في أواسط الثمانينات..كان أطفال الحي بالوانهم ولغاتهم يتجهون صباحا لمدرسة واحدة هناك يلتقون ويلعبون ويكتشف كل منهم طباع الآخر وعلى ذلك الأساس يختار كل منهم صديقه
وعلى أساس ذلك تتشكل نخبة منسجمة وتضم كل أطياف المجتمع
في تلك الفترة لم يكن التفاوت في المستويات الاقتصادية بين التلاميذ باديا بمثل ما يبدو عليه من سفور اليوم ..
اليوم حيث تنطلق قافلة الأطفال الميسورين إلى منكب وجموع متوسطي الحال إلى منكب آخر ..تتحول المدرسة إلى عنوان للتفاوت بين المجتمع، وذاك ما لا يريده أحد ، لذلك كان من أولويات فخامة رئيس الجمهورية والقائمين على قطاع التعليم أن يعيدوا الاعتبار للمدرسة الجمهورية بحصر التعليم الأساسي في التعليم العام
والمدرسة الجمهورية وفق واحدة من أهم المقاربات المقدمة في هذا المجال وهي مقاربة الخبير التربوي د البكاي ولد عبد المالك تشترط :
- ان يدرس الجميع وفق شروط تربوية واحدة
- أن يتم بناء التراتبية الاجتماعية على اساس من الجدارة والكفاءة لا على أساس الموروث
- ان يتم العمل على بناء عقل مستقل لدى الطفل قادر على تحديد العناصر السلبية في موروثه الثقافي وتحييدها لصالح ما هو إيجابي
- أن تعمل المدرسة على تكريس الحياد الاجتماعي للتربية ، إذ لا محاباة لفئة على حساب أخرى لئلا يؤدي ذلك إلى ضمور بعض العضلات المكونة للمجتمع
مع ذلك لم تكن إشتراطات د البكاي رغم أهميتها ذات طابع شمولي فقد كانت ترى المدرسة الجمهورية من زاوية واحدة ، كان يراها موجهة لعلاج التباين الطبقي ومضاعفاته
غير أن المدرسة الجمهورية وإن كانت تعني ذلك بالقطع لكنها أيضا تعني :
- تلك التقاليد التربوية العريقة التي بدأت تختفي من قبيل
صف الصباح وأناشيده الجميلة والتي تضفي حيوية على المشهد التربوي وتنشر البهجة
النشيد الوطني عند الدخول
المناظرات التربوية الداخلية والخارجية
المسابقات الرياضية ، ومسابقات الرسم التي ينتج عنها اكتشاف الموهوبين
وغير ذلك من التقاليد التربوية العتيدة
محمد مني غلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق