مما لا شك فيه أن الصحافة في موريتانيا تعيش أزمة أخلاقية كبيرة؛ فتصدر المواقع "الصفراء" لقائمة المواقع الأكثر تصفحاً في موريتانيا، لمجرد أنها تضع في عناوينها كلمات تبرز "فضائح" مزعومة، وتعد بتفاصيل "مثيرة"، واقع مخجل يشي بأمرين مخيفين؛
الأول؛ يشكل مجرد "أزمة" يمكن تجاوزها، ونتمنى ذلك، وهو عجز الصحافة الجادة عن إثبات ذاتها في صدارة المشهد، من خلال إنتاج مواد إخبارية جاذبة للجمهور، ونشر مخرجات إعلامية رصينة تفرض نفسها على الناس.
وأما الأمر الثاني؛ وهو الأسوأ لأنه يشكل كارثة أخلاقية حقيقية؛ فهو تعاطي الجمهور المستهلك بشكل "إيجابي" مع المواد الهابطة التي تنشرها الصحافة الصفراء، وتلقيها بالقبول والتصفح الكبير بهذا المستوى الذي جعلها تتصدر المشهد!
وهذا الأمر الأخير مؤشر في غاية السلبية لأنه يوحي بحالة من الانحطاط الأخلاقي والقيمي، تنتاب النخبة القارئة، وإذا كانت النخبة القارئة كذلك، فكيف سيكون حال غير القارئين؟ وما أكثرهم في مجتمعنا، للأسف الشديد!!!
محمد اندح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق