الأحد، 26 أبريل 2020

هذا ما كتبته مريم بنت امود في الذكرى العاشرة لرحيل شقيقتها



اليوم تمر الذكرى العاشرة لرحيل أختي ...وشقيقتي الوحيدة ....وصديقتي حقا ....فاطمة بنت امود ... ماذا أقول لك لن أتحدث عن الألم ..والوجع ..والفراق ..
فكلها لكثرة احساسي بها أصبحت اعتيادية في ذكرى رحيلك ... لكني سأحاول أن أصطحب معي دموعا يعز علي انفضاحهم في تحد لفراقك كي أرى الفراق ألم الفراق ..
لقد تحققت احدى امانيك وتزوجت نجلاء وكأنها لا خالة لها كانت تتمنى حضورك هذا اليوم ... لكني انتصرت مرة أخرى على نفسي وعلى الفراق وأتقنت الدور وكأنك معي لم أترك للذكرى فرصة الحضور وغيبتها بإستحضارك في كل المراسيم .. كدت أنجح لكن حضور أمل وأماني وبكائهم فرحا عند كل التحضيرات وشبه أماني الكبير جدا بك جعلني ممثلة فاشلة تماما ، لكن بيني ونفسي فقط أما أمام الناس فقد كنت أفضل ...
 إضافة إلى صراعي الداخلي  مع نفسي  فأنا أيضا أقاتل على جبهة اخرى حيث أمل وأماني ورغبتي في أن لا يستشعرن الفراغ من حولهن رغم زحمة الأحبة والأصدقاء في هذا اليوم الاحتفالي المنتظر .. لكني كنت كلما تصادفت نظراتنا المس بريق دمع يخبئه الفرح فأبعد الاحساس به رحمة بي وبهما وبكل المجتمعين من أجل مشاطرتنا الفرح .
لقد غيب الموت في رمضان الماضي زوجك والد أمل وأماني في حادث سير وكانت الفاجعة كبيرة جدا لأن رحيله أعاد ألم رحيلك ومضاعفة الألم لهما ولنا ولكن الله خليفة كل شئ .. لقد انتهزت الفرصة وبكيت على غير عادتي أمامهما ولكني كنت أبكيك وأبكيه .. رحمكم الله برحمته وأحسن الخلف لأمل وأماني فيكما ..
لا اعتراض على فعل الله لكنها طبيعة الإنسان التي جبل عليها في الحنين  إلى  جاره او صديقه فكيف إذا كانت شقيقته الوحيدة وصديقته ..وخزان الحنان.. والكرم ...والطيبة ...
أصبحت انتهز كل مناسبة رحيل لصديق أو قريب لأترك لضعفي أن يتولى زمام قيادتي فأبكي وأنا القوية لكن بوجودك فقط ...
رحل كثيرون من زملاء المهنة والدراسة والأصدقاء والأهل والمعارف ... مصير لا مفر منه ويوم موعود وطريق كلنا سالكوه .
اسأل الله أن يتغمدك برحمته الواسعة وأن يلحقك بأجدادك من حملة القرآن والاولياء والصالحين ... وأن يسرك بصلاح أحوالنا وأن يجمعنا في الفردوس بعد طول العمر ان شاء الله .
أختك مريم بنت امود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق