التحاق مسعود ولد بلخير بالتشاور الجارى أمر مهم، ومصدر ارتياح لكل الأطراف المؤمنة بحتمية انتصار لغة العقل والمصلحة العليا على حزازات الأنفس وصغار الأمور، مهما كانت لغة البعض جارحة وخارج السياق.
وهو كذلك مؤشر إضافي على قدرة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى على إقناع محاوريه بشكل سريع وسلس، وتجاوز أخطاء البعض بمنطق قيادى، يحكم صاحبه الحرص الدائم على لملمة شمل المجتمع بكل ألوانه وأطيافه وجهاته، وحلحلة المشاكل المطروحة دون تعصب للرأي، وتفهم المواقف المبنية على معطيات واضحة، وإقناع محاورية بالعدول عن بعض الأفكار المفضولة بالحجة، والمنطق المؤسس على الأرقام، مع وعي راجح بالعديد من الملفات السياسية والأمنية، وقدرته على فرض رؤيته بمنطق عقلاني دون إشعار الآخرين بمركزية الكرسي الذى يجلس عليه.
ولد بلخير ليس مجرد رقم فى الحياة السياسية، بل هو أحد صناع التحول الديمقراطي التاريخي بموريتانيا، وأحد القادة الذين قادوا جبهة المعارضة قبل إعلان المسلسل الديمقراطي، ووقفوا فى وجه العقيد معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع وأركان حكمه لأكثر من ١٩ سنة.
يأخذ من مواقف مسعود ولد بلخير ويرد، لكنه فى النهاية صاحب رأي تحتاج إليه أي مشاورات جادة، وصاحب تجربة ثرية وطويلة فى مجال الصراع من أجل الصالح العام، وبه تزداد لجان الحوار وتنقص، ونضجه وتجربته محل اهتمام من أي حريص على وحدة البلد وانسجام مكوناته. لأن الرجل طبعه الاعتدال غير المتكلف، وهو من أهل الوفاء والصدق غير المشروط بالمناصب وحلحلة الملفات الجانبية (تجربة الجبهة) ، ولديه أنصار كثر داخل البلاد وخارجها، ما هددوا وحدة البلد يوما، ولاعزفوا سيمفونية الفتنة من أجل حصد مكاسب سياسية أو مالية.
شكرا جزيلا فخامة الرئيس على جر ولد بلخير لطاولة التشاور، وشكرا لولد بلخير على العودة إلى صفوف النخب الباحثة عن حلحلة المشاكل المطروحة للبلاد عبر التشاور والحوار.
(*) مدير موقع زهرة شنقيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق