دعوني أروي لكم شيئا آن الأوان لتعرفوه ...
التلفزة الموريتانية التي هي تلفزة الشعب الموريتاني والتي يتلقى موظفوها رواتبهم من عرق الشعب ودافعي الضرائب ..
تتعامل مع بعض موظفيها انطلاقا من مدى قابليتهم أو خبرتهم في التزلف والنفاق .. فمن تميز في ذلك الحقل فمرحبا به ومن آثر أن يكون له رأي شخصي مخالف لرأي السلطة فهو شخص غير مرغوب فيه باعتبار المؤسسة للنظام ورثها عن آبائه وأجداده...
موجبه أنني خدمت التلفزة على مدى عشر سنوات ومر بي مديرون كثر، منهم الصالح ومنهم الطالح ومنهم ما بين ذلك .
قدمت خلال مسيرتي هذه برامج تلفزية ثقافية ناجحة :
- إشراقات
- الفضاء الثقافي
- الصفحة الأخيرة
- نصوص خالدة
- صوت الأرض
-سمر الإبداع
- ليالي العرب..
- الملحمة ..
- فقرة بيت العرب ( قدمت فيها إسهامات الشناقطة في الثقافة العربية وكانت مرتجلة)...
وسهرات أخرى متعددة..
وعندما أجرت التلفزة مسابقة داخلية وخارجية كنت الأول فيها، وكانت برامجي الأكثر متابعة في التلفزيون..
يضاف إلى ذلك أنني الوحيد الذي يحمل دكتوراه حقيقية من موظفي التلفزيون ( ولمن يكذب في ذلك أن يُرينا الدكتوراه التي تحصل عليها).
طبعا لا اتحدث عن المديرة لأنها ليست موظفة في التلفزيون
بالمعنى المهني المعروف .
ضف إلى ذلك صدور 6 كتب لي لحد الساعة في الأدب والنقد والثقافة.
المهم أنني كنت أعتقد أن هذه التجربة تستحق أكثر من التهميش ومحاولة لي الذراع والمساومة الضمنية على القناعات ..
وعندما تقرر انشاء قناة ثقافية اعتقدت أنني من الأوائل الذين يحق لهم التخطيط لها والاستئناس بتجربتهم فيها..
لكن هيهات فكما تم التنكر لي في كل النجاحات السابقة قررت الثقافية أن ظهور صورتي فيها لا يتماشى مع رغبة النظام ..
وتم استدعاء أشخاص من خارج التلفزيون تجمعهم علاقات قرابة ببعض المسؤولين هناك كما تجمعهم قرابة مواقفية من النظام والوضع القائم.
ما آلمني في الأمر هو أن هذا الاقصاء قام به أشخاص كنت أكن لهم احتراما كبيرا وكنت أعتقد أنهم لن يقبلوا محاسبة الناس على مواقفهم ولا أن يكونوا سببا في ظلم أي كان.
لكنهم ضربوا عرض الحائط بالحق والمنطق والواجب وآثروا تلويث تاريخهم بذلك الفعل الظالم.
لو كانوا صارحوني بحقيقة إقصائي ( أنت معارض للنظام وتسخر صفحتك لنقده ونحن محرجون من ظهورك مجددا على الشاشة)
لكنت تفهمت الوضع وانتهى الامر .. لكنهم حاولوا التعامل معي بطريقة لا تقدر مستواي العقلي أو العلمي .. وبدا محدثي المحترم كمن يخاطب طفلا في روضة يريد لعبة غير متوفرة حالا ..
يا لطيبتي ههههههه
أكتب هذه الأسطر كبداية لسلسلة حلقات من تاريخي مع التلفزيون ( أعمل على تحريرها) سأنصف فيها من يستحق الانصاف وسأروي فيها ما تعرضت له من ظلم دون زيادة أو نقصان.
أكتب هذه السطور ليس تباكيا على تلفزيون أعرف منذ سنوات أنني وإياه أصبحنا في خطين متوازيين .. لا يلتقيان أبدا...
والحمد لله كنت قررت المضي في التجربة الأكاديمية والتدريس الجامعي كمستقبل ومسار حياة .
لكنني اعتبر السكوت على الحيف الذي مررت به هناك نوعا من الخيانة الذاتية للضمير ..
يشرفني ما قدمت لوطني وشعبي من برامج مازالت ذاكرة اليوتيب تحتفظ بها ولله الحمد ..
وسعيد بكل تلك العلاقات المهنية والإنسانية التي نسجت هناك .. احتفظ للعديد منهم بذكرى طيبة وبجميل لن أنساه وأتمنى أن يكون ذلك أمرا متبادلا .
أتمنى التوفيق لجميع الزملاء والزميلات وأعرف أنهم قادرون على النجاح وتغيير الصورة الحالية للتلفزيون .. ورفع أي تحدٍّ إن هم وجدوا من يقدر كفاءاتهم وطموحهم ..
إن شاء الله سأروي تجربي قريبا مع الشاشة بحسناتها وسيئاتها.. بأفراحها وأحزانها .. بطرائفها ونكتها ..
وأتمنى أن أوفق في قول الحقيقة وعدم ظلم أحد أو الاساءة إليه .
لكن ثقوا أنني أعرف قيمة السر والثقة و( خفة ) إفشاء كل الأسرار ..
لا تنتظروا مني الحديث عن أمور لا أملك عنها معلومات وليست أصلا من اهتماماتي كقضايا التسيير المالي والصفقات ولعب دور الرقيب الخبير .. ما اعرفه عن تلك الأمور هو ما تقوله الإشاعة فقط، حيث الإشادة تارة والاتهام تارة أخرى .. ولذا لست معنيا بترويج ما لا أملك عليه الأدلة حتى لا أظلم أو أقذف أحدا .. ليس ذاك طريقي..
انتظروا مني ما يتعلق بي شخصيا، وما أعرف أن لا ضرر في قوله ...
إذا ترحلتَ عن قوم وقد قدروا == أن لا تفارقهم فالراحلون همُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق