السبت، 21 مايو 2022

الشيخ"بنكيلي"والشيخ"الرضا"البداية والنهاية بقلم أحمد ولد السالم

 



علمتنا الأيام والتجارب المريرة ، في هذه البلاد العجيبة ، أن الأمور التي تبدأ بدايات جيدة كثيرا ما تكون نهايتها سيئة بل تراجيدية !.  

استمعت مرة  لكلام رجل الأعمال السعودي البارز صالح عبدالله كامل صاحب مجموعة "دل البركة" وتجربته المريرة مع الاستثمار في موريتانيا حيث تحدث الرجل  بمرارة عن البداية الحسنة لإستثماراته في بلادنا والنهاية الدراماتيكية التي آلت إليها مما اضطره للهروب من جحيم الاستثمار في بلادنا التي ذكر أنه لم ير مثيلا لها في جميع الدول التي استثمر فيها !. 

وخلال عشرية الرئيس عزيز رأى الناس في الشيخ الوقور صاحب العلم والورع /الشيخ الرضا الصعيدي رأوا فيه المخلص من أغلال الفقر والبؤس...فقد كان يشترى من الناس بيوتهم و سياراتهم و ممتلكاتهم  بأثمان خيالية ثم يبيعها لآخرين ، هم في أمس الحاجة إليها ،  بأسعار رمزية للغاية فكان نعمة على البائع والمشتري على حد سواء ، وظن الناس بعد تزكية العلماء له أنه نعمة من الله هبطت عليهم السماء .

لقد اشتد الزحام على مكاتب الشيخ وعماله وسماسرته و موثقيه لحد أن أيديهم كلت وتعبت من كتابة عقود البيع الفضفاضة وقبض أوراق البيوت والأسواق والسيارات ... كان الجميع يريد الاستفادة من عروض و فردوس شيخ العلم والزهد المغرية إلى أن دقت ساعة الحقيقة المرة فإذا بالاحلام الوردية تتهاوى و تستحيل إلى سراب بقيعة كان يحسبه المغرر بهم ماء عذبا زلالا.!.

واليوم وبعد نكبة الشيخ / صالح عبدالله كامل وضحايا الشيخ الرضا الذين هم بالآلاف  يطل علينا في مستهل عشرية الرئيس الحالي محمد الشيخ الغزواني  تطبيق ( بنكيلي) وإخوانه من التطبيقات الهلامية المماثلة له ...فهل ستثبت الأيام أننا أمام تطبيق مصرفي عصري يقدم لعملائه خدمات سريعة ويحفظ لهم حقوقهم وممتلكاتهم ؟.. أم  أنه مجرد مصيدة جديدة متدثرة ، هذه المرة ، بدثار العلم و التكنولوجيا ؟.

هل استخلص الناس الدروس والعبر من التجارب المريرة السابقة ، أم أنهم سيلدغون من ذات الجحر مرتين ؟. 

وهل ستضمن الدولة ممثلة في البنك المركزي حقوق المواطنين ، هذه المرة ، أم أنها كما فعلت مع الصعيدي ستحمي أيضا الجهة الراعية لهذه الخدمة حين تقع الكارثة ؟.

ماذا لو انهارت فجأة  هذه المنظومة عن قصد أو عن غير قصد ؟

من سيحمي حقوق الناس ؟.

أخشى أن أقول لكم ذات صباح أغبر عبارة صاحب برنامج خدمة العللاء(#أمالي_گلتهالكم)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق