الثلاثاء، 16 يونيو 2020

من ذاكرة الدموع





..بقاعة فسيحة، في كبد المستشفى الوطني، منتصف الطريق بين نوافذ القاعة وبوابتها الخشبية المجلوبة من غابات الكوتدفوار، عبر ميناء "مرسيليا"، كانت غيبوبة جامدة تحكم بقاء جسد جدتي في السرير الطبي المعزز التجهيز، ساعات قبل انطلاق "عاصفة الصحراء" صوب عراق العرب؛

أخذ وقار والدي، بلحيته التي اكتسحت وجهه الجميل، مكانه وسط حضور أمي وإخوتي، وبعض الأقارب والجيران، في ترقب قاتل لعودة أنفاس وابتسامة عيون جدتي الممتلئة بكل ما أحب؛ ومضت، فعلا، متفحصة الحضور في مناجاة أخيرة لروح وجودها بيننا، ليستقر بصرها الحاضن على سلوتي التي أنهكتها مظاهرات رفض غزو العراق، خاطبتني، وقالت قبل الشهادتين: "وينه أخبار اطويل لعمر صدام؟" وانطفأت؛ رحم الله روح جدتي الطاهرة، فقد كانت قومية من غير " الأدلجة"؛
عبد الله حرمة الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق