اجتماعيا:
- حالة احتقان اجتماعي على أكثر من صعيد، عبر عن ذاته في عدة مناطق داخل البلاد، وما زال صامتا في مناطق أخرى
- قراءة ما وراء الاحتجاجات في الشامي، وباسكنو، والطينطان، وكوبني، والركيز، وأطار، وأكجوجت، والتدقيق في دوافعها، معين على رصد هذا الاحتقان، وقياس مستواه
- كشفت هذه الاحتجاجات عن تآكل متسارع في الأدوات التقليدية للسلطة في التأثير على الشباب، فتم اللجوء إلى العنف والتخويف، والسجن، وهو أسلوب قصير النفس في التأثير، وغير مضمون النتائج، بل قد يؤدي إلى نتائج عسكية.
- يساهم في رفع منسوب هذا الاحتقان، وربما في تراكمه الخطر حالة "قتل السياسية" التي اعتمدها الرئيس محمد ولد الغزواني منذ وصوله للسلطة، وساعدت فيها عوامل أخرى كحالة جائحة كوفيد 19.
- سيطرة كاملة لـ"منطق المظلومية" لدى الجميع، فالكل في هذه البلاد يتحدث بمنطق أنه مظلوم ويسعى للإنصاف ويطالب به. والطبيعي فيمن يتصرف هكذا أن لا يفوت أي فرصة يرى فيها طريقا لرفع الظلم، بل وحتى للانتقام.
لاحظوا، أنه حتى أعضاء الحكومة وكبار المسؤولين يتحدثون من موقع "مظلومية" أنهم يبذلون جهودا كبيرا، ويقومون بمشاريع وبرامج هي قدر جهدهم، لكن الشعب لا يقدر هذا الجهد، ولا يقابله بما تستحق من عرفان وامتنان
- تزداد حالة الاحتقان في ظل تصاعد أسعار المواد الأساسية، وطحنها لغالبية الشعب، وتركهم ضحية للتجار، وانتهازيتهم ومضاربتهم
- كانت إحدى الرسائل الصارخة في رئاسيات 2019، كشف مستوى الهوة بين المكونات العرقية، وتمايزها سياسيا، بعد سنوات من تمايزها سكانيا.
- انعدام رؤية واضحة، أو جهد مؤثر، لجسر حالة التفاوت الصارخ في الفرص والمكاسب، والاختلال الكبير في توزيع الثروة والنفوذ.
- تطحن البطالة أعدادا متزايدة من الشباب، ويقذف نظام التعليم بعشرات الآلاف سنويا على قارعة طريق الحياة، بسبب عقبة "الباكلوريا" الكأداء، وضعف أو عدم جاذبية البدائل
- منتصف ديسمبر الماضي 2021 أعلن الرئيس غزواني عن تخصيص 20 مليار أوقية قديمة من ميزانية الدولة سنويا وبشكل مستمر لتسريع وتيرة تكوين الشباب وتنمية مهاراتهم وتسهيل ولوجهم لسوق العمل، كما أعلن عن تخصيص دعم للخريجين الجامعيين يتراوح ما بين 15 و20 ألف أوقية خلال الأشهر الستة الأولى بعد تخرجهم لمساعدتهم خلال البحث عن العمل، إضافة لتخصيص 14 مليار أوقية لتكوين وتأهيل الشباب في ثماني ولايات، وخصوصا من تسربوا مبكرا من الدراسة أو لم يتلقوها أصلا.
- يوم 21 ديسمبر ترأس غزواني اجتماعا حضره عدة وزراء وخصص لوضع خارطة طريق لمتابعة التزاماته للشباب، ولتنفيذ كل التزاماته.
- تبعت هذه "التعهدات" أسلافها، ومنها التعهد بإعادة هيكلة المجلس الأعلى للشباب، أو ضاعت تحت عناوين فضفاضة، وفي مسارب لا علاقة لها بالهدف الذي رصدت من أجله.
- فشلت العديد من مشاريع "تآزر" (أريدت هذه المؤسسة رافعة - أو هكذا ظهر - فتحولت إلى خافضة) في الانطلاقة أصلا كمشاريع السكن الاجتماعي، كان مفترضا أن يتم بناء آلاف المنازل خلال السنوات الثلاث الماضية، ولم يبنى منها ولا منزل واحد إلى اليوم، كما تعثرت مشاريع أخرى عديدة.
- شركة الكهرباء في حالة إفلاس مزمن، وأكثر من نصف إنتاجها يذهب هدرا، وبرنامج إعادة هيكلتها متعثر. وضع مشاريع المياه غير مطمئن، بما فيها حالة العاصمة نواكشوط (تواجه عجزا يدفع الشركة لتفويج الخدمة بين الأحياء، والسبب فيها ذلك غياب الصيانة التي كان يلزم أن يقام بها خلال العقد الماضي لمكونات المشروع ولم تتم).
- أما حالة الخدمات العامة في الداخل فغاية في التذبذب، سواء على مستوى التعليم، أو الصحة، أو الماء، أو الكهرباء، وحتى خدمات الاتصال. هذا في حالة توفرت أصلا لتتذبذب.
- حالة "الترابط الاجتماعي" والتي كانت تحتوي وتغطي على الكثير من "الترهل الخدمي" وتساهم في تعويض الفشل السلطوي آخذة في التآكل والتراجع، وبوادر ذلك ظهرت خلال العشرية وهي في تزايد. ثقافة التظاهر والاحتجاج والحقوق في اتساع مستمر، وواقع الاضطرار للتعبير بأساليب غير تقليدية باد للعيان.
وهذا مجرد أمثلة من أحداث ووقائع كثيرة، تدفع في مجملها لطرح سؤال: ما الذي يجري في موريتانيا؟
أحمد ولد محمد المصطفى الملقب الندى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق