السبت، 31 ديسمبر 2022

لعلهم يسمعون بقلم حسنه حدوني

 



بعد البدء فى تجسيد المخطط العمرانى بمدينة تمبدغة على أرض الواقع وتضرر الكثير من الفقراء والمساكين أصحاب الحرف البسيطة والعمل اليدوي الذين لا يملكون مدخرات فى أغلب الأحوال تمكنهم من تعويض ما فقدوه من مسكن ظل إلى وقت قريب يسد خلتهم ويستر عورتهم ويحشرون فيه ألمهم وأملهم راضين مستسلمين لذلك القدر لا يحملون حقدا لأولى النعمة ولا يتضايقون مما هم فيه من رغد عيش وراحة بال بعد تجسيد ذلك المخطط وتضرر الكثير من أولئك كان من اللازم أن ترصد ميزانية لتعويض تلك الأضرار لأولئك الفقراء الذين لا يملكون حولا ولا قوة لم يجدوا مواسيا لهم ولا ناصرا لهم ولا حتى مبلغا عنهم فلا المنتخبون أدوا واجبهم ولا الميسورون قاموا بما ينبغى تجاههم أما المجتمع المدنى والمنظمات الحقوقية وغير الحكومية والوجهاء والزعامات التقليدية والفاعلون فكل هذه العناوين وهذه المسميات لا وجود لها على أديم هذه المدينة العريقة فى هذه اللحظة الزمنية العصيبة والعصي فيها نسيان مثل هذا التجاهل لهؤلاء المواطنين فى فصل شتاء قارس كانوا يحتمون عنه بين جدران من طين وتحت سقوف أكواخ بسيطة فإذا بها تدمر على أعينهم دون تعويض لهم قل أو كثر مادي أو معنوي 

فأين ياترى تآزر ومارصد لها من أموال أليست هذه مواطن الهشاشة ؟ وأين مفوضية الأمن الغذائي ومخزونها الذى دائما ما تأكله الأرضة ويباع جهارا نهارا لنافذين على مرأى ومسمع من الجميع أين كل هذا الزخم الذى تصدح به حناجر الإعلام لاوجود لأي شيء من ذلك حتى الآن ولا خير في من لم يبادر ويمد يد العون للأرامل للأيتام للمرضى للصابرين على البأساء يلفحهم البرد تحت أخبية من القماش لا زاد عندهم ولا مزود لهم فاغرى الأفواه ينتظرون فتحا من السماء ولا شك فسهام دعوتهم ستصيب أكباد المتقاعسين عن مساعدتهم وستدور الدوأئر عليهم ليخلفوهم فى النعمة وحسن الحال 

أدعو كل ذى ضمير حي أن يقوم بواجبه تجاه هؤلاء حسب السعة وأن لا يزهد فى القليل حتى ولو كان كسرة من رغيف فلعلها تسكت بكاء طفل ألهب الجوع والخواء معدته ولم يستطع النوم تحتضنه أم لا تملك سوى أن تبادله على منكبيها ربما أجهدها العياء وأضناها السغب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق