كتب محمد فال ولد بلال رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات :
من وحي التراويح،
قال تعالى: "وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ".
مررنا بهذه الآية في تراويح الليلة، و بعد تأمل في الفساد، تبادر لي تشابهٌ عجيبٌ بين فيروس الكورونا و فيروس الفساد.
إذا كانت البشرية شهدت فيما مضى فيروسات قاتلة مثل "الطاعون" و"الحصباء" و"الشلل" و أنواع "الإنفلونزا" و"السيدا"، إلخ،،، التي قتلت عشرات الآلاف حول العالم، فإنها لم تشهد وباء أكثر خطورة وفتكا من فيروس "كوفيد - 19" الذي تعدُّ ضحاياه اليوم بمئات الآلاف بعد أشهر قليلة من ظهوره.
و هذا المشهد الصحي الموبوء هو ذاته المشهد المَوبوء في مجال تسيير المال العام.. إذا كان العالم شهد فيما مضى فيروسات عديدة مثل فيروس الرشوة الصغرى و الاختلاس والابتزاز والمحسوبية و القبلية، إلخ،،، فإنه لم يواجه قط فيروسا أكثر خطورة و أشدّ فتكا من فيروس فساد القرن 21.. سبحان الله العظيم؛ إذا كان فيروس الكورونا 19 عابر للقارات وسريع الانتشار، فإن فيروس الفساد 21 عابر للقارات وسريع الانتشار أيضا.. لقد انتقل إلى بلادنا قادما من الصين (بولي_هوندونغ) و أهلك الثروة السمكية بكاملها، و جاء من صنغافورة والإمارات و قتل ميناء الصداقة (شركة_أريزا) و مطار أم التونسي (آفرو_بورت)، و من أستراليا ابتلع الذهب (تازيازت)، و من بريطانيا (ب.بتروليوم)، إلخ،،،
و إذا كان فيروس كورونا 19 سريع العدوى، فإن فيروس الفساد 21 أسرع و أخطر عدوى..ألم ترَوْا كيف انتقلت عدواه بسهولة من الأسمدة إلى القمح و الارز، و انتقلت من لأدوية الفاسدة إلى المواد الغذائية منتهية الصلاحية، و انتقلت من القطع الأرضية إلى الطرقات و الأرصفة و المعادن،،، و هكذا أهلك و أباد شركات بأكملها: سونمكس، و صونادير، و أنير، و شركة النقل العمومي، و موريبرل، و شركة السكر، و الألبان، إلخ،،،
و بالنسبة لأعراض المرض؛ فإن أعراض كورونا 19 هي السعال و الحمى و التعب العام و ضيق في التنفس، و أعراض الفساد 21 هي انتفاخ الحسابات البنكية للمصاب، و تعدد سياراته الفاخرة ف 8، والفِلل الراقية، و تضاعف قطعان الإبل و الغنم، والنمو السريع للودجَين، و نقص حاد في الحياء، و تضخُّم في "الأنا"،،، و إذا كان تشخيص الإصابة بالكورونا والتأكد منها يتم في المختبرات والمستشفيات، فإن تشخيص الإصابة بفيروس الفساد والتأكد منها يتمُّ في محكمة الحسابات والمفتشية العامة للدولة.
وإذا كان فيروس كورونا يُعدُّ فيروسا مستجدا، فإن فيروس الفساد "مستجد" أيضا،، و يمتلك قدرة فائقة على التكيُّف والتّأقلم مع الأنظمة و التسلل بين طياتها. و الأكثر غرابة هو أنّ الفيروسين أصلهما واحد: "الخفافيش" ،،، سبحان من هذا ملكه!
و بناء على ما تقدم، فإن علاج الفساد لا يختلف كثيرا عن علاج الكورونا، ويحتاج إلى:
- 1 حملة تحسيس واسعة النطاق تشارك فيها الدولة بإعلامها و أعلامها و علمائها و أئمتها و كافة مؤسساتها، و هيئات المجتمع المدني، و الأدباء، و لمغنيين، والفنانين.. لشرح خطورة الفساد باعتباره وباء أشد فتكا من وباء كورونا، أو مثله..
- 2 إجراء فحص شامل لكل الصفقات والمشاريع القادمة من الخارج،،، و الحجز الفِعلي على كل من تأكدت إصابته بالفيروس مشاركةً في الصفقة أو استفادةً منها أو ملامسةً لها ،،،
- 3 تطبيق الإجراءات الاحترازية بحق المشبه بهم ممن اختلطوا بالملف الموبوء، و هي كالعادة: البقاء في المنازل، و التباعد الإجتماعي، و ضمّ اليدين و غسلها بالصابون، و حظر التجوال بين المناصب، أو التسلل من مؤسسة إلى أخرى..
- 4 و إذا كان الكورونا يُحارب بالطواقم الطبية، فإن فيروس الفساد يُحارب بطواقم محكمة الحسابات و المفتشية العامة للدولة..
عَودٌ على بدء: "وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ".. صدق الله العظيم
تقبل الله منا و منكم الصيام و القيام و ضاعف لنا و لكم الأجر.
من وحي التراويح،
قال تعالى: "وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ".
مررنا بهذه الآية في تراويح الليلة، و بعد تأمل في الفساد، تبادر لي تشابهٌ عجيبٌ بين فيروس الكورونا و فيروس الفساد.
إذا كانت البشرية شهدت فيما مضى فيروسات قاتلة مثل "الطاعون" و"الحصباء" و"الشلل" و أنواع "الإنفلونزا" و"السيدا"، إلخ،،، التي قتلت عشرات الآلاف حول العالم، فإنها لم تشهد وباء أكثر خطورة وفتكا من فيروس "كوفيد - 19" الذي تعدُّ ضحاياه اليوم بمئات الآلاف بعد أشهر قليلة من ظهوره.
و هذا المشهد الصحي الموبوء هو ذاته المشهد المَوبوء في مجال تسيير المال العام.. إذا كان العالم شهد فيما مضى فيروسات عديدة مثل فيروس الرشوة الصغرى و الاختلاس والابتزاز والمحسوبية و القبلية، إلخ،،، فإنه لم يواجه قط فيروسا أكثر خطورة و أشدّ فتكا من فيروس فساد القرن 21.. سبحان الله العظيم؛ إذا كان فيروس الكورونا 19 عابر للقارات وسريع الانتشار، فإن فيروس الفساد 21 عابر للقارات وسريع الانتشار أيضا.. لقد انتقل إلى بلادنا قادما من الصين (بولي_هوندونغ) و أهلك الثروة السمكية بكاملها، و جاء من صنغافورة والإمارات و قتل ميناء الصداقة (شركة_أريزا) و مطار أم التونسي (آفرو_بورت)، و من أستراليا ابتلع الذهب (تازيازت)، و من بريطانيا (ب.بتروليوم)، إلخ،،،
و إذا كان فيروس كورونا 19 سريع العدوى، فإن فيروس الفساد 21 أسرع و أخطر عدوى..ألم ترَوْا كيف انتقلت عدواه بسهولة من الأسمدة إلى القمح و الارز، و انتقلت من لأدوية الفاسدة إلى المواد الغذائية منتهية الصلاحية، و انتقلت من القطع الأرضية إلى الطرقات و الأرصفة و المعادن،،، و هكذا أهلك و أباد شركات بأكملها: سونمكس، و صونادير، و أنير، و شركة النقل العمومي، و موريبرل، و شركة السكر، و الألبان، إلخ،،،
و بالنسبة لأعراض المرض؛ فإن أعراض كورونا 19 هي السعال و الحمى و التعب العام و ضيق في التنفس، و أعراض الفساد 21 هي انتفاخ الحسابات البنكية للمصاب، و تعدد سياراته الفاخرة ف 8، والفِلل الراقية، و تضاعف قطعان الإبل و الغنم، والنمو السريع للودجَين، و نقص حاد في الحياء، و تضخُّم في "الأنا"،،، و إذا كان تشخيص الإصابة بالكورونا والتأكد منها يتم في المختبرات والمستشفيات، فإن تشخيص الإصابة بفيروس الفساد والتأكد منها يتمُّ في محكمة الحسابات والمفتشية العامة للدولة.
وإذا كان فيروس كورونا يُعدُّ فيروسا مستجدا، فإن فيروس الفساد "مستجد" أيضا،، و يمتلك قدرة فائقة على التكيُّف والتّأقلم مع الأنظمة و التسلل بين طياتها. و الأكثر غرابة هو أنّ الفيروسين أصلهما واحد: "الخفافيش" ،،، سبحان من هذا ملكه!
و بناء على ما تقدم، فإن علاج الفساد لا يختلف كثيرا عن علاج الكورونا، ويحتاج إلى:
- 1 حملة تحسيس واسعة النطاق تشارك فيها الدولة بإعلامها و أعلامها و علمائها و أئمتها و كافة مؤسساتها، و هيئات المجتمع المدني، و الأدباء، و لمغنيين، والفنانين.. لشرح خطورة الفساد باعتباره وباء أشد فتكا من وباء كورونا، أو مثله..
- 2 إجراء فحص شامل لكل الصفقات والمشاريع القادمة من الخارج،،، و الحجز الفِعلي على كل من تأكدت إصابته بالفيروس مشاركةً في الصفقة أو استفادةً منها أو ملامسةً لها ،،،
- 3 تطبيق الإجراءات الاحترازية بحق المشبه بهم ممن اختلطوا بالملف الموبوء، و هي كالعادة: البقاء في المنازل، و التباعد الإجتماعي، و ضمّ اليدين و غسلها بالصابون، و حظر التجوال بين المناصب، أو التسلل من مؤسسة إلى أخرى..
- 4 و إذا كان الكورونا يُحارب بالطواقم الطبية، فإن فيروس الفساد يُحارب بطواقم محكمة الحسابات و المفتشية العامة للدولة..
عَودٌ على بدء: "وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ".. صدق الله العظيم
تقبل الله منا و منكم الصيام و القيام و ضاعف لنا و لكم الأجر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق