مع وصول رئيس الوزراء العرافي، حيدر
العبادي، إلى الموصل لإلقاء خطاب النصر وإعلان تحرير المدينة من قبضة تنظيم
ما يعرف بالدولة الإسلامية "داعش"، ينشغل كثير من المراقبين في العراق
وغيره بمستقبل التنظيم، الذي سيطر على مناطق كبيرة في العراق وسوريا، لفترة
طويلة في وقت تتحدث فيه تقارير عن فرار قادة التنظيم وأفراده، عبر شبكة
أنفاق كانوا قد أنشأوها، في حين تتحدث تقارير أخرى عن تسرب هؤلاء وسط
المدنيين والنازحين داخل العراق.
وينشغل المراقبون بمصير مسلحي "داعش" الذين بلغ عددهم وفق بعض التقديرات، سبعة آلاف شخص داخل الموصل وضعف هذا العدد في محيط المدينة، وهي الحصيلة التي تحدث عنها رئيس البرلمان العراقي السابق أسامه النجيفي، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ويرى هؤلاء المراقبون، أن التنظيم ربما يعاني في المرحلة الحالية من تعرض وجوده للخطر في ظل الهزائم المتتالية، التي مني بها على مدار الأشهر الماضية، وأنه ربما سيجهد للحفاظ على بقائه بعد أن كان يتحدث في مرحلة سابقة عن فكرة التمدد.
وتتراوح السيناريوهات المتوقعة لمستقبل "داعش" وفق المراقبين، بين تسرب أفراده وانتقالهم إلى مناطق عراقية أخرى مكونين جيوبا جديدة، أو الانتقال إلى الأراضي السورية، حيث ما يزال التنظيم يسيطر على مناطق شاسعة على الحدود بين البلدين، وبجانب ذلك يطرح المراقبون، احتمالات عودة المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم إلى بلدانهم الأصلية التي قدموا منها، حيث تزيد المخاوف في ظل هذا الاحتمال من تحول هؤلاء إلى ما يعرف ب(الذئاب المنفردة) الذين يقومون بشن هجمات منفرده لكنها توقع العديد من الضحايا.
لكن الاحتمال الأقوى يتمثل في انتقال مقاتلي "داعش" الفارين من العراق ومن سوريا في حالة حسم معركة الرقة، إلى مناطق صحراوية شاسعة في دول تشهد نزاعات داخلية، ومن الدول التي يعتقد المراقبون بأن "داعش" سيختارها لمواصلة عملياته أفغانستان وليبيا، حتى وإن لم يتمكن من الإعلان مجدداً عمّا يسميه "دولة الخلافة" كما كان في السابق، أي خلال احتلاله لمناطق واسعة في العراق وسوريا وكثيرون يلاحظون التواجد المتزايد للتنظيم في منطقة سيناء المصرية وأيضا على الحدود الغربية لمصر مع ليبيا.
ويبدو أن المرحلة التالية لهزيمة "داعش" في العراق وسوريا، لن تمثل هدوءا بالنسبة للسلطات الأمنية في العديد من الدول، إذ أن معظم السيناريوهات المطروحة بشأن مستقبل التنظيم، تمثل خطرا من نوع ما، فعلى مستوى عودة مقاتلي التنظيم إلى الدول التي قدموا منها يرى خبراء أن السلطات الأمنية في تلك البلدان، سيتعين عليها معرفة هؤلاء الأشخاص العائدين ومتابعتهم بدقة، نظرا للخطر الذي قد يمثلونه وإمكانية تحولهم إلى (ذئاب منفرده)، قد تقدم على تنفيذ عمليات إرهابية في أوقات لا يمكن التنبؤ بها، كما أن فكرة انتقال المقاتلين إلى مناطق صحراوية أو جبلية وعرة في بلدان تشهد نزاعات داخلية، يحمل أيضا خطرا على تلك البلدان وهو سيكون بمثابة نقل للصراع، دون تحييد التنظيم كما أنه سيحمل خطرا على مجتمعات هذه الدول.
bbc
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق