الجمعة، 13 مايو 2022

بين المحيط والسراب… / محمد ولد سيدي عبد الله

 


يتجاوز مدى تنافر جزأي العنوان الذي اخترته لهذا التعليق تنافر الطباقات؛ فهو أكثر استيفاء لدلالة الطباق مما يسوغه التضاد الحاصل بين الصدق والكذب والتناقض بين اليقظة والرقاد، فالكذب قد يتحول إلى صدق، تحت بعض التأثيرات أو بالصدفة، وذاكرة الراقد قد تسجل بعض الأحداث التي تقع في المحيط القريب منه؛ أما السراب فلا يتحول إلى محيط تمخره البواخر وتتلاطمه الأمواج، وعباب أمواج المحيط لا تتحول إلى ذلك السراب الذي يخلقه انكسار الضوء في السماء ساعة الحرّ فيخيل إليك أن عيون الماء انفجرت، وأنها غزت الصحراء فتحولت إلى محيط؛ كذلك الإنسان الممتلئ ثقة وتمكنا، لا يتحول إلى تائه يغزوه الطمع ويسلبه الانتماء للجهة واللون والشيعة، دون أن ينظر إلى الأفق الرحب حيث الأمة والإنسان والوطن، وكذلك القاصر، لا يتحول إلى بطل تجذب رتابة أفكاره مسامع الناس وتنقاد القلوب لوقع مضامين خطابه.

أعتقد أن الجميع مطالبون بجبه ما يوزع من خطابات تهدم ولا تخدم، وأننا بحاجة إلى أبناء يفكرون بأدمغة يرى أصحابها أنه من حقنا أن نوفر للأجيال القادمة متسعا من التفاهم، وأبناء يحاربون توريث قاموس ألفاظ الحقد والضغينة الذي يؤلفه بعض صناع الكراهيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق