مؤخرا
ارتفع إلى المسامع كثير لغط، وآراء متصادمة، منها ما كان متعاكسا، ومنها ما ركب
الموجة التي عارضت فكرة ومشروع صياغة نشيد وطني جديد. لكن تلك الأصوات سرعان ما
خبى صداها، وارتكس رجعها بعد خروج النشيد الوطني في حلته البهية، وقد ألبس من شجي
اللحن ما يجعله يسمو إلى مصاف الأناشيد الوطنية في العالم
.
في
غمرة ذلك اللغط الذي أثارته بعض الجهات السياسية والحركات اليائسة من رحمة الله،
لكن أحدا من المتحدثين لم يعر انتباها إلى حجم الأثر الإيجابي الذي قد يحدثه هذا
النشيد المأمول في بنية المجتمع الموريتاني حديث الشعور بالوطن.
منذ
بدأ فخامة الرئيس الموريتاني السيد محمد ولد عبد العزيز قيادة شؤون البلاد، كان
ظاهرا وجليا أنه يسعى ضمن برنامج سياسي وتنموي كبير إلى إحداث أثر إيجابي بارز في
تاريخ البلاد التي استقلت قبل نحو 57 عاما، فقام بعديد الإنجازات من قبيل المطار
الجديد، تلك الإنجازات جميعها سأترك ذكرها لمن يجيد التحدث عنها أفضل مني بكثير،
إلا أن شيئا واحدا كانا مميزا من ناحية القيمة والدلالة والأثر وهو صياغة نشيد
وطني جديد إلى جانب تعديل الراية/العلم الوطني.
الآن
بات للموريتانيين أن يصحوا على وطن حميم قريب إلى قلوبهم، يهتمون به وخشون عليه،
ويذودون عنه، ويشعرون بأنه وطنهم لا وطن الآخرين، الآن أصبح بوسع الأطفال أن تقشعر
أبدانهم وهم يقفون لتحية علم يرفرف في السماء، وهو يتراقص على ألحان النشيد
الوطني، باعث الشعور الوطني والحماس القومي.
ويعود
الفضل بعد الله تبارك وتعالى إلى اللجنة الأدبية والفنية الحكيمة التي قامت بصياغة
النشيد الوطني والتي ترأسها معالي وزير الثقافة والصناعة التقليدية الدكتور محمد
الأمين ولد الشيخ، وضمت جمعا من الأدباء الكبار وعلماء اللغة والبيان من أكاديميين
وفنانين.
حيث
لم تأبه هذه اللجنة بمحاولات التثبيط والتأثير التي مارسها الغوغاء بل عملت حسب ما
يمليه عليها ضميرها الوطني في لحظة حساسة من تاريخ الأمة الموريتانية وأنتجت أحد
أروع الأناشيد الوطنية، مليئ بعبق البلاد، ورائحة الكثبان والمرتفعات والسهول،
يحتضن ضجيج هواء الواحات والغابات، وتلاوات الأطفال وهم في محاظرهم يصدحون بآي
الذكر الحكيم
المختار محمد يحيى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق