الأحد، 16 نوفمبر 2025

ضغط الوقت، وإكراهات الجغرافيا..(سعدبوه الشيخ محمد)

 

الحلقة الأولى بعنوان:


تحتل ولاية الحوض الشرقي الصدارة في العديد من الجوانب، فهي الأبعد عن المركز (العاصمة انواكشوط) وهي الأكثر كثافة سكانية، وهي الأكبر من حيث عدد المقاطعات، وهي كذلك أكثر ولاية إمدادا للموريتانيين بمادة اللحوم الحيوانية، وهي الولاية التي تكاد جميع مقاطعاتها تقريبا تمتلك حدودا مع دولة أخرى.

في هذه السلسلة سنتوقف -بحول الله- عند زيارة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الأخيرة لهذه الولاية، لنرصدها من زوايا خاصة، وبعين المشارك الحاضر، كي نتقاسم مع أصدقاء الصفحة ما جمعنا من معلومات وكواليس، قد تغيب عن التغطيات الإعلامية التلقليدية.

…………………………………………………………..

شكل التباعد الكبير بين مقاطعات الولاية تحديا صعبا أمام جميع المعنيين بالزيارة، من وفود رسمية، وسياسيين، وأطر، وتم وضع جدول زمني ثابت في جميع محطات الزيارة، وأي إخلال به قد يضع صاحبه خارج الصورة، فالوزراء ومرافقوهم، والفرق الإعلامية، وبعض مرافقي الرئيس كلهم ملزمون بحضور لقاء الأطر، الذي قد يمتد لساعات الصباح الأولى، وبعد انتهائه، عليهم شد الرحال نحو المقاطعة الموالية، ولا بد أن يصلوا قبل ساعات من وصول رئيس الجمهورية الذي سيتنقل بالمروحية، بينما الجميع - بمن فيهم الوالي يتنقلون بالسيارات-، حتى يتمكنوا من إتمام التحضيرات اللازمة لاستقبال رئيس الجمهورية، وأحيانا تصل الوفود متأخرة مرهقة، وقد تتعطل بعض السيارات في الطريق، لكن الجميع عليه أن يكون في المكان والزمان المحددين مسبقا.

وقد تسبب هذا الضغط والسفر المتواصل، خاصة بين المقاطعات التي لا تربطها طرق معبدة، تسبب في متاعب كبيرة، وإرهاق شديد، وحتى حالات مرضية في بعض الوفود الرسمية، وقد بدا أن الوفود استعدت لهذا الاحتمال، باصطحاب أدوية ومستلزمات للتعامل مع هذا الواقع، ومن يشاهد الوزراء وغيرهم في استقبال رئيس الجمهورية في كل محطة من الزيارة يخيل إليه أن الأمر بسيط، لكن الواقع أن جهودا استثنائية قيم بها، ومجهودا بدنيا بُذل كي تتم محطات الزيارة وفقا لما هو مخطط لها، حتى إن بعض المشاركين في الزيارة لم يكن يتوقع حجم الصعوبات التي تنتظره، خاصة أن الوفود لم تقض مدة 24 ساعة في أي مقاطعة، ومعظم الوقت كان مقسما بين السفر الشاق أحيانا، والتحضيرات العملية،ومع كل ذلك، فقد تخلف البعض عن محطات من الزيارة، ولم يستطع المواكبة المستمرة، ولسان حال "المتخلفين"

(لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشُقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم).

صدق الله العظيم.

انتظروا الحلقة 2 قريبا إن شاء الله، وموضوعها مثير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق