الاثنين، 16 مايو 2022

براكين الغضب بقلم حسنه ولد حدوني

 

رغم الظروف المناخية الصعبة حيث درجات الحرارة المرتفعة والرياح المحملة بالسموم مع موسم جفاف يجف فيه الضرع ويندر الزرع وترتفع كل الأسعار بمنحنى تصاعدى غير مسبوق _بسبب تأثيرات خارجية وأخرى داخلية _هاهى الأزمات على الشعب المطحون تتوالى وتتلاحق لتأتي هذه المرة من القرارات الإستعجالية ذات الطابع الارتجالي بحيث لا تقدر اللحظة ولا يؤخذ فى الحسبان مدى الأضرار التى ستنجم عن ذلك وبعد أن كان الحلم يربطنا بخيط ولو ضعيف بالإصلاح والبناء وإعطاء الأولوية لحل مشاكل المواطن الضعيف _ الحلقة الأكثر حاجة فى المجتمع_

تجري الرياح هذه المرة بما لم يشتهيه ذلك المواطن حيث أقدمت السلطات اليوم فى مدينتنا (تمبدغة)على طرد كل الباعة والمتبضعين على عتبات الدكاكين وفى الفجوات غير المملوكة وجل هؤلاء نسوة معيلات أسر كل همهن أن يحصلن على ما يسد رمق أطفالهن ومع ذلك تسمع أن الدولة فتحت لهم دكاكين أمل وأخرى لبيع السمك بثمن بخس وأصدرت لهم بطاقات تأمين صحي ومن وقت لأخر تسدد لهم مبالغ نقدية قد تأتي فى العام مرة أو مرتين ولا شك أن كل هذا تنفق عليه الدولة من مواردها مبالغ باهظة إلا أن الهدف منها لم يتحقق ولن يتحقق ما دامت نفس الطريقة المعهودة هى التي تدار بها كل الأمور فدكاكين أمل لا يؤمل عليها إلا العاملون بها ومن رضوا عنه وحوانيت السمك خرجت بين إبط ومرفق ، وبطاقات التأمين الصحي لا تعدو كونها تعويذة على صدور ملاكها _لا معنى لها في الداخل_أما الأعلاف فتلك حكاية تسلية كحكايا الجدات على أطفالهن الصغار فقد دابت عليها كل الأنظمة المتعاقبة وهى لا تسمن حيوانا ولا تغني إنسانا لضآلة الكمية وللطرق الملتوية التى تأخذ من حين لآخر ، أما المنمون فكانوا فى السابق يجدون ملاذا فى الجارة مالي لكنها الآن تمر بظرفية أمنية غير مشجعة لهم وهو ما جعلهم يحبسون أنفاسهم وسوائمهم على ارضهم ولا يعولون بعد الله إلا على موسم أمطار يترقبونه من وقت لآخر أو ما تدر به جيوبهم من نقود لشراء الأعلاف دون أن أنسى أن أذكر بأن جل الخدمات فى ترد ؛الكهرباء هذه الأيام فى انقطاع شبه مستديم والمياه وإن كانت أحسن منها حالا فلها هى الأخرى ما يعتب على القائمين عليها ورغم التردي على مستوى كل القطاعات الخدمية فلن أغفل هنا عما يشهده قطاع الصحة وأبسط مافيه قرار البعد بين الصيدليات الذى ربما تزهق أرواح بسببه مع عدم توفر الضروري فى المستوصفات والمراكز وحتى المستشفيات وكل ذلك غيض من فيض نواقص فى المجال الذى يجب أن يكون عليه الرهان وما كنت لأختم قبل الإشارة إلى واقع التعليم الذي هو الٱخر لم يبرح مكانه إلا ليرجع القهقرى رغم الخطط والبرامج والبعثات والملتقيات والتكوين(المستمر) واستصدار الوثائق من تعاميم ومطويات وكتيبات وغير ذلك ليتم غض الطرف عن الحقيقة التى تكمن فى جعل المدرس فى الظروف اللائقة معنويا وماديا وتوفير ما يلزم لذلك لقيامه بواجبه على أكمل وجه وغير ذلك فهو بمثابة بصاق الأعمى يحفر له فى مكان  يبصق فى غيره و يردم موضعا غير الأوليين ،أما والحال هذه فإنا نمد ايدى الضراعة إلى حاكم السماء أن يصلح حكام الأرض و يقيض لهم بطانة صالحة ترشدهم الى الحق واللطف بالخلق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق