طلب ركاب سفينة من شيخ
وقور وصاحب تجربة ،إيصال سفينتهم إلى بر الأمان ، فوافق الشيخ على الطلب
وبدأ في اختيار فريقه لتحقيق المهمة ،
فوقع اختياره على قائد مع رفاقه صحبة جماعة التشريع المتخصصة في تشريع قوانين السلامة البحرية الذين
كانوا من بين الركاب قبل قبوله المهمة .
بدأت رحلة السفينة رغم اضطراب حالة البحر في
اتجاه نقطة الوصول ، و استعان الشيخ بخبير في مهمته ، تابعت السفينة رحلتها بشكل
طبيعي وبعد وصولها إلى خمس المسافة ، بدأت حالة البحر تزداد اضطرابا ، ففكر الشيخ
في طمأنة الركاب الذين ارتفعت أصواتهم بسبب مخاوفهم من غرق سفينتهم .
بدأ الشيخ خطوته الأولى من أجل طمأنة من بداخل السفينة ، بعزل الخبير من مهمته وإبداله بأستاذ للقيام بنفس المهمة .
بعد تولي الأستاذ للمهمة لم تعد اضطرابات البحر
وحدها التي تهدد مصير السفينة ، فبسبب
خلاف عميق داخلها ، تبادل فيه الركاب الاتهامات ، فانقسم الركاب فريقين فريق
بقيادة القائد ورفاقه إضافة إلى أغلبية من جماعة التشريع ، وفريق بقيادة الشيخ إضافة
إلى الأستاذ وأصحابه ، فقالت جماعة القائد إن السفينة ستغرق مادام الأستاذ في
مهمته وهددت جماعة التشريع باستخدام صلاحيتها ، وقالت جماعة الشيخ إن السفينة تسير
في الاتجاه الصحيح ، وهدد الشيخ كذلك جماعة التشريع باتخاذ صلاحياته اتجاههم .
ظلت السفينة في وضعية صعبة فحالة البحر تهددها ، وخلافات من بداخلها قد تؤدي إلى خرقها ، حينها فكر الشيخ في اتخاذ
قرار لم يهدد به خلال فترة الخلاف داخل السفينة ، وهو التخلي عن القائد ورفاقه ولم
يستخدم صلاحياته مع جماعة التشريع .
شكل قرار تخلي الشيخ عن القائد ورفاقه ،
بداية صعبة ومفاجئة ،فقرروا إبعاد الشيخ وجماعته من قيادة السفينة مع الحفاظ على جماعة التشريع .
اختار القائد ورفاقه دكتورا في مهمة الأستاذ
التي كان يقوم بها ، وبدأت السفينة رحلتها في اتجاه نقطة الوصول ، لكن البحر لا
يزال كعادته هائجا ، وركاب السفينة كذلك لا تزال تسمع من بينهم أصوات منددة بالقرار الجديد ،
فكانت مهمتهم لصعوبتها تحتاج مهندسا ومحاميا .
وبعد فترة من المهمة ونظرا لارتفاع الأصوات المعارضة للقائد ورفاقه
، قرروا أن يستشيروا الركاب جميعهم في
مهمة القيادة ، فلاقت الخطوة مباركة من الركاب والعالم الذي أصبحت قضية السفينة
بالنسبة لهم لابد لها من حل يرضي ركابها .
ترك القائد ورفاقه قيادة السفينة تحت قيادة
من طالب الشيخ بمنحه القيادة وبإشراف من الدكتور ، وبعد
استشارة الركاب تم اتفاق أغلبية الركاب على منح القيادة للقائد ولكن هذه المرة
بيمين يحدد مدة القيادة .
جدد القائد الثقة للدكتور ، وبدأت السفينة
رحلتها في اتجاه نقطة الوصول ، وخفت أصوات الركاب آملين أن تصل سفينتهم إلى بر
الأمان .
بعد وصول السفينة مرحلة متقدمة من الطريق واقتربت نهاية مدة يمين القائد ، قرر الأخير
التخلي عن الدكتور وكلف المهندس بالمهمة .
واصلت السفينة طريقها ، لكن أصوات الركاب
بدأت ترتفع من جديد ، فخرج القائد لهم ليطمئنهم أنه لن يكون عقبة تعرقل السفينة ،
فردد الغاضبون سمعنا المهندس والمحامي يرددان كلمات قد تهدد اليمين .
تأكيد القائد عدة مرات احترامه لليمين ، جعل
بعض الركاب الذين لم يفهموا بعد تصريحه ،
في صراع داخلي يكاد يكون مكشوفا ، اعتماده الأساسي رحلة البحث عن القائد الجديد ، الذي لم تتضح لهم بعد
معالمه .
حفظ الله قادة موريتانيا وشعبها
شيخنا ولد الناتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق