الاثنين، 10 يوليو 2017

لماذا انهارت "الباكلوريا" فى بلادنا بجميع شعبها وتخصصاتها ؟


من الصعب تتبع جواب نهائي عن سؤال بهذا الحجم فى بلد كانت كل حكومة فيه منذ 1978 تأتى بنظام تعليمي جديد أخرق غالبا يراكم الفشل والتخبط البنيوي والمنهجي للعملية التربوية برمتها يخلق أجيالا متنافرة لغويا غير مسلحة بأية علوم حقيقية وفق منهج تربوي واضح وصارم يراعى حاجات البلاد وضرورة تكريس الوحدة الوطنية تعليميا لكن يمكن فقط محاولة للبحث عن الجواب التذكير بالآتى /

ـ مشكلة "فرنسة" التعليم وهي غير معلنة لكن كل الشعب العلمية تدرس موادها بالفرنسية لطلاب لايفقهون شيئا من تلك اللغة بل إنها تدرس لهم من الإبتدائية وحتى الجامعة وهم مرغمون عليها رافضون لها "وراثيا" لذلك يرتطمون بصخرة الإمتحان بسبب عامل اللغة
ـ التعليم الحكومي منهار تماما هجره خيرة المعلمين والأساتذة إلى التعليم الخاص بحثا عن المال والمال وحده والتعليم الخاص ليس فيه سوى أبناء الطبقات الأكثر دخلا بينما يتكدس أولاد الفقراء فى مدارس حكومية قذرة بلا مقاعد وبلا مناهج وبلا أرضيات ولاسقوف أحيانا
ـ ليست هناك جهة حكومية تسعى لتطوير التعليم أوإنقاذه فكل أطر الوزارتين المعنيتين به يساقون كالقطيع إلى مهرجانات الولاء السياسي فتتعطل البرامج والمناهج وينعكس ذلك طبعا على كل الامتحانات لوطنية التى تتراجع سنة بعد أخرى لأن النظام يريد سياسيين لادارة قطاعات الدولة وليس تكنوقراطيين أصحاب كفاءات وضمائر مهنية ووطنية
ـ فى كل عام يتقدم حولى 200000 تلميذ وطالب لمختلف الامتحانات والمسابقات الوطنية من "كونكور إلى الباكلوريا تنجح منهم فى أحسن الحالات 10000 معنى ذلك أن 190000 سيعيدون الكرة بعضهم لسنة وبعضهم لسنتين وسينتهى بهم المطاف غالبا فى الشارع يأسا وإحباطا
ـ أجيال التعليم الحالى تنتحر ببطئ لسوء المناهج وضعف المستويات والفوضى وغياب الرقابة وغلبة التجارة على ارادة صناعة تعليم وطني حقيقي محترم وفعال
هل من حلول ؟
نعم يمكن أن تلجأ الحكومة إلى تخيير المدرسين بين التعليم الحكومي والتعليم الخاص يجب أيضا أن تفعلها مع الأطباء ليعود للقطاعين الحكوميين بعض من الروح فهما ميتان سريريا مع فصل السياسة عن القطاعين وتعيين تكنوقراطيين فنيين غير معنيين بالأمور السياسية ولا يستدعون لممارسة السياسة على حساب التعليم والصحة مع توحيد الزي المدرسي وترميم المدارس الحكومية وجعلها فى مظهر لائق شكلا ومضمونا والاستعانة بقدماء المدرسين والمفتشين والاداريين وعلماء التربية فى وضع منهج دراسي جديد يحد من خطورة إرغام التلاميذ والطلاب على "التفرنس" وإعادة الاعتبار للمواد العلمية وتدريسها بالعربية لمن يريد ذلك مع الحفاظ على الازدواجية للراغبين فيها لكن ليس على حساب اللغة الام لغة الشعب والدولة والدستور وانشاء جوائز سنوية للعشرة الأوائل من كل مسابقة أوامتحان وطني وتكريم المدرسين الاكفاء وتوفير الكتب والمراجع والمخابر وإنفاذ مبدا العقوبة والمكافأة درعا للفوضى والإهمال والتسيب

حبيب الله أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق