الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

اخرس ....فأنت في حضرة الشيخ

 

اسمح لي بادئ ذي بدء ..وأنا أكفكف باستحياء دموع الحزن التي سالت دون استئذان _ غيرة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم _ وتركت على الخدين أثرا غائرا في جسدي ..وفي القلب جرحا لما يندمل بعد ....

اسمح لي ... أن أخرج عن جدران الصمت الخجول ... عبر مضيق حضيضي ضيق ...
لأطل من إحدى نوافذ هذا الفضاء الإفتراضي ... وألوح بلافتة ناصعة البياض مكتوب عليها ....
اخرس ....فأنت في حضرة الشيخ ....
وعبر هذا الفضاء الذي أصبح ( للأسف الشديد ) مرتعا لكل من هب ودب.... يهاجم فيه الطالح ...الشيخ الصالح ...
اخرس فأنت في حضرة الشيخ محمد ولد سيدي يحيي الذي أطاع الله وخشع وعمل الخير فحمده الناس
فقد ورد عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال: قيل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويَحمَده الناس عليه؟ قال: ((تلك عاجل بُشرى المؤمن))؛ متفق عليه.
وعندما أتحدث عن شخصية من هذا العيار الثقيل اقف عاجزاً وحائراً ....بماذا ابدا ....؟ من كلمات تليق بمقامه الرفيع وتواضعه الجم ودماثة اخلاقه .
اعلم يا من تتحدى ورثة الأنبياء... أن الشيخ محمد ولد سيد يحيى عالم فحل وشيخ نبيل تواضع لله فرفعه ( من تواضع لله رفعه )
لا يحب الإطراء ولا المديح ...

ولكنها كلمة حق يجب أن تُقال في حق رجل بذلَ منذ سنين طويلة ولا يزال الكثير من وقته الثمين في سبيل الخير .... فهو الرجل الصادق مع نفسه الذي يعمل دون سعي لمنفعة تخصه أو حرص على إطراء يسمعه لأنه تسامى فوق كل الأهداف التي يسعى الكثيرون لنيْل البعض منها....وعجزوا عن ذلك .. وحينما يكون العطاء فاعلاً والجهد مميزاً والثمرة ملموسة عندها يكون للشكر معنى وللثناء فائدة فيبقى لنا دائما العجز في وصف كلمات الشكر خصوصاً للعلماء الأجلاء الذين حباهم الله من العلم والمعرفة والبلاغة والبيان ما خولهم للمكانة المرموقة التي تميزوا فيها فكانوا في عطائهم بلا حدود ...
ودائما سطور الشكر تكون في غاية الصعوبة عند صياغتها فكل الشكر والتقدير لرجل البر والعطاء الشيخ محمد ولد سيد يحيى الذي خدم دينه وتلاميذته بكل اخلاص وتفاني وكان ومازال (أطال الله في عمره) نموذجا مشرفا لرجالات المحظرة الشنقيطية الشرفاء ..
اخرس ...فأنت في حضرة الشيخ ..
محمد ولد سيدي يحيى الداعية والواعظ المتوكل الخاشع والأستاذ المرح ...المتميز بأسلوبه التثقيفي الإبتدائي الثانوي الجامعي الأكاديمي ...بمعنى آخر خطابه الموجه للجميع دون تمييز أو عنصرية (ومعاذ الله) ...
يعتمد في طريقة الوعظ على البساطة والشمولية فقد دخلت دروسه ومحاضراته كل بيت موريتاني وصالت اشرطته الدينية وجالت في المدن والقرى والأرياف حتى أصبحت جزء لا غنى عنه من حياة طالب العلم والداعية والإمام والمؤذن والسائق والغسال والحمال والمدير والمهندس والوزير .. المسافر والمقيم ....واللائحة تطول ....
ولأنني استخدمت هنا فعل الأمر " اخرس" متعمدا غاضبا لله وواعيا لمعنى الأمر الوارد هنا على جهة الإستعلاء ... مخاطبا اللاهين .... التائهين .... في المهجر .....
فإنني أعتذر لكم يا شيخ المحظرة ....
تلميذكم :
المختار باب ولد احمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق