم عليه الحجة .ثم بعد ذلك إن عادوا عن وعي لأقوالهم يدخلون في سياق الحكم العام وحينها لكل حادث حديث ؟
مجرد سؤال لأهل الذكر.. في إطار النقاش الدائر الآن بين المختصين وطلبة العلم في الموضوع ؟؟
وفي النهاية يجب علينا جميعا أن نستظل بالآية الكريمة "إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ".. ومن قتله الشرع لا حاجة للأمة في حياته ...والله الموفق

أحمد أبو المعالي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق