يمر حاليا حزب UPR بأزمة مستعصية، ذات أوجه متعددة، لكن جوهرها يبقى -في نظري- مشابها لما تتعرض له عادة الأحزاب الحاكمة أو بالأحرى أحزاب الحكام في القارة الإفريقية، خاصة عندما تفقد السلطة.. ولأن المعضلة الحقيقية في هذه الأحزاب تكمن دائما في عدم شفافيتها السياسية، فهي عادة لا توفر أدنى حد من المكاشفة والمصارحة والنقاش الديمقراطي داخل هيئاتها إلا نادرا، يبقى الجميع يدور حول نفس الإشكالية بدون طرحها علنيا و مناقشتها بشكل موضوعي: ألا وهي السلطة وأجندة الإحتفاظ بها..
في بوركينا فاسو، أطاحت ثورة شعبية بالرئس بليز كومباوري سنة 2014، الذي لجأ إلى دولة مجاورة، ومن هناك بقي يدير
حزبه المسمى مؤتمر الديمقراطية والتقدم (CDP) بالريمنونت كونترول إلى أن عصفت به أزمة اختيار مرشح للرئاسة لعام 2020 ، فمزقته إلى أحلاف وطوائف، حيث يحاول جاهدا الآن الرئيس المؤسس للحزب -الذي يتمتع بمنصب رئيس شرفي مدى الحياة - السيد بليز كومباوري، استعادة السيطرة على حزبه و منع انهيار عائلته السياسية، أملا في أن يتفق الحزب على اختيار مرشح للرئاسة..
أما في موريتانيا، فالوضعية تختلف.. فقد أضاع حزب UPR سنة 2014 الفرصة
للإتفاق سياسيا على تسيير التناوب على السلطة.. فلو حدث أن تداولت مسبقا
هيئات UPR آنذاك موضوع اختيار مرشح للرئاسة برسم انتخابات سنة 2019، وتم
الإتفاق عليه رسميا داخل الحزب قبل اعتماد ترشح الرئيس عزيز لمأمورية ثانية
سنة 2014، لو حدث ذلك الأمر في ذلك الوقت، لما حصلت المشكلة الحالية.. بل،
أكاد أجزم بأن مؤتمر UPR المنعقد منذ عدة أشهر، لو كان قد التأم في موعده
وفي ظروف عادية، وتداولت هيآته عندئذ بكل شفافية موضوع اختيار مرشح
للرئاسيات القادمة سنة 2024، حتى ولو حسم الإختيار لصالح ترشيح عزيز،
فالأرجح عندي أن لا تكون هذه المعضلة مطروحة الآن.. والتي لا أحد يمكن أن
يتنبأ بمآلاتها..
يبدو بأن سياسيي أهل الخيام لم يستفيدوا مما أسميه "درس النيجر" البليغ في فن تداول السلطة.. فقبل اعتماد ترشح الرئيس الحالي محمدو يوسفو، لمأمورية ثانية، أشترطت عليه هيئات الحزب الحاكم أن يتفق الجميع على اختيار مرشح للرئاسة القادمة لما بعد خمس سنوات.. وهكذا تم آنذاك، اختيار وزير الخارجية الأسبق، وزير الداخلية الحالي، السيد محمد بازوم كمرشح اجماع الحزب الحاكم للانتخابات الرئاسية القادمة..
وبهذه الطريقة التشاركية والتفاعلية الشفافة، استطاع هذا البلد الإفريقي ونخبه السياسية أن يجنبوا بلدهم هزات عنيفة هو في غنى عنها، واستطاعت نخبهم أن تركز على الأهم من مجرد تداول السلطة في حد ذاتها، ألا وهو التنمية والسلم الأهلي وعزيز الإستقرار، والعمل على تحقيق الرفاهية للمواطنين..
أملنا أن يتذكر الجميع في هذه الأيام خاصة، قول الله عز وجل: "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ" -91 المائدة.. صدق الله مولانا العظيم
محمد السالك ابراهيم
يبدو بأن سياسيي أهل الخيام لم يستفيدوا مما أسميه "درس النيجر" البليغ في فن تداول السلطة.. فقبل اعتماد ترشح الرئيس الحالي محمدو يوسفو، لمأمورية ثانية، أشترطت عليه هيئات الحزب الحاكم أن يتفق الجميع على اختيار مرشح للرئاسة القادمة لما بعد خمس سنوات.. وهكذا تم آنذاك، اختيار وزير الخارجية الأسبق، وزير الداخلية الحالي، السيد محمد بازوم كمرشح اجماع الحزب الحاكم للانتخابات الرئاسية القادمة..
وبهذه الطريقة التشاركية والتفاعلية الشفافة، استطاع هذا البلد الإفريقي ونخبه السياسية أن يجنبوا بلدهم هزات عنيفة هو في غنى عنها، واستطاعت نخبهم أن تركز على الأهم من مجرد تداول السلطة في حد ذاتها، ألا وهو التنمية والسلم الأهلي وعزيز الإستقرار، والعمل على تحقيق الرفاهية للمواطنين..
أملنا أن يتذكر الجميع في هذه الأيام خاصة، قول الله عز وجل: "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ" -91 المائدة.. صدق الله مولانا العظيم
محمد السالك ابراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق