الأحد، 23 أكتوبر 2016

نقاط فى خطاب الرئيس


كان خطاب الرئيس المؤذن بنهاية ما سمي بالحوار الوطني الشامل "قبلة حياة " و"بالون اوكسجين" لذلك الحوار الذى ولد ميتا بعد ان قاطعته المعارضة ومعظم الشخصيات الوطنية المستقلة

لم يكن مهما ان يقول الرئيس شيئا فى ختام حوار غث هزيل خاصة اذاكان رئيسا تعود "كلام ليل" لايصمد امام اول اشعة الصباح
الامر اذن لايتجاوز انقاذ الحوار وتفجير "قنبلة صوتية" دخانها يهم الداخل وصوتها يهم اطرافا خارجية
الرسالة واضحة من الرئيس تغيبت المعارضة وراهنت على فشل الحوار الان اقول اننى لا اسعى لمامورية ثالثة ولا رغبة لى فى تغيير الدستور
كلمات قليلة مع غيرها ضمن الخطاب كانت كافية لجعل الحوار الوطني الشامل مثارا للجدل والنقاش وله مخرجات مهما كانت طبيعتها فانها اثارت ردود فعل واسعة النطاق وجعلت الحوار فى الواجهة بعد ان تحولت جلساته الى مجرد "تغسيل جنازة" وتناول الطعام فى "خيمة العزاء"
هل الرئيس كان يعنى مايقول.؟
يعرف الكثيرون ان الرئيس قال امورا كثيرة ونسيها (افضل عبارة نسيها حتى لا اقول عبارة اخرى ليست ضرورية) وما دكار منا ببعيد
ولعل حديثه عن قدرته على تغيير الدستور عبر انقلاب وانه لايخجل من ذلك فيه تناقض جلي مع الحديث عن عدم رغبته فى مامورية ثالثة
بين الترغيب والترهيب وبين الشدة واللين وبين الازدراء بالشعب والنزول عند رغبته تحدث الرئيس ليساعد اغلبيته حتى لاتكون مخرجات حوارها مجرد صراع على الوجبات وحديث عن تغيير النشيد ووضع خطين احمرين باهتين بائسين (مصابان بفقر الدم الحاد) لتشويه وجه العلم الموريتاني الاصيل والمهيب
كان خطاب الرئيس كماهو واضح ضخ لدماء اعلامية فى حوار كاد ان ينتهى دون ان يثير انتباه احد وذلك مايفسر حديثه بالكامل بل حتى تعابير وجهه وهو يصوغ عبارات مدنية ب"مخشنات لفظية" عسكرية ديكتاتورية لاتواجه بها قطعان حمير الوحش احرى ان تواجه بها جموع تدعى تمثيل شعب والحرص على مصالحه
الرجل القى حجرا ثقيلا فى الماء ومع انه عبر عن عدم رغبته فى مامورية ثالثة الا ان فقرات من الخطاب لاتشجع على التصديق والتسليم بحديثه ذاك والتجربة تؤكد ان خطب منابره شيئ وتصرفاته على الارض شيئ اخر
هل اغلق عزيز الباب امام نفسه للدخول لمامورية ثالثة بينما كان يحفر نافذة فى الجدار قد يقفز منها مقنعا الناس ان الباب مغلق بشكل نهائي؟
هل يمكن لعزيز الخروج ببساطة من المشهد السياسي يحمل على كتفيه صناديق اكرا وثمن السيسي وهيئة الرحمة ورصاصة اطويله وازمة حفيده المثير للجدل وثمن عشرات المدارس وبيع مؤسسات منهارة لاخرى اكثر انهيارا؟
والى اين سيذهب بكل ذلك وغيره من الملفات العالقة التى يجب ان يساءل عنها اوعلى الاقل يعطى توضيحا عن حيثياتها؟
شخصيا استبعد ان يكون عزيز غبيا ليخرج بتلك الطريقة فلا احد يضمن انه لن يتعرض لمحاكمة اوملاسنة اومطاردة فبعض الملفات اكثر تعقيدا من ان يحمل على الكتف بكل تلك البساطة اذ ان له تداعيات محلية وخارجية لافكاك من تتبعها وتقصى اثارها
ثمة حلقة مفقودة و"تعويذة "عزيزية لم تظهر فى الخطاب
هل سيتخلى عزيز عن الحكم لأحد"مدافدته " على الطريقة "البوتينية"الغزواني ولدباي ولد محم ولد محمد الاغظف ولد حدامين بيجل مؤقتا ليعود على ظهره من نافذة اخرى قصية فى القصر؟
وباغلاق باب الترشح امام قادة المعارضة الاكثر شعبية وحنكة احمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير هل سيفتش الرئيس فى اكوام الاغلبية عن "بو" يتم انتخابه قسريا ليتنازل لاحقا عن الحكم لصالحه؟
هل يتعلق الأمر باعطاء الحكم للمؤسسة العسكرية وانتخاب أحد أعمدتها رئيسا عبر انتخابات صورية ككل الانتخابات الموريتانية ليظل عزيز فى منصبه ولومن وراء حجاب؟
هل نجح عزيز فى ترتيب اموره بشكل جيد ليعود إلى المأمورية على الاعناق الكرتونية ؟من ذلك مثلا تدخله لمنع تغيير النشيد والعلم فيظهر بطلا فى عيون كثير من الموريتانيين أووضع يده فى يد الإسلاميين واليساريين المتحزبين وهم اليوم أقرب الأطياف السياسية المحلية له مع أفول نجم تحالفه مع القوميين الضعاف عتادا وهمة الضاربين عددا لتشكيل تحالف سياسي يتيح له العودة للقصر من بوابة أخرى؟
أم أن الرهان العزيزي هو على أن الغرب سيتعامل معه من باب" مجنون تعرفه أفضل من آخر لاتعرفه" لتكون كلمة الحسم العليا لمصالح الغرب التى حماها عزيز ودافع عنها حتى فى شبه المنطقة كلها ولا يأمن عليها أن تستهدف إذا جاء شخص آخر للحكم فى البلاد وعندها يمكن برعاية الغرب اجراء استفتاء اوانتخابات صورية تؤكد انه لابديل عن عزيز ولايمكن التفريط فيه فبفضله ينهب الغرب ثروات البلاد بكل سهولة وبرعاية منه ان فوق الطاولة اوتحتها سكتت مدافع القاعدة وداعش على حدود البلاد وجنب نظامه تبعات الربيع العربي ويمكنه ان يفاخر بان السفير الامريكي ياكل طعام نواكشوط ويمشى فى اسواقها كاية معزاة داجنة دون ان يتعرض لاي خطر امني اوحتى لفظي
انا اميل الى الاعتقاد بان الرئيس باق بدعم غربي عبر مسرحية داخلية قطعت كتابة سيناريوهاتها اشواطا متقدمة وليس خطاب الرئيس كله الا كلمات مفتاحية للسيناريوهات القادمة
نتمنى لبلدنا وشعبنا ان يعبرا بسلام هذا النفق ويصلا بامان الى بر امان كله حرية وتعايش وتكامل بين عراقة الماضى ومعطيات الحاضر والطموحات المشروعة لمستقبل اكثر رخاء ونماء وتطورا
حبيب الله أحمد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق