الأحد، 8 سبتمبر 2019

بين السلف والخلف، معركة الحسم مؤجلة!!

  صورة ملف ‏الحسن مولاي علي‏ الشخصي ، ‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏نظارة شمسية‏ و‏لحية‏‏‏‏‏

بأغلبية مريحة جدا من أعضائها، صادقت الجمعية الوطنية، وهي غرفة البرلمان الوحيدة، بعد نسف مجلس الشيوخ، على برنامج الحكومة، كما كان متوقعا على نطاق واسع، رغم اللغط العريض الذي أثاره تزامن افتتاح الدورة البرلمانية الطارئة، مع التعيين المفاجئ لأحد أركان نظام العشرية السابقة، على رأس عملاق التعدين الوطني اسنيم، بعد إقالة سلفه خلال اجتماع طارئ سريع لمجاس إدارة الشركة؛
تعيين المختار ولد أجاي وزير الاقتصاد والمالية السابق، وكان قد تخلف عن تشكيل الحكومة الجديدة، وأثار جدلا بإعلانه المفاجئ وغير المسبوق عن ممتلكاته، جاء وسط موجة من الشائعات والتسريبات وعمليات التسخين المتبادلة بين فسطاطين قريبين من السلطة القائمة، تزداد الشقة بينهما اتساعا، مع الوقت، ينتمي أحدهما إلى النظام الفارط، ويعمل بإصرار على استمراريته في حاضر القرار الوطني الراهن، فيما يساند الفسطاط الآخر الرئيس المنتخب، بأمل أن يشكل عهده ونظامه قطيعةحقيقية مع ممارسات سلفه؛
تحدث الثرثارون من كلا الفسطاطين، سرا وعلانية، عن هزيمة وانتصار، توجا معركة لي الذراع بين الحاضر الماثل والماضي القريب، وفاحت رائحة مقايضات، على قاعدة الفساد، عرضت فيها أصوات النواب المحسوبين على النظام الفارط، لإجازة برنامج حكومة النظام الحالي، مقابل إغلاقها لملفات الفساد القذرة بعملاق التعدين، وتسليم مفاتيح الغرف المظلمة فيها، بعد إغلاقها بالشمع الاحمر، إلى يد " أمينة" من الماضي، ممتدة في الحاضر؛
الرسالة التي أرادت أذرع العشرية المنصرمة، إبلاغها للناس، تتمثل، بكل بساطة، في محاولة إقناع الملتفين حول النظام الجديد، ورئيسه وبرنامجه الذي نال به أغلبية الأصوات، أن قدره المقدور هو ان يعيش- طوعا أو كرها- في جلباب سلفه، وأن يتصرف فيما يأتي وما يدع، طبقا لإملاءات وتوجيهات وكلاء ذلك السلف الذين تم استز راعهم على عينه، في مختلف مفاصل الدولة الموريتانية؛
هي رسالة لا تسر ربابنة الدولة الممسكين بالمقود، لكنهم يواصلون التغاضي عنها بممارسة الرد الصامت، متمثلا في المضي قدما لاستجماع شروط الوفاء بتعهدات هي جالب الثقة فيهم، ومبرر الاصطفاف الجماهيري خلفهم، بذلك الخليط غير المتجانس من موالاة النظام الفارط ومعارضته، مع أنهم لا يخفون حيازتهم لذخائر فعالة في أي معركة جديدة محتملة، هم يصلون لله كي لا تحدث،، ثم يستعدون لها بذخيرة الصلاحيات الدستورية، والالتفاف الشعبي الواسع.
الحسن مولاي علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق