تمثل المعارضة في العالم الكفة المساهمة في توازن النظام السياسي ، وهي بذلك رقم لا يمكن تجاهله في المعادلة السياسية ، والدول التي يصعب على المراقبين فيها تمييز المعارضة من غيرها تعيش في الغالب أزمات سياسية متكررة .
أما
الدول التي لها معارضة متماسكة ، ومقتنعة بموقعها السياسي الذي اختار لها مناضلوها ، غير مهتمة بالحصول على مناصب على الرغم من حقها فيها ،
فهي بذلك تحقق استقرارا سياسيا يُمَكن
البلاد من تحقيق التنمية
على مختلف الأصعدة .
ويشكل اختراق شخصيات من النظام للمعارضة ، خطرا على المعادلة السياسية ، قبل أن يؤثر على
المعارضة نفسها ، وأسلوبا بدائيا يعكس عدم جدية النظام في منح خصومه فرصة المساهمة
في التنمية .
ولن تتجاوز الدول أزماتها السياسية ما لم تكن المعارضة فيها قوية
وقادرة على مقارعة النظام بالحجة الدامغة
، لا أن تكون معارضة انتهاز الفرص تظهر في فترات قوة النظام وتغيب في فترة ضعفه ،
كأنها تستمد قوتها من وضعية النظام ، مما
جعل البعض يصفها بأنها جزء من النظام .
أما النظام فهو الآخر يمثل الجهاز المكلف من طرف الشعب بتسيير شؤون
البلاد ، وهو بذلك يحمل أمانة عليه تأديتها على أكمل وجه ، ويقاس تطور الدول بمدى
احترامها لإرادة شعوبها ، ومما يؤثر على
النظام ويجعله غير مستقر وجود شخصيات تعمل على إضعافه على الرغم من وجودها ضمن صفوفه .
فالأمانة في المجال السياسي ،
تساهم في استقرار الشعوب وتسعى لتقوية العلاقة بين النظام والمعارضة ، تلكم
العلاقة المتمثلة في وقوف كل منهما على دوره الذي يخول له النظام السياسي المعتمد
في البلاد .
وما لم يتضح للمواطن الموالون
للنظام من المعارضين له يبقى سؤاله الوحيد
هل المعارضة جزء من النظام ؟ أم النظام جزء
من المعارضة ؟
شيخنا ولد الناتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق