ضيوفنا الأعزاء من خارج الوطن أحزابا وشخصيات
أحبابنا الأهل شركاء الوطن من شخصيات عامة ورؤساء أحزاب سياسية وعلمـاء وقادة نقابيين ومدنيين وحقوقيين وصحفيين وفاعلين اجتماعيين ..
السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين في بلادنا ..
إخوتي وأخواتي في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) ..
أيها الحضور الكريم ..
متابعي ومتابعات المؤتمر الثالث لتواصل ..
"... وأوفُواْ الكيلَ والميزان بالقسط لا نُكلّفُ نفسا إلا وُسعَها و إذا قلتُم فاعدلواْ ولَوْ كانَ ذا قربى وبِعَهدِ اللهِ أوْفُواْ ذلِكُمْ وصّاكُمْ به لَعَلّكُمْ تذكَّرُون"
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتُنظم المؤتمرات، الحمد لله أن وفقنا للالتئام من جديد في دورة من دورات التقويم والمراجعة والمحاسبة، نصوب فيها الحديث على سالف العمل والأداء فنرى النواقص فنحذر منها ونرى المكاسب فنعززها، وندقق النظر في الوثائق والمخرجات فنجدد ما اندرس ونحين الذي بلى وننسبها إلى متطلبات لحظتها محافظين على الأصول التي التقينا عليها أول مرة، ومفضلين منهج الطائفة الطيبة الذي ينبت الكلأ والعشب الكثير .. ونجدد القيادة والربان ليس لأن ذلك منطوق القانون وإلزامه ومقتضى العقد الأخلاقي الذي أخذناه على أنفسنا فحسب، بل لأن كل مرحلة تحتاج عقولها وكل فترة تستلزم أهلها، ومن أدى نشكره وندعو الله له بالقبول والتوفيق وعليه وله الإسهام من حيث يكون.
الحمد لله أن التأم هذا الجمع الكريم من كل أطراف موريتانيا يحمل همومها ويمثل أهلها والحمد لله أن كان معنا ضيوف أعزاء من داخل الوطن ومن خارجه يسمعون منا لا عنا ويشهدون ائتمارنا هذا ناصحين وملاحظين وربما مثمنين.
ضيوفنا الأكارم
أهلنا وشركاء الوطن
السفراء والممثلين الدبلوماسيين
أبناء وبنات الإصلاح والتنمية
أيها الجمع الكريم ..
كل حديث اليوم لا تتصدره القدس وشأن القدس هو لغو وخارج السياق .. لقد أعاد ـ وما قصد ـ دونالد ترامب بقراره المنكر جعل أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين عاصمة للغاصب الصهيوني موضوع القدس وفلسطين إلى بؤرة الاهتمام ومقدمة التركيز.
لقد أظهر الشعب الموريتاني كله ـ بغض النظر عن اصطفافاته وانتماءاته ومواقعه ـ إجماعا حول القدس وتناغما حول شأنها، أرأيتم "القدس توحدنا، القدس تجمعنا" فهنيئا للموريتانيين هذا الموقف وهذه الوحدة .. غير أن القضية تواجه لحظة من أصعب لحظاتها تحتاج الاستمرار في النصرة والتضامن والإسناد بكل الأنواع وعلى كافة المستويات .. نقول ونُقدر أننا ننوب عن كل الموريتانيين ولا متحفظ أو محتج ثَـم، بارك الله فيكم أهل فلسطين وأنتم ترابطون وتصمدون وتجاهدون، لقد رفعتم رؤوس الأمة وأكدتم أنكم شعب من نوع خاص لم يثنكم طول الاحتلال وقسوته ولا ضيق ذات اليد وشدة الحال ولا تخاذل أو تآمر الجيران والأهل والأشقاء عن قضيتكم ومقاومتكم وجهادكم ..
الحل في وحدة الصف واجتماع الكلمة على قاعدة مقاومة الاحتلال وتحرير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ..
ضيوفنا الأكارم
أهلنا وشركاء الوطن
السفراء والممثلين الدبلوماسيين
أبناء وبنات الإصلاح والتنمية
أيها الجمع الكريم ..
ينعقد المؤتمر الوطني الثالث للتجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) في سياق محلي وإقليمي ودولي له ما يميزه، فما زالت بلادنا تعاني غياب النظام الديمقراطي السليم ومظاهر التحكم لا تخطئها العين، والتدابر السياسي بين الفرقاء ملحوظ مشاهد بفعل سياسات النظام واختياراته في إدارة البلاد وتدبير أمرها، والأجواء الاقتصادية والاجتماعية في صعوبة متزايدة ضيقا في معاش الناس ـ عموم الناس ـ واستمرارا متزايداً لارتفاع الأسعار دون مبرر وفي كل حال، وتوسعا لجموع العاطلين الذين تمتلئ بهم ساحات المطالب والمظالم، وانتشارا لمظاهر الفساد وسوء التسيير، ويتعزز ذلك كله بعبث النكرات بالمقدسات والنيل من مقام سيد الخلق والرحمة المهداة عليه أفضل الصلاة والتسليم، وانتشار الجرائم والاعتداءات في مجتمع وصل الأمس القريب عفويا في حياته مطمئنا في أمنه وحاله.
وقد كانت الحوارات التي افتقدت منطق التوافق وحسن المخرجات والاستفتاءات التي جاءت مخالفة لما استقر من فهم الدستور والقانون مُجانِبَة لقواعد الاجماع مظاهرَ لوضع سياسي متأزم يحتاج مبادرة العقلاء وتنازل الحاكمين ومرونة المعارضين.
ويظل اعتقال السيد محمد ولد غده ومتابعة مجموعة من زملائه والنقابيين البارزين والصحافيين ورجال الأعمال مثار قلق حقيقي على الحريات العامة، ولا يُنجي في شأن هذا الموضوع إلا إطلاق سراح محمد ولد غده وإيقاف كل المتابعات والملاحقات.
أما على المستوى الإقليمي فالتحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية في أوجها ويظل التحدي الأمني في مقدمتها بكل ما يحمله من مخاطر على وحدة البلدان وحدود الأوطان، ولم تستطع بعد مجموعة الساحل مواجهة هذا التحدي فالأمر يتطلب إجماعا إقليميا جنوباً وشرقا وشمالا، ويستلزم الابتعاد عن الارتهان للأجندة الدولية ذات المطامح والمطامع في المنطقة وخيراتها.
تظل قضية الصحراء عنوانا مقلقا على حدودنا ويظل التوتر فيها معيقا في المنطقة ولها، وتظل الحاجة قائمة إلى حل عادل تتوافق عليه أطراف النزاع وهو ما تستطيع موريتانيا أن تدفع نحوه وتساعد عليه دون اصطفاف ولا حدية، ومن طلب منا ـ معاشر الموريتانيين ـ فوق ذلك فقد أحرج ولم ينصف.
ويستمر المطلب الديمقراطي ملحا في فضائنا الاقليمي مسجلين بارتياح ما آلت إليه الأوضاع في غامبيا بعد الانتصار الديمقراطي لشعبها وما سجلته بلدان في المنطقة من تحسن وتطور في الممارسة الديمقراطية معربين عن قلقنا البالغ من محاولات بعض الأنظمة في قارتنا الحبيبة تعديل الدساتير وكسرها خدمة للبقاء في السلطة رغما عن الناس وما يريدون.
أما السياق الدولي فأهم معالمه اضطراب العالم ودوائر القرار فيه بحكم الطبيعة الخاصة والمنكرة للإدارة الأمريكية الجديدة التي لا تستقر على حال ولها في كل يوم قرار تستفز الخصوم ولا تُريح الحلفاء باستثناء الكيان الصهيوني الذي أعطته عقلها وقلبها، دعمها وحبها ..
إن موجة صعود اليمين المتطرف التي عرفتها دول أوروبية عديدة منذرة بمخاطر جمة وتهديد حقيقي لقيم التسامح والاعتدال والحوار التي يلزم أن تحكم العلاقات بين الدول والشعوب دون أن تشرع ظلما أو تغطي على احتلال أو تمس بمقدسات.
إن تزايد المنافسة والمغالبة على المستوى الدولي أمر إيجابي ومطلوب لأن أحادية النظام العالمي وتفرد دولة واحدة بالتحكم خطر وعواقبه سالبة على العالم، من هنا يلفت الانتباه التنافس الصيني الأمريكي اقتصاديا وعسكريا، والتنافس الروسي الأمريكي عسكريا وسياسيا، ولا تخطئ العين تنافسا علميا واقتصاديا وأحيانا سياسيا تسهم فيه دول صاعدة عديدة .. فالعالم مثل كل دولة منه لوحدها تضره الأحادية ويُفسد عليه التحكم ..
ضيوفنا الأكارم
أهلنا وشركاء الوطن
السفراء والممثلين الدبلوماسيين
أبناء وبنات الإصلاح والتنمية
أيها الجمع الكريم ..
إننا في حزب يتذكر أصوله و يبني عليها، يحدد اجتهاداته ويطور فيها .. لقد أعلناها منذ البدء أننا حزب سياسي ذو مرجعية إسلامية أما أننا حزب سياسي فلأننا نشتغل في دائرة عفوها كثير وثابتها قليل ومطلبية الاجتهاد فيها واسعة فنحن نعمل لعمارة الأرض ـ على حد قول ابن الحداد ـ .. ونسهم مع ذلك مع غيرنا في أداء الغرض. الماوردي.
وأما أننا حزب ذو مرجعية إسلامية فلأننا نؤسس على الإسلام منطلقا وحاكماً وحكما، نلتزم بالقرآن والسنة إلزاما، ونسترشد بتراث السلف وأقوال العلماء استصحابا .. ونحن حزب موريتاني بقانون موريتانيا نلتزم، ولمصلحتها نعمل ونجتهد، وعن حوزتها ندافع، وعلى وحدتنا الوطنية الجامعة نعض بالنواجذ، فمهما كانت عناصر الالتقاء والانسجام مع أحزاب في هذا العالم الممتد جمعنا معهم النسب الفكري المشترك فالصفة الموريتانية مقدمة والولاء لموريتانيا أولا وانتماؤنا الوطني لا لبس فيه ولا مزايدة عليه.. ونحن حزب شوري ديمقراطي نطبق ذلك في بنائنا ومؤسساتنا وتحولاتنا، الانتخاب والاختيار هو قاعدة تولي المسؤوليات والوصول للمواقع والمراقبة والمحاسبة والتقويم حق للأجهزة والهيئات، والتداول مقرر يحميه القانون ويفرض صيرورته، وندعو للديمقراطية الحقة فالشعب هو الذي يقرر من يحكمه، يولي ويعزل، يراقب ويحاسب، نرضى بحكم الديمقراطية لصالحنا كان أو لصالح غيرنا وصناديق الاقتراع الصحيحة السليمة هي وسيلة الوصول إلى السلطة وكذا البقاء فيها ..
لكل هذه المعاني كانت ثلاثية المنطلقات (المرجعية الإسلامية، والانتساب الوطني، والخيار الديمقراطي).
ضيوفنا الأكارم
أهلنا وشركاء الوطن
السفراء والممثلين الدبلوماسيين
أبناء وبنات الإصلاح والتنمية
أيها الجمع الكريم ..
إذا أردنا أن نضعكم في صورة الحزب وأدائه ما بين مؤتمرين أو خلال مرحلتين بحكم أننا نستعد للتطور من مرحلة إلى أخرى فسيطول الحديث، فهذا حصاد عمل حزبي متشعب في ظروف مضطربة وواقع متحرك، ولكن حسبنا خلاصات تجمعية نذكر فيها ما تحقق وهو كثير والحمد لله ونتوقف عند السلبيات والأخطاء وهي موجودة والحمد لله ..
لقد نجحنا في الرهان التنظيمي والمؤسسي، فالحزب منتشر بطول الوطن وعرضه والحمد لله، وله أقسامه وممثلياته في أغلب مدن وحواضر البلاد، وقد أبانت حملة الانتساب والتنصيب الأخيرة التي مهدت لهذا المؤتمر المبارك عن توسع واضح للحزب كماً وكيفاً، نعم غادرنا البعض واستقال منا البعض ولم يصبر معنا البعض، وفي أغلب الحالات كنا نتعامل مع ذلك بأريحية واحترام، فالإنتماء السياسي اختيار وحال الناس قد يحكمها الاضطرار وسلوك النظام مع معارضيه مضايقة باستمرار، ولكن مقابل الخارجين جاء الداخلون وعكس المنسحبين أقدم الراغبون وهكذا انتسب للحزب بفضل الله وتوفيقه ........... موزعين على ولايات الوطن وجالياته ـ رغم صعوبات لوجستية وسياسية عانيناها مع هذه الأخيرة ـ وظل ثقل الحزب كما هو بل زاد حيث يعرفه الناس بذلك، وتوسع في مناطق ـ دوائر كانت توصف بالاستعصاء .. ذلك فضل الله وتلك رغبة موريتانيين كثر نكبر فيهم انتماءهم ونسأل الله أن يجدوا فينا ما يقدرون حزبا وطنيا مخلصا لدينه وبلده متشبث بقيم العدل والوحدة الوطنية ..
ومع هذا الانتشار والتوسع حرصت هيئات الحزب على الانتظام والمؤسسية فاحترمت مواعيدها الدورية ومارست صلاحياتها كاملة ولم تفرط في منطق التدافع والتكامل بينها، وقع هذا لمجلس الشورى كبرى الهيئات ما بين مؤتمرين وللمكتب السياسي قيادة الحزب التقريرية وللجنة التنفيذية صاحبة المسؤولية في المتابعة والتنفيذ.
وإلى جانب الأداء المؤسسي والتنظيمي المركزي كانت منظمتا الحزب اللتان بهما يفتخر وبأدائهما يعتز وينتصر المنظمة النسائية "نساء الإصلاح" والمنظمة الشبابية للإصلاح والتنمية، انتظمت مؤتمراتهما وهيئاتهما ونظمتا الأنشطة المميزة الناجحة وكانتا عند حسن ظن حزبهما بهما، وعلى مستوى تطلعات الأعضاء والعضوات فيهما.
ولم يخل الأداء التنظيمي والمؤسسي من أخطاء ومظاهر ضعف خصوصا في التواصل مع الداخل وإسناده ومع ممثليات الخارج وتنشيطها، وعانت الخطط التي تقرر كل سنة من ضعف في إنجاز محاور مهمة منها، كما ظل تحصيل الميزانيات التي تُقرر وتجاز يعاني ضعفا أثر على أداء الحزب وأداء مختلف مكوناته.
لقد أسهم الحزب خلال الفترة الماضية في الحراك السياسي الوطني ولم يبخل بقوته التعبوية والتحريكية خدمة للعمل المعارض المشترك الذي جمعه تحت عناوين متعددة مع قوى سياسية جادة يعتز بصداقتها والحلف معها، وساحات المهرجانات وشوارع المسيرات ومواقع وقاعات الأنشطة والفعاليات شاهدة ناطقة .. وتكاملا مع هذه القوة التعبوية، قوة الحشد والاجتماع كان للحزب حضوره المميز في ميدان القوة الاقتراحية، فلم تشغله يوميات الحراك السياسي ـ وهي كثيرة ومُشغلة ـ عن رفد الساحة بأطروحات وإسهامات كان لبعضها تميزه ووقْعُه ..
أصدر وثيقة حول الفساد وانتشاره وصيغ مقاومة، قدم رؤيته المشهورة "إصلاح قبل فوات الأوان"، بعد تحضيرات عديدة أصدر دراسته حول الرق وموقف تواصل منه، وعلى ضوء حوارات داخلية واسعة قدم للموريتانيين رؤية للوحدة الوطنية في وثيقة جامعة واضحة .. وكان على وشك إصدار رؤية عن التعليم وإصلاحه ومقاربته في التنمية والإصلاح والاقتصادي.
وقد حرص تواصل من خلال الفترة السابقة أن يظل موقفه قويا في اعتدال، معارضا في انفتاح، ناقدا بإنصاف، وقد جلبت له معارضته تحامل البعض وكيد البعض، وأدى اعتداله ومرونته لشكوك تظهر بين الفينة والأخرى بلا أساس أو مسوغ.
تعاملنا مع الشأن الانتخابي الوطني بمرونة نقدر فيها مختلف العوامل مجتمعة، شاركنا حين كانت المبررات مقنعة والمسوغات واضحة (تشريعيات وبلديات 2013) وقاطعنا حين انتفت أغلب المسوغات ودفعتنا لذلك مبررات (رئاسيات 2014)، فنحن حزب يتفاعل مع الناس ويهتم بما يهتم به الناس، وقفنا ضد الانقلاب ورفعنا العقيرة ضد مؤشرات ومحاولات التمديد ـ قبل أن يغلق هذا الموضوع و نرجو أن يظل مغلقا ـ وعملنا ضد الاستفتاء الأخير، نقوم بما يلزم في لحظته ولا نظل أسيرين لتداعيات تنتسب لوقتها ولا يلزم ..
وقد أظهر الأداء البلدي والبرلماني للتواصليين والتواصليات أن التقدير كان في محله والمخرج كان على مستوى الآمال والتحديات، فبرز العمد في أدائهم وعملهم وعلاقتهم مع شعبهم وتقدموا في حصاد التفتيش الذي استهدف البلديات فكانوا نموذج الاستقامة والشفافية، وأنجزوا ـ رغم ضيق ذات اليد ومحدودية الإمكانات والصلاحيات ـ ما نفع المواطن وعزز ثقته بهم.
وكان البرلمانيون والبرلمانيات صوت المواطن طرحاً لقضايا البلد في أطرافه ومراكزه، ومساءلة للحكومة في أغلب قطاعاتها، ورفعا للصوت ضد الفساد والأحادية وانتهاك القانون ..
وهكذا كانت مسؤولية التدبير ومسؤولية التمثيل تقتضي تلك المشاركة وكان الأداء فيها مبررا إضافيا لمشاركة مهدت له.
قد لا ننجح في شرح بعض مواقفنا وقد يسيء البعض بها ظنا، قياسا لنا على غيرنا أو ضعفا في قراءتها وقراءة المآلات التي ترمي إليها، وقد نأتي بما كان البعض يفضل لنا غيره عاطفة منه في التقدير أو في النظرة إلينا .. ولكننا في العموم رسمنا لأنفسنا مسارا سياسيا متوازنا تقدره العقول ولا تنفر منه القلوب .. والجمع بين العقول والقلوب في السياسة وفعلها من أصعب المدركات، فالصورة فيها لا تكون بذلك الوضوح، ورحم الله ورضي عن الصحابي الجليل عمرو بن العاص "ليس العاقل ...".
ونحن نتكلم في السياسة لا بد من وقفة ـ مرة أخرى ـ مع موضوع الجيش والسياسة وقد كان لنا في حزب تواصل موقف واضح وثابت، فنحن نرى الجيش مؤسسة وطنية وجمهورية مهمة لها دور وعندها مسؤولية وذات مكانة معتبرة ومقدرة تداخل مع السياسة منذ انقلاب 10 يوليو أول الأمر ولا مبالغة في القول إن هذا التداخل أضر بالجيش كما أضر بالسياسة، من ناحية أخرى نرى أن هذا الفصل اللازم بين الجيش والسياسة تقتضي قدرا من المسؤولية والتوازن لا يحدث الارتباك ولا يولد الاضطراب، وتظل المؤسسة العسكرية معه ذات مكانة واعتبار فهي عنوان عام حدوده الوطن وعن حدود الوطن يذود ولا يليق أن يكون طرفا في لعبة سياسية طبيعتها الاختلاف والتباين وربما المغالبة والصراع.
أيها ...
لقد حرص حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) على إقامة علاقات سياسية في الداخل وخارجية مع الأحزاب في مختلف الدول شعاره الحوار والتفاهم والتبادل فلا يقبل الانغلاق ولا يرضى بالانفراد ويفيده عمله مع الآخرين .. داخليا تربطنا علاقات حلف وتعاون مع قوى المعارضة الديمقراطية عموما وفي المقدمة منها القوى المتجمعة في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة وتربطنا علاقات تعاون وموقف مع قوى سياسية أخرى نلتقي وإياها وفي بعض الأمور نتفق وفي أخرى نختلف وهذا ينطبق على أغلب القوى الحزبية التي لا تبالغ في نصرة النظام ومجافاة معارضيه، وتجمعنا خيمة الوطن بما تقتضيه من تواصل في مناسباته مع القوى السياسية التي تقف في المحور الآخر فالوطن والديمقراطية والإيجابية تسع الجميع ..
أما على المستوى الخارجي فقد حرصنا على التبادل والتعاون مع عديد الأحزاب والقوى السياسية في الدول الجارة والشقيقة والصديقة، ولعل الحضور الكريم في هذا المؤتمر كما في سابقه يعكس ذلك ويدل عليه، ولم نخفيها ورغم ما يجمعنا مع نمط معين من الأحزاب في المرجعية والتوجه العام (التوجه الوسطي أو الإسلام الديمقراطي) فقد سعينا لعلاقات مع أحزاب عديدة أخرى يجمعنا معها المحيط ولها في دولها مكانة ودور ونكتشف يوما بعد يوم أن دائرة المشترك الديمقراطي والإنساني توسع الصلات والعلاقات، كما حضرت وفود من الحزب وقيادات بارزة فيه عديد المؤتمرات واللقاءات الدولية والإقليمية فضلا عن زيارات سياسية مكنت من إجراء مباحثات مع جهات مهمة ومؤثرة، واستقبل المقر المركزي للحزب وفوداً وسفراء من دول شقيقة وصديقة كانت فرصة للتبادل والتواصل.
ضيوفنا الأكارم
أهلنا وشركاء الوطن
السفراء والممثلين الدبلوماسيين
أبناء وبنات الإصلاح والتنمية
أيها الجمع الكريم ..
إن لنا مواقف معروفة من جملة القضايا الوطنية والخارجية أعلناها ونجددها في هذه المناسبة المفصلية من عمر حزبنا:
فاختيارنا الفكري من حيث المرجعية الإسلامية الحاكمة نترجمه في التشبث بالأصول والسعي عمليا ـ بعد أن تقررت دستوريا ـ لجعل الإسلام بثوابته وأحكامه القاعدة المؤسسة للقوانين والحياة العامة ..
ونحن قوم نتشبث بالوحدة الوطنية ونرفض كل دعوة تفريق أو مسعى تمزيق لكيان الوطن أو ساكنته مؤكدين أن الوحدة لا تقوم إلا على العدل والإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه دون إلغاء أو تهميش أو تمييز، والمواطنة الحقة تقوم على الإسلام الجامع وتسوي بين كافة المواطنين بعيدا عن أي عنصرية أو عصبية أو استرقاق، ودعوتنا صريحة أن كل مكونات الشعب الموريتاني يلزم أن تجد نفسها في وطنها في الدولة وأجهزتها والإعلام ومؤسساته، ومقتضى العدل أن تجبر المظالم وتسوى مشاكل المبعدين العائدين كلها مع التعويض المناسب عن سابق الإبعاد والإهانة، ومقتضى المواطنة أن تحارب كل مظاهر الاسترقاق ومخلفاته أيا كانت وأين كانت، وأن ننعم ببلد يستعيد فيه المظلومون والمهمشون إنسانيتهم وكرامتهم والتمييز الإيجابي ـ تعليماً وإسنادا وخدمات ـ باب من أبواب ذلك.
ونحن حزب إصلاحي نؤمن بالتدرج، والتراكم والعجلة مفسدة و أخذ الناس باليسر والرفق مقتضى الشرع ومستلزم الحكمة "إنَّ اللهَ ذمّ الخمرَ في القرآن مرتين .."، كما قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز لابنه المتحمس عبد الملك، كل ذلك دون تسويغ الباطل والتطبيع معه، فالسكوت عن الفساد والاستبداد والظلم بحجة الحكمة مذموم، والذم نفسه منصرف إلى عدم الحكمة والفوضى بحجة الإصلاح والتغيير.
ونحن حزب رأى في أوضاع الأمة وسوئها استبدادا وانحرافا وتطفيفاً سببا أدى إلى قومة الشعوب وانتفاضتها في ربيع العام 2011 فاقتلعت أنظمة جثمت كثيرا على صدور الأمة واستبدات بأمرها ووالت عدوها ولكن هذا الربيع واجه عتاة مستبدين لم يتورعوا عن استعمال أشد أنواع العنف فتكا، ثم دخل على الخط غلاة متشددون خربوا وظلموا وشوهوا، وكان الخارج بمؤامراته حاضرا فيلتف ويتدخل ويشجع الاحتراب والاقتتال، هذا فضلا عن أخطاء وتجاوزات أنظمة الربيع الرابحين في أول حصاده، وهكذا شوهت الربيعَ الحروبُ الأهلية وهي بفعل ثلاثي الطغاة والغلاة والغزاة وأساءت إليه مآلات الأحوال في معظم البلدان التي شهدته.
إننا نؤمن بحق الشعوب في انتزاع حقوقها وحق أمتنا أن تكون مثل الأمم حرية وانعتاقا ودميقراطية وتقدما، ونؤمن أن الأفضل لذلك الأرفق والأيسر فالمحافظة على الكيان مقدمة على إصلاحه والجمع أفضل وأولى وأنجع.
إننا ننظر إلى العالم من حولنا فتستوقفنا محنة الروهينكا ومعاناة مسلميها الذين يواجهون إبادة غير مسبوقة لأنه يشهدون شهادة التوحيد ويدينون بالإسلام ولا ينجي تجاه محنتهم إلا القيام بالمستطاع نصرة وإسنادا واستمرارية تذكير ..
وننظر إلى مالي الجارة والشقيقة حيث تستمر الأزمة هناك منبئة عن معاناة مزدوجة طرفاها مشاكل الساكنة أو بعضها وتحديات الوجود الأجنبي لجماعات العنف والقوى الدولية الطامعة ..
ورغم تراجع حدة الأزمة في وسط إفريقيا تستمر معاناة شعبها خصوصا مسلموه.
وننظر إلى سوريا واليمن فنتألم لما آلت إليه الأمور فتنة ودمارا وحربا ضحيتها الأولى شعب البلدين الذي يعاني الأمرّين وأصبحت سوريا التي دمرها الاستبداد والتطرف ميدانا يجول فيه الجميع دوليا وإقليميا، وأصبحت اليمن ضحية الحسابات والحسابات المضادة ..
وتستمر أزمة ليبيا مقلقة ويقسمها صراع تغذيه قوى إقليمية ودولية معروفة، بعضها يريد لليبيا مصيرا مشابها لجارتها الكبرى التي صيرها الانقلاب العسكري الظالم في حال يرثى له اقتصاديا وأمنياً وسياسياً ودبلوماسياً.
ضيوفنا الأكارم
أهلنا وشركاء الوطن
السفراء والممثلين الدبلوماسيين
أبناء وبنات الإصلاح والتنمية
أيها الحضور الكريم ..
للمؤتمر الوطني الثالث لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) دلالة ورسالة، فأما الدلالة فهي أننا نحترم مواعيد الانعقاد ونحرص على دورات المحاسبة والاختيار، ونرى في انتظام المؤسسات والهيئات والمؤتمرات ضمانا لحيوية وحسن الأداء.. و أما الرسالة فهي أن التداول مظهر قوة وتجدد، وأن التناوب شرط في استمرار قاعدة الفكرة تعلو الأشخاص والمؤسسة قبل الأفراد، يُطرح في بلادنا وفي بلدان عديدة إشكال التناوب فأردنا مؤتمرنا إسهاما عمليا في تكريس التناوب بعد أن أقررناه نظرا وقانونا.
أيها الحضور الكريم ..
إننا بانعقاد هذا المؤتمر الثالث وبما سيخرج عن من وثائق جودت وتوصيات محصت وقيادات زُكيت نتطلع إلى الإسهام فيما ينفع الوطن ويعلي من شأنه، فالأحزاب من أجل الأوطان، والسياسة باب لإصلاح أحوال الناس، وموريتانيا التي فيها نشأنا ولمصلحتها نعمل، وبعلو شأنها نتعلق، تستحق علينا وأكثر، وتواصل سيواصل بإذن الله مطورا ومجددا ومؤكدا للجميع أن قوته في فكرته، ونجاعته في مشروعه، ومكانته تعود إلى رجاله كل رجاله ونسائه كل نسائه وإلى شبابه كل شبابه .. وكل ذلك بعد فضل الله وتوفيقه وتسديده.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أحبابنا الأهل شركاء الوطن من شخصيات عامة ورؤساء أحزاب سياسية وعلمـاء وقادة نقابيين ومدنيين وحقوقيين وصحفيين وفاعلين اجتماعيين ..
السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين في بلادنا ..
إخوتي وأخواتي في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) ..
أيها الحضور الكريم ..
متابعي ومتابعات المؤتمر الثالث لتواصل ..
"... وأوفُواْ الكيلَ والميزان بالقسط لا نُكلّفُ نفسا إلا وُسعَها و إذا قلتُم فاعدلواْ ولَوْ كانَ ذا قربى وبِعَهدِ اللهِ أوْفُواْ ذلِكُمْ وصّاكُمْ به لَعَلّكُمْ تذكَّرُون"
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتُنظم المؤتمرات، الحمد لله أن وفقنا للالتئام من جديد في دورة من دورات التقويم والمراجعة والمحاسبة، نصوب فيها الحديث على سالف العمل والأداء فنرى النواقص فنحذر منها ونرى المكاسب فنعززها، وندقق النظر في الوثائق والمخرجات فنجدد ما اندرس ونحين الذي بلى وننسبها إلى متطلبات لحظتها محافظين على الأصول التي التقينا عليها أول مرة، ومفضلين منهج الطائفة الطيبة الذي ينبت الكلأ والعشب الكثير .. ونجدد القيادة والربان ليس لأن ذلك منطوق القانون وإلزامه ومقتضى العقد الأخلاقي الذي أخذناه على أنفسنا فحسب، بل لأن كل مرحلة تحتاج عقولها وكل فترة تستلزم أهلها، ومن أدى نشكره وندعو الله له بالقبول والتوفيق وعليه وله الإسهام من حيث يكون.
الحمد لله أن التأم هذا الجمع الكريم من كل أطراف موريتانيا يحمل همومها ويمثل أهلها والحمد لله أن كان معنا ضيوف أعزاء من داخل الوطن ومن خارجه يسمعون منا لا عنا ويشهدون ائتمارنا هذا ناصحين وملاحظين وربما مثمنين.
ضيوفنا الأكارم
أهلنا وشركاء الوطن
السفراء والممثلين الدبلوماسيين
أبناء وبنات الإصلاح والتنمية
أيها الجمع الكريم ..
كل حديث اليوم لا تتصدره القدس وشأن القدس هو لغو وخارج السياق .. لقد أعاد ـ وما قصد ـ دونالد ترامب بقراره المنكر جعل أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين عاصمة للغاصب الصهيوني موضوع القدس وفلسطين إلى بؤرة الاهتمام ومقدمة التركيز.
لقد أظهر الشعب الموريتاني كله ـ بغض النظر عن اصطفافاته وانتماءاته ومواقعه ـ إجماعا حول القدس وتناغما حول شأنها، أرأيتم "القدس توحدنا، القدس تجمعنا" فهنيئا للموريتانيين هذا الموقف وهذه الوحدة .. غير أن القضية تواجه لحظة من أصعب لحظاتها تحتاج الاستمرار في النصرة والتضامن والإسناد بكل الأنواع وعلى كافة المستويات .. نقول ونُقدر أننا ننوب عن كل الموريتانيين ولا متحفظ أو محتج ثَـم، بارك الله فيكم أهل فلسطين وأنتم ترابطون وتصمدون وتجاهدون، لقد رفعتم رؤوس الأمة وأكدتم أنكم شعب من نوع خاص لم يثنكم طول الاحتلال وقسوته ولا ضيق ذات اليد وشدة الحال ولا تخاذل أو تآمر الجيران والأهل والأشقاء عن قضيتكم ومقاومتكم وجهادكم ..
الحل في وحدة الصف واجتماع الكلمة على قاعدة مقاومة الاحتلال وتحرير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ..
ضيوفنا الأكارم
أهلنا وشركاء الوطن
السفراء والممثلين الدبلوماسيين
أبناء وبنات الإصلاح والتنمية
أيها الجمع الكريم ..
ينعقد المؤتمر الوطني الثالث للتجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) في سياق محلي وإقليمي ودولي له ما يميزه، فما زالت بلادنا تعاني غياب النظام الديمقراطي السليم ومظاهر التحكم لا تخطئها العين، والتدابر السياسي بين الفرقاء ملحوظ مشاهد بفعل سياسات النظام واختياراته في إدارة البلاد وتدبير أمرها، والأجواء الاقتصادية والاجتماعية في صعوبة متزايدة ضيقا في معاش الناس ـ عموم الناس ـ واستمرارا متزايداً لارتفاع الأسعار دون مبرر وفي كل حال، وتوسعا لجموع العاطلين الذين تمتلئ بهم ساحات المطالب والمظالم، وانتشارا لمظاهر الفساد وسوء التسيير، ويتعزز ذلك كله بعبث النكرات بالمقدسات والنيل من مقام سيد الخلق والرحمة المهداة عليه أفضل الصلاة والتسليم، وانتشار الجرائم والاعتداءات في مجتمع وصل الأمس القريب عفويا في حياته مطمئنا في أمنه وحاله.
وقد كانت الحوارات التي افتقدت منطق التوافق وحسن المخرجات والاستفتاءات التي جاءت مخالفة لما استقر من فهم الدستور والقانون مُجانِبَة لقواعد الاجماع مظاهرَ لوضع سياسي متأزم يحتاج مبادرة العقلاء وتنازل الحاكمين ومرونة المعارضين.
ويظل اعتقال السيد محمد ولد غده ومتابعة مجموعة من زملائه والنقابيين البارزين والصحافيين ورجال الأعمال مثار قلق حقيقي على الحريات العامة، ولا يُنجي في شأن هذا الموضوع إلا إطلاق سراح محمد ولد غده وإيقاف كل المتابعات والملاحقات.
أما على المستوى الإقليمي فالتحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية في أوجها ويظل التحدي الأمني في مقدمتها بكل ما يحمله من مخاطر على وحدة البلدان وحدود الأوطان، ولم تستطع بعد مجموعة الساحل مواجهة هذا التحدي فالأمر يتطلب إجماعا إقليميا جنوباً وشرقا وشمالا، ويستلزم الابتعاد عن الارتهان للأجندة الدولية ذات المطامح والمطامع في المنطقة وخيراتها.
تظل قضية الصحراء عنوانا مقلقا على حدودنا ويظل التوتر فيها معيقا في المنطقة ولها، وتظل الحاجة قائمة إلى حل عادل تتوافق عليه أطراف النزاع وهو ما تستطيع موريتانيا أن تدفع نحوه وتساعد عليه دون اصطفاف ولا حدية، ومن طلب منا ـ معاشر الموريتانيين ـ فوق ذلك فقد أحرج ولم ينصف.
ويستمر المطلب الديمقراطي ملحا في فضائنا الاقليمي مسجلين بارتياح ما آلت إليه الأوضاع في غامبيا بعد الانتصار الديمقراطي لشعبها وما سجلته بلدان في المنطقة من تحسن وتطور في الممارسة الديمقراطية معربين عن قلقنا البالغ من محاولات بعض الأنظمة في قارتنا الحبيبة تعديل الدساتير وكسرها خدمة للبقاء في السلطة رغما عن الناس وما يريدون.
أما السياق الدولي فأهم معالمه اضطراب العالم ودوائر القرار فيه بحكم الطبيعة الخاصة والمنكرة للإدارة الأمريكية الجديدة التي لا تستقر على حال ولها في كل يوم قرار تستفز الخصوم ولا تُريح الحلفاء باستثناء الكيان الصهيوني الذي أعطته عقلها وقلبها، دعمها وحبها ..
إن موجة صعود اليمين المتطرف التي عرفتها دول أوروبية عديدة منذرة بمخاطر جمة وتهديد حقيقي لقيم التسامح والاعتدال والحوار التي يلزم أن تحكم العلاقات بين الدول والشعوب دون أن تشرع ظلما أو تغطي على احتلال أو تمس بمقدسات.
إن تزايد المنافسة والمغالبة على المستوى الدولي أمر إيجابي ومطلوب لأن أحادية النظام العالمي وتفرد دولة واحدة بالتحكم خطر وعواقبه سالبة على العالم، من هنا يلفت الانتباه التنافس الصيني الأمريكي اقتصاديا وعسكريا، والتنافس الروسي الأمريكي عسكريا وسياسيا، ولا تخطئ العين تنافسا علميا واقتصاديا وأحيانا سياسيا تسهم فيه دول صاعدة عديدة .. فالعالم مثل كل دولة منه لوحدها تضره الأحادية ويُفسد عليه التحكم ..
ضيوفنا الأكارم
أهلنا وشركاء الوطن
السفراء والممثلين الدبلوماسيين
أبناء وبنات الإصلاح والتنمية
أيها الجمع الكريم ..
إننا في حزب يتذكر أصوله و يبني عليها، يحدد اجتهاداته ويطور فيها .. لقد أعلناها منذ البدء أننا حزب سياسي ذو مرجعية إسلامية أما أننا حزب سياسي فلأننا نشتغل في دائرة عفوها كثير وثابتها قليل ومطلبية الاجتهاد فيها واسعة فنحن نعمل لعمارة الأرض ـ على حد قول ابن الحداد ـ .. ونسهم مع ذلك مع غيرنا في أداء الغرض. الماوردي.
وأما أننا حزب ذو مرجعية إسلامية فلأننا نؤسس على الإسلام منطلقا وحاكماً وحكما، نلتزم بالقرآن والسنة إلزاما، ونسترشد بتراث السلف وأقوال العلماء استصحابا .. ونحن حزب موريتاني بقانون موريتانيا نلتزم، ولمصلحتها نعمل ونجتهد، وعن حوزتها ندافع، وعلى وحدتنا الوطنية الجامعة نعض بالنواجذ، فمهما كانت عناصر الالتقاء والانسجام مع أحزاب في هذا العالم الممتد جمعنا معهم النسب الفكري المشترك فالصفة الموريتانية مقدمة والولاء لموريتانيا أولا وانتماؤنا الوطني لا لبس فيه ولا مزايدة عليه.. ونحن حزب شوري ديمقراطي نطبق ذلك في بنائنا ومؤسساتنا وتحولاتنا، الانتخاب والاختيار هو قاعدة تولي المسؤوليات والوصول للمواقع والمراقبة والمحاسبة والتقويم حق للأجهزة والهيئات، والتداول مقرر يحميه القانون ويفرض صيرورته، وندعو للديمقراطية الحقة فالشعب هو الذي يقرر من يحكمه، يولي ويعزل، يراقب ويحاسب، نرضى بحكم الديمقراطية لصالحنا كان أو لصالح غيرنا وصناديق الاقتراع الصحيحة السليمة هي وسيلة الوصول إلى السلطة وكذا البقاء فيها ..
لكل هذه المعاني كانت ثلاثية المنطلقات (المرجعية الإسلامية، والانتساب الوطني، والخيار الديمقراطي).
ضيوفنا الأكارم
أهلنا وشركاء الوطن
السفراء والممثلين الدبلوماسيين
أبناء وبنات الإصلاح والتنمية
أيها الجمع الكريم ..
إذا أردنا أن نضعكم في صورة الحزب وأدائه ما بين مؤتمرين أو خلال مرحلتين بحكم أننا نستعد للتطور من مرحلة إلى أخرى فسيطول الحديث، فهذا حصاد عمل حزبي متشعب في ظروف مضطربة وواقع متحرك، ولكن حسبنا خلاصات تجمعية نذكر فيها ما تحقق وهو كثير والحمد لله ونتوقف عند السلبيات والأخطاء وهي موجودة والحمد لله ..
لقد نجحنا في الرهان التنظيمي والمؤسسي، فالحزب منتشر بطول الوطن وعرضه والحمد لله، وله أقسامه وممثلياته في أغلب مدن وحواضر البلاد، وقد أبانت حملة الانتساب والتنصيب الأخيرة التي مهدت لهذا المؤتمر المبارك عن توسع واضح للحزب كماً وكيفاً، نعم غادرنا البعض واستقال منا البعض ولم يصبر معنا البعض، وفي أغلب الحالات كنا نتعامل مع ذلك بأريحية واحترام، فالإنتماء السياسي اختيار وحال الناس قد يحكمها الاضطرار وسلوك النظام مع معارضيه مضايقة باستمرار، ولكن مقابل الخارجين جاء الداخلون وعكس المنسحبين أقدم الراغبون وهكذا انتسب للحزب بفضل الله وتوفيقه ........... موزعين على ولايات الوطن وجالياته ـ رغم صعوبات لوجستية وسياسية عانيناها مع هذه الأخيرة ـ وظل ثقل الحزب كما هو بل زاد حيث يعرفه الناس بذلك، وتوسع في مناطق ـ دوائر كانت توصف بالاستعصاء .. ذلك فضل الله وتلك رغبة موريتانيين كثر نكبر فيهم انتماءهم ونسأل الله أن يجدوا فينا ما يقدرون حزبا وطنيا مخلصا لدينه وبلده متشبث بقيم العدل والوحدة الوطنية ..
ومع هذا الانتشار والتوسع حرصت هيئات الحزب على الانتظام والمؤسسية فاحترمت مواعيدها الدورية ومارست صلاحياتها كاملة ولم تفرط في منطق التدافع والتكامل بينها، وقع هذا لمجلس الشورى كبرى الهيئات ما بين مؤتمرين وللمكتب السياسي قيادة الحزب التقريرية وللجنة التنفيذية صاحبة المسؤولية في المتابعة والتنفيذ.
وإلى جانب الأداء المؤسسي والتنظيمي المركزي كانت منظمتا الحزب اللتان بهما يفتخر وبأدائهما يعتز وينتصر المنظمة النسائية "نساء الإصلاح" والمنظمة الشبابية للإصلاح والتنمية، انتظمت مؤتمراتهما وهيئاتهما ونظمتا الأنشطة المميزة الناجحة وكانتا عند حسن ظن حزبهما بهما، وعلى مستوى تطلعات الأعضاء والعضوات فيهما.
ولم يخل الأداء التنظيمي والمؤسسي من أخطاء ومظاهر ضعف خصوصا في التواصل مع الداخل وإسناده ومع ممثليات الخارج وتنشيطها، وعانت الخطط التي تقرر كل سنة من ضعف في إنجاز محاور مهمة منها، كما ظل تحصيل الميزانيات التي تُقرر وتجاز يعاني ضعفا أثر على أداء الحزب وأداء مختلف مكوناته.
لقد أسهم الحزب خلال الفترة الماضية في الحراك السياسي الوطني ولم يبخل بقوته التعبوية والتحريكية خدمة للعمل المعارض المشترك الذي جمعه تحت عناوين متعددة مع قوى سياسية جادة يعتز بصداقتها والحلف معها، وساحات المهرجانات وشوارع المسيرات ومواقع وقاعات الأنشطة والفعاليات شاهدة ناطقة .. وتكاملا مع هذه القوة التعبوية، قوة الحشد والاجتماع كان للحزب حضوره المميز في ميدان القوة الاقتراحية، فلم تشغله يوميات الحراك السياسي ـ وهي كثيرة ومُشغلة ـ عن رفد الساحة بأطروحات وإسهامات كان لبعضها تميزه ووقْعُه ..
أصدر وثيقة حول الفساد وانتشاره وصيغ مقاومة، قدم رؤيته المشهورة "إصلاح قبل فوات الأوان"، بعد تحضيرات عديدة أصدر دراسته حول الرق وموقف تواصل منه، وعلى ضوء حوارات داخلية واسعة قدم للموريتانيين رؤية للوحدة الوطنية في وثيقة جامعة واضحة .. وكان على وشك إصدار رؤية عن التعليم وإصلاحه ومقاربته في التنمية والإصلاح والاقتصادي.
وقد حرص تواصل من خلال الفترة السابقة أن يظل موقفه قويا في اعتدال، معارضا في انفتاح، ناقدا بإنصاف، وقد جلبت له معارضته تحامل البعض وكيد البعض، وأدى اعتداله ومرونته لشكوك تظهر بين الفينة والأخرى بلا أساس أو مسوغ.
تعاملنا مع الشأن الانتخابي الوطني بمرونة نقدر فيها مختلف العوامل مجتمعة، شاركنا حين كانت المبررات مقنعة والمسوغات واضحة (تشريعيات وبلديات 2013) وقاطعنا حين انتفت أغلب المسوغات ودفعتنا لذلك مبررات (رئاسيات 2014)، فنحن حزب يتفاعل مع الناس ويهتم بما يهتم به الناس، وقفنا ضد الانقلاب ورفعنا العقيرة ضد مؤشرات ومحاولات التمديد ـ قبل أن يغلق هذا الموضوع و نرجو أن يظل مغلقا ـ وعملنا ضد الاستفتاء الأخير، نقوم بما يلزم في لحظته ولا نظل أسيرين لتداعيات تنتسب لوقتها ولا يلزم ..
وقد أظهر الأداء البلدي والبرلماني للتواصليين والتواصليات أن التقدير كان في محله والمخرج كان على مستوى الآمال والتحديات، فبرز العمد في أدائهم وعملهم وعلاقتهم مع شعبهم وتقدموا في حصاد التفتيش الذي استهدف البلديات فكانوا نموذج الاستقامة والشفافية، وأنجزوا ـ رغم ضيق ذات اليد ومحدودية الإمكانات والصلاحيات ـ ما نفع المواطن وعزز ثقته بهم.
وكان البرلمانيون والبرلمانيات صوت المواطن طرحاً لقضايا البلد في أطرافه ومراكزه، ومساءلة للحكومة في أغلب قطاعاتها، ورفعا للصوت ضد الفساد والأحادية وانتهاك القانون ..
وهكذا كانت مسؤولية التدبير ومسؤولية التمثيل تقتضي تلك المشاركة وكان الأداء فيها مبررا إضافيا لمشاركة مهدت له.
قد لا ننجح في شرح بعض مواقفنا وقد يسيء البعض بها ظنا، قياسا لنا على غيرنا أو ضعفا في قراءتها وقراءة المآلات التي ترمي إليها، وقد نأتي بما كان البعض يفضل لنا غيره عاطفة منه في التقدير أو في النظرة إلينا .. ولكننا في العموم رسمنا لأنفسنا مسارا سياسيا متوازنا تقدره العقول ولا تنفر منه القلوب .. والجمع بين العقول والقلوب في السياسة وفعلها من أصعب المدركات، فالصورة فيها لا تكون بذلك الوضوح، ورحم الله ورضي عن الصحابي الجليل عمرو بن العاص "ليس العاقل ...".
ونحن نتكلم في السياسة لا بد من وقفة ـ مرة أخرى ـ مع موضوع الجيش والسياسة وقد كان لنا في حزب تواصل موقف واضح وثابت، فنحن نرى الجيش مؤسسة وطنية وجمهورية مهمة لها دور وعندها مسؤولية وذات مكانة معتبرة ومقدرة تداخل مع السياسة منذ انقلاب 10 يوليو أول الأمر ولا مبالغة في القول إن هذا التداخل أضر بالجيش كما أضر بالسياسة، من ناحية أخرى نرى أن هذا الفصل اللازم بين الجيش والسياسة تقتضي قدرا من المسؤولية والتوازن لا يحدث الارتباك ولا يولد الاضطراب، وتظل المؤسسة العسكرية معه ذات مكانة واعتبار فهي عنوان عام حدوده الوطن وعن حدود الوطن يذود ولا يليق أن يكون طرفا في لعبة سياسية طبيعتها الاختلاف والتباين وربما المغالبة والصراع.
أيها ...
لقد حرص حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) على إقامة علاقات سياسية في الداخل وخارجية مع الأحزاب في مختلف الدول شعاره الحوار والتفاهم والتبادل فلا يقبل الانغلاق ولا يرضى بالانفراد ويفيده عمله مع الآخرين .. داخليا تربطنا علاقات حلف وتعاون مع قوى المعارضة الديمقراطية عموما وفي المقدمة منها القوى المتجمعة في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة وتربطنا علاقات تعاون وموقف مع قوى سياسية أخرى نلتقي وإياها وفي بعض الأمور نتفق وفي أخرى نختلف وهذا ينطبق على أغلب القوى الحزبية التي لا تبالغ في نصرة النظام ومجافاة معارضيه، وتجمعنا خيمة الوطن بما تقتضيه من تواصل في مناسباته مع القوى السياسية التي تقف في المحور الآخر فالوطن والديمقراطية والإيجابية تسع الجميع ..
أما على المستوى الخارجي فقد حرصنا على التبادل والتعاون مع عديد الأحزاب والقوى السياسية في الدول الجارة والشقيقة والصديقة، ولعل الحضور الكريم في هذا المؤتمر كما في سابقه يعكس ذلك ويدل عليه، ولم نخفيها ورغم ما يجمعنا مع نمط معين من الأحزاب في المرجعية والتوجه العام (التوجه الوسطي أو الإسلام الديمقراطي) فقد سعينا لعلاقات مع أحزاب عديدة أخرى يجمعنا معها المحيط ولها في دولها مكانة ودور ونكتشف يوما بعد يوم أن دائرة المشترك الديمقراطي والإنساني توسع الصلات والعلاقات، كما حضرت وفود من الحزب وقيادات بارزة فيه عديد المؤتمرات واللقاءات الدولية والإقليمية فضلا عن زيارات سياسية مكنت من إجراء مباحثات مع جهات مهمة ومؤثرة، واستقبل المقر المركزي للحزب وفوداً وسفراء من دول شقيقة وصديقة كانت فرصة للتبادل والتواصل.
ضيوفنا الأكارم
أهلنا وشركاء الوطن
السفراء والممثلين الدبلوماسيين
أبناء وبنات الإصلاح والتنمية
أيها الجمع الكريم ..
إن لنا مواقف معروفة من جملة القضايا الوطنية والخارجية أعلناها ونجددها في هذه المناسبة المفصلية من عمر حزبنا:
فاختيارنا الفكري من حيث المرجعية الإسلامية الحاكمة نترجمه في التشبث بالأصول والسعي عمليا ـ بعد أن تقررت دستوريا ـ لجعل الإسلام بثوابته وأحكامه القاعدة المؤسسة للقوانين والحياة العامة ..
ونحن قوم نتشبث بالوحدة الوطنية ونرفض كل دعوة تفريق أو مسعى تمزيق لكيان الوطن أو ساكنته مؤكدين أن الوحدة لا تقوم إلا على العدل والإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه دون إلغاء أو تهميش أو تمييز، والمواطنة الحقة تقوم على الإسلام الجامع وتسوي بين كافة المواطنين بعيدا عن أي عنصرية أو عصبية أو استرقاق، ودعوتنا صريحة أن كل مكونات الشعب الموريتاني يلزم أن تجد نفسها في وطنها في الدولة وأجهزتها والإعلام ومؤسساته، ومقتضى العدل أن تجبر المظالم وتسوى مشاكل المبعدين العائدين كلها مع التعويض المناسب عن سابق الإبعاد والإهانة، ومقتضى المواطنة أن تحارب كل مظاهر الاسترقاق ومخلفاته أيا كانت وأين كانت، وأن ننعم ببلد يستعيد فيه المظلومون والمهمشون إنسانيتهم وكرامتهم والتمييز الإيجابي ـ تعليماً وإسنادا وخدمات ـ باب من أبواب ذلك.
ونحن حزب إصلاحي نؤمن بالتدرج، والتراكم والعجلة مفسدة و أخذ الناس باليسر والرفق مقتضى الشرع ومستلزم الحكمة "إنَّ اللهَ ذمّ الخمرَ في القرآن مرتين .."، كما قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز لابنه المتحمس عبد الملك، كل ذلك دون تسويغ الباطل والتطبيع معه، فالسكوت عن الفساد والاستبداد والظلم بحجة الحكمة مذموم، والذم نفسه منصرف إلى عدم الحكمة والفوضى بحجة الإصلاح والتغيير.
ونحن حزب رأى في أوضاع الأمة وسوئها استبدادا وانحرافا وتطفيفاً سببا أدى إلى قومة الشعوب وانتفاضتها في ربيع العام 2011 فاقتلعت أنظمة جثمت كثيرا على صدور الأمة واستبدات بأمرها ووالت عدوها ولكن هذا الربيع واجه عتاة مستبدين لم يتورعوا عن استعمال أشد أنواع العنف فتكا، ثم دخل على الخط غلاة متشددون خربوا وظلموا وشوهوا، وكان الخارج بمؤامراته حاضرا فيلتف ويتدخل ويشجع الاحتراب والاقتتال، هذا فضلا عن أخطاء وتجاوزات أنظمة الربيع الرابحين في أول حصاده، وهكذا شوهت الربيعَ الحروبُ الأهلية وهي بفعل ثلاثي الطغاة والغلاة والغزاة وأساءت إليه مآلات الأحوال في معظم البلدان التي شهدته.
إننا نؤمن بحق الشعوب في انتزاع حقوقها وحق أمتنا أن تكون مثل الأمم حرية وانعتاقا ودميقراطية وتقدما، ونؤمن أن الأفضل لذلك الأرفق والأيسر فالمحافظة على الكيان مقدمة على إصلاحه والجمع أفضل وأولى وأنجع.
إننا ننظر إلى العالم من حولنا فتستوقفنا محنة الروهينكا ومعاناة مسلميها الذين يواجهون إبادة غير مسبوقة لأنه يشهدون شهادة التوحيد ويدينون بالإسلام ولا ينجي تجاه محنتهم إلا القيام بالمستطاع نصرة وإسنادا واستمرارية تذكير ..
وننظر إلى مالي الجارة والشقيقة حيث تستمر الأزمة هناك منبئة عن معاناة مزدوجة طرفاها مشاكل الساكنة أو بعضها وتحديات الوجود الأجنبي لجماعات العنف والقوى الدولية الطامعة ..
ورغم تراجع حدة الأزمة في وسط إفريقيا تستمر معاناة شعبها خصوصا مسلموه.
وننظر إلى سوريا واليمن فنتألم لما آلت إليه الأمور فتنة ودمارا وحربا ضحيتها الأولى شعب البلدين الذي يعاني الأمرّين وأصبحت سوريا التي دمرها الاستبداد والتطرف ميدانا يجول فيه الجميع دوليا وإقليميا، وأصبحت اليمن ضحية الحسابات والحسابات المضادة ..
وتستمر أزمة ليبيا مقلقة ويقسمها صراع تغذيه قوى إقليمية ودولية معروفة، بعضها يريد لليبيا مصيرا مشابها لجارتها الكبرى التي صيرها الانقلاب العسكري الظالم في حال يرثى له اقتصاديا وأمنياً وسياسياً ودبلوماسياً.
ضيوفنا الأكارم
أهلنا وشركاء الوطن
السفراء والممثلين الدبلوماسيين
أبناء وبنات الإصلاح والتنمية
أيها الحضور الكريم ..
للمؤتمر الوطني الثالث لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) دلالة ورسالة، فأما الدلالة فهي أننا نحترم مواعيد الانعقاد ونحرص على دورات المحاسبة والاختيار، ونرى في انتظام المؤسسات والهيئات والمؤتمرات ضمانا لحيوية وحسن الأداء.. و أما الرسالة فهي أن التداول مظهر قوة وتجدد، وأن التناوب شرط في استمرار قاعدة الفكرة تعلو الأشخاص والمؤسسة قبل الأفراد، يُطرح في بلادنا وفي بلدان عديدة إشكال التناوب فأردنا مؤتمرنا إسهاما عمليا في تكريس التناوب بعد أن أقررناه نظرا وقانونا.
أيها الحضور الكريم ..
إننا بانعقاد هذا المؤتمر الثالث وبما سيخرج عن من وثائق جودت وتوصيات محصت وقيادات زُكيت نتطلع إلى الإسهام فيما ينفع الوطن ويعلي من شأنه، فالأحزاب من أجل الأوطان، والسياسة باب لإصلاح أحوال الناس، وموريتانيا التي فيها نشأنا ولمصلحتها نعمل، وبعلو شأنها نتعلق، تستحق علينا وأكثر، وتواصل سيواصل بإذن الله مطورا ومجددا ومؤكدا للجميع أن قوته في فكرته، ونجاعته في مشروعه، ومكانته تعود إلى رجاله كل رجاله ونسائه كل نسائه وإلى شبابه كل شبابه .. وكل ذلك بعد فضل الله وتوفيقه وتسديده.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق