تميزت مدينة نواكشوط في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بنبض ثقافي متميز ، اعتمد على المراكز الثقافية العربية مثل المركز المصري والليبي والعراقي والسوري ،في وقت كان الشباب وقتها يعيش أوج قوة التيارات الفكرية العربية التى تعكس حيوية مدن مثل القاهرة وبغداد ودمشق وطرابلس.
كانت الحيوية والاندفاع لقضايا الأمة المصيرية وفى مقدمتها فلسطين
ظل الهم الوطني والفكري فى هذه الفترة راقيا أصيلا صادقا لاغبار عليه ، وكانت الثانويات ملتقى ثقافيا للتلاميذ حيث الجرائد الحائطية والندوات الأدبية والنقاشات الفكرية التى أعطت نفسا طويلا للشباب الذى لايزال يحلم ويتوكأ على عصى الأمل والحنين إلى المشرق من الماضي.
كانت متطلبات الحياة بسيطة جدا أمتار من قماش 42أو 32 وأواق قلة للتعلق بباص فى وقت مبكر إلى المدرسة او ندوة فى احدى المراكز او الروابط والجمعيات الثقافية الفعلة وقتها مثل جمعية غرناطة او المرابطون او الجمعية الثقافية الإسلامية.
لم تكن زحمة الحياة ضاغطة ولامشاغل ثورة الاتصالات ،وكانت إذاعة بي بي سي مع إذاعة البحر الأبيض المتوسط وصوت أمريكا وبعض الإذاعات العربية التي تبث من القاهرة وطرابلس وبغداد ودمشق مطعمة بصحف ومجلات وجرائد فى مقدمتها المستقبل العربي والموقف العربي والثورة العراقية وتشرين السورية والزحف والجماهيرية الليبية والأهرام المصرية والعربي الكويتية وقتها استاذا ومعهدا للجميع مع وجود شارع نظيف، أهله لاتزال عندهم نخوة وكرامة وشهامة
إن الحنين إلى الزمن الجميل وفاتورة حياته البسبطةبامكانه ان يخفف من هول حياة اليوم وجفاف فكر أهلها وكدر عاصمتها المختلط بالتلوث البيئي وانعدام شوارع للمثقفين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق