ولد في الثامن والعشرين من سبتمبر 1984 بمدينة نواكشوط، تابع تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي بالعاصمة، حتى نال الباكلوريا في العلوم الطبيعية 2005، وبعد ثلاث سنوات من تعثر مساره الدراسي سجل بقسم علم الاجتماع بجامعة نواكشوط، ونال الإجازة منه سنة 2011.
- عضو سابق في اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين
- الأمين السابق لمنتدى القصيد الموريتاني.
- ناشط حقوقي، وشاعر كادح، مشارك في العديد من المهرجانات الشعرية والثقافية المحلية والعربية.
- إعلامي، ومدون ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي.
محمد فال: نرحب بكم، ونشكركم على قبول الدردشة معنا في الحلقة السابعة؛
ظهرتَ للجمهور شاعرا، ثم عدتَ للساحة من باب "الحراك الحقوقي"، فبأي الخيوط نظمتَ العلاقةَ بين الْجَدْوَلَيْن؟
الشاعر: أبوبكر المامي: أنا جد مسرور باستضافتكم لي أنتم شخصيا، وموقع الأخبار المحترم.
الشعر والنضال الحقوقي وجهان لغاية نبيلة واحدة هي زيادة الجمال في العالم، وهما معا يعبران عن حاجة الإنسان إلى الحرية، حرية التعبير، وحريته في ممارسة حقوقه الطبيعية بكل كرامة، وأنا في النهاية لست إلا مجرد شاعر، وكل ما أقوم به سيتحول في إلى قصائد عاجلا أم آجلا.
محمد فال: هل يمكننا تمييز آداب موريتانية تؤرخ لعصر "الاضطهاد" الذي عانت منه بعض الشرائح "المهمشة" تاريخيا في هذه البلاد؟
الشاعر: أبوبكر المامي: الشعر ظل دائما وأبدا ــ في كل العصور ولدى كل الأمم ــ معبرا عن حالة اضطهاد؛ سواء كان ذلك الاضطهاد عاطفيا أو سياسيا أو اجتماعيا، ظل يعبر عن حالة اضطهاد سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر. وللأسف لم يكن حظ الاضطهاد الاجتماعي ــ الذي يعاني منه بعض المهمشين ــ من الشعر الموريتاني كبيرا، وإنما بقيت حالات نادرة وقليلة، مثل روائع محمود مسومة ومحمد ولد عبدي والشيخ ولد بلعمش رحمهم الله، ونتف قليلة قد تجدها هنا أو هناك. أما على مستوى التجربة السردية ــ والتي ما زلت خجولة عندنا ــ فكان حظ هذه المظالم وافرا؛ حيث سيطرت على أعمال العميد أحمدو ولد عبد القادر، وكانت الموضوع الأبرز لمختلف الأعمال الروائية بعد ذلك، حتى آخر الروايات التي صدرت كرواية "التيرانجا" للصديق محمد فاضل. عدا عن تجارب مهمة لشعراء كتبوا بالبولارية والفرنسية كالعميدين الراحل جِبْرِيل همت لي ومتصوف هيرمبار العظيم زكريا صال.
محمد فال: بأي الحقوقيين الموريتانيين تأثرت؟ وبأي الشعراء اقتديت؟
الشاعر: أبوبكر المامي: ليس هناك شاعر أو حقوقي موريتاني يمكنني أن أشير إليه بالأصبع وأقول لقد تأثرت بفلان، كما أنه ليس بإمكاني إنكار التأثر بمحيطي الشعري والحقوقي إجمالا.
محمد فال: برأيك؛ كيف كان تجاوب المجتمع الموريتاني مع "الحراك الحقوقي" الذي شهدته السنوات الأخيرة في العاصمة وبعض مدن الداخل؟، وما السبيل الأصلح لبلوغ الأهداف المنشودة في ذلك المسار؟
الشاعر: أبوبكر المامي: للأسف الشديد ــ وهذه حقيقة مرة ــ ما زال الخطاب الحقوقي عندنا مجرد صراخ لمجموعة من المفجوعين المتألمين، وما زالت ردات الفعل عليه ــ في عمومها ــ استعبادية متخلفة ومتغطرسة، صحيح؛ نحن بحاجة إلى خطاب حقوقي إصلاحي، ليس قويا من حيث كونه على حق فقط، ولكن من حيث قدرته على صياغة الحجج وتقديم الحلول الناجعة، وهذه مسؤولية نخب المجتمع من كل المكونات وليست مَسؤولية نخب فئات بعينها، فالوطن لنا جميعا، والعدالة ستبسط الأمن والطمأنينة على الجميع!.
محمد فال: أي قصائدك التي ترى فيها انعكاسا لتجربتك في هذه الحياة؟
الشاعر: أبوبكر المامي: كيف يختار المرء بين بناته الرائعات الجميلات، القصائد جزء من الذات ولها حبها الخاص، حتى القصائد التي كتبتها في مراحل أقل نضجا من الآن ــ على مستوى اللغة والفكر ــ تبقى محبوبة وأثيرة عندي، فهي بناتي الحبيبات وجزء لا يتجزء من تاريخي الشخصي ومجدي العاطفي والنفسي، ولعل قصيدة "حضن يقطينة في العراء" تكتسح مساحة في قلبي أكبر مما اكتسحته كل واحدة من أخواتها على حدة.
محمد فال: نود منكم تقديم مقطع من تلك القصيدة لقراء الصحيفة!.
الشاعر: أبوبكر المامي:
صحراء آلامي عقمت فلم تجد *** جملا يقاوم في رباها صابرا
لم تنحسر عني فضاعت نقطتا *** يائي على دربي سرابا ماكرا
ولقد حلمت بأن يجيء مغردا *** جيل بأرض الحب يولد ثائرا
يستنطق المجهول يرمي صخرة *** ليثير في بحر الخلود دوائرا
يرنو لعل الأفق يبعث هدهدا *** يأتيه بالخبر اليقين مناصرا
ألفي تلاشى في البعيد بريقه *** وحنين أخيلتي نما وتكاثرا
كنت انتميت إلى بن آدم غيمة *** هطلت على المفجوع حلما ماطرا
يقطينة جادت بثمرة روحها *** سكبت دم الأنصار في من هاجرا
أنا ظل سرب الشمس مُذ غطت به *** عري الصحاري هائما فيها سرى
لو لم يقف هذا المحيط مقاوما *** مدي لخضت سواه مدا آخرا
من ديوان "فلتكوني ما أرى"
محمد فال: أخيرا؛ ما رأيك ــ باختصار ــ في: ــ حزب تواصل ــ اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين ــ حركة "إيرا"؟
الشاعر: أبوبكر المامي:
ــ حزب تواصل: ليس على المستوى الذي نطمح لأحزابنا أن تكون عليه، ولكنه من أحسنها من حيث مستوى المؤسسية والتنظيم...
ــ اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين أفسده "ورثة الأدب".
ــ حركة "إيرا" "الا بوط العبد"
محمد فال: شكرا لكم، سعدنا بالدردشة معكم، تقبلوا كامل الود والتقدير...
الشاعر: أبوبكر المامي: شكرًا لكم صديقي العزيز تعجبني تجربتكم الأدبية، كما أنا جد معجب بمهنية موقعكم المحترم
(الأخبار).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق