إنتقل إلى جوار الله تعالى اليوم الخميس أحد أبرز المؤسسين لعالم الأدب والفن والجمال في بلدنا سيدات ولد آب وهو كذالك مؤسس مدرسة تكانت الفنية والأدبية العريقة التي تخرج منها كبار ورواد الفن والأدب والموسيقى من أمثال الشيخ ولد آب و ديمي منت آب والخليفة ولد أيده رحمهم الله جميعا وسدوم ولد أيده و سدوم ولد سيدات وغيرهم أطال الله بقائهم وبارك فيهم جميعا.
لقد واكب فقيدنا رحمه الله الأديب سيدات ولد آب تأسيس الدولة الموريتانية الحديثة وأبدع في إعداد أول لحن لنشيدها الوطني انذاك كما ظلت ألحانه وأشجانه مبدعة وملهمة لجماهيره ومعبرة عن إستغلال البلد ومكرسة سيادته ووحدته الوطنية كما كانت أشرطته حاضرة في كل بيت وقد جمع إلى جانب التمكن من الأدب والفن (لحنا، وموسيقى، وأداءا، وإنتاجا...) شخصيته الوطنية المنفتحة ففي كل جهة من هذا البلد قصة مع الأديب سيدات آب ولكل عالمٍ أو شخصية وطنية من أبناء البلد حكاية جميلة معه..!
فلم يكن ليحرم الجميع من عطائه المتميز وأريحيته النادرة، هذا مع وفائه لولاية مسقط رأسه (تكانت) التي تغنى على كل شبر منها وطئته قدماه كما ورد في مساجلة ودية مع أحد أدباء المنطقة (محمد ولد حد) حيث يقول سيدات رحمه الله في طلعة طويلة ردا عليه:
وانت كاع أنسيت افذ الفات
يمحمد رانك شيات
إزيدو لشواق ابليدات
كط اعليهم طين تعريف..
كيف الرشيد ولحويطات
وكلمسى واحسيات اغريف
ينشربو من كد ابهيكات
سلنتاس افمنحر لعطيفو..
إلى أن يقول:
وإجد اعليك انى الى ريت
لذ ماه فيه الا كيف
أمنادم يتكلم مييت
فايت عمرو كسحان أسيف
وقد كان صوته شجي وأوتار "تدنيته" وأخلاقه الكريمة وسرعة بديهته خصالا ميزت المرحوم سيدات ولد آب عن غيره من المبدعين وجعلته محل إجماع وتقدير وإحترام أين ما حل وحيث ما نزل..
رحم الله الأديب الكبير والفنان المتميز أيقونة الفن والأدب والموسيقى سيدات ولد آب وأدخله فسيح جناته وحفظ لنا خلفه من أدباء ومبدعين ودكاترة وفنانين متميزين وبارك فيهم ونعزي الوطن جميعا وأهل الثقافة والأدب والفن في المصاب الجلل والفراغ الكبير الذي تركه فقيدنا رحمة الله عليه وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بقلم بطريقة كابر الشيخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق