يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ربماهذه كانت لسان حال معظم ساستنا عندما يمتلئ جوف احدهم بطرا ويرتمي بين احضان احدي أرائكه الوفيرة ويشغِّل تلفازه الضخم وهي بالمناسبة من المرات القليلة، التي يسترق فيها السمع او يختلس النظر لواقع الشعوب المعاش فيري بام عينيه علي شاشته العريضة صورا ثلاثية الابعاد متعددة الدلالات لمن هم في سن المراهقة يهنئ المهزوم منهم الرابح وأطفالا بعمر الزهور يعانق الفائز منهم الخاسر مشاهد آسرة لكل ذوق رفيع ممن نور الله قلبه، مشاهد لاتكاد تغيب عن مخيلتنا نحن كشعوب من كثرة مانشاهدها ونهواها ، الا ان ساستنا (اعد نظرا ياعبد قيس...)" فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور "، اغلب ظني ان مخيلاتهم خاوية قد تعثرت وهي تحاول ان تمشي خيلاء مِحْوَرية الذات وعجزت عن النهوض بوزنه الزائد من فرط تضخم الأنا ورفض الآخر ، هم باتوا اقوي دليل عندي علي دحض نظرية دارويين لأنهم لم يشملهم عموم التطور بعد ،فلم يرقوا لدرجة الغربان ولا حتي ان يكونوا لها ابناء عمومة فما بينهما هو علاقة العموم والخصوص الوجهي عند المناطقة. لاحظوا معي ،
الغربان من خصائها انها ترتاح للعفونة ، وترتبط بالخراب وتنذر بالشؤم ويرمز نعابها للبين ، وتقتات علي الجيف لا كنها بالمقابل لاتتسبب في قتل الفريسة ولاتقتات علي جيف بني جنسها بل تدفنها وتواري سوأتها كما انها تعشق الالوان ودائمة السهر علي أمن فراخها وشديدة الحرص علي اطعام صغارها، وهم عندما انتهي المجلس الدستوري من قرائة فاتحة النصر علي مسامعهم رأينا قلوبا صغيرة لاتتحمل ووجوها عابسة لاتُحتَمل عاجزة عن تأمين تعويذة ، تقي الشرَّ شعوبَهم او إمائة تدفع مايقض مضاجع صغارهم ناهيك عن كلمة خير تثلج صدور خصومهم ، تاخذهم العزة بالأثم وتجرهم الخصومة للفجور ، ساستنا وياللعار عندما أجائنا مخاض الديمقراطية العسير الي تلك اللحظة الحرجة ووضعنا بين مطرقة الاضطراب وسندان السيبة لم يرقبوا فينا الاََ ولاذمةََ ولم ترضينا افواههم فههيات قلوبهم بل دفنو رؤوسهم كالنعام تح رمال
الخجل تاركين شعوبهم لوقاحة الفوضي وفوضي الوقاحة، وعندما استدعتهم وزارة الداخلية سعيا مشكورا لنزع الفتيل ووضع حد للقال والقيل وطلبت منهم ان يهدؤا شارعا اجَّجوه ويخرسوا شاعرا اجَّروه كان ردهم انهم لايتناهون عن منكر فعلوه ،لاكن دعونا نحن وفي ابهي صورالرد كشعوب فاضلة ننصهر في بوتقة التسامح و نطلق العنان لقوسنا القزحي يرصع بالوانه البديعة آفاق التعايش ويعانق الغيوم ويسامر النجوم في سماوات المصالحة بعيدا عن مضايق المصالح وحضيض السياسة وتعصب الساسة و كل امرئ فيه جاهلية ، تعالوا ننتشل روح المحبة من براثن الكراهية و نستمتع بالمنافسات الشريفة من شُرفِ ملاعب المراهقين وروضات الاطفال ونتعلم منهم ترويض الأنا وجلد الذات و نبل التهاني وشجاعة التقبل وطهر الكلام وقدسيَّة السلامْ تعالوا معي الي حيث يتربي المنافس علي ان احترام القواعد شهامة وأن شرف المنافسة لايحصل الا بتهنئة الخصوم حيث يدرك الصبي انه مادام دخل في منافسة فقد أقر احدي اثنتين لاثالث لهما اما ان يهنئ خصمه كمهزوم او يستمتع بتصفيقاته كمنتصر ، نعم انا بطبيعتي أستلهم وحيي من مخيلات الصبيان ففيها تزول الفوارق وتذوب الطبقات وفيها لم يولد الحقد بعد ، و لم تلطِخ افكارَه البريئة بعد النفاثاتُ في العقد ولاحاسد إذا حسد ولم يحفر في ذهنه بعد دَرَكُ الطبقية الزائفة ، ولم يلقَّْنْ بعد ثارات كليب ولم يوَرَّث عداوات الآ باء ولم يسمع بصراعات الأ جداد ، لا تتعملوا يرحمكم الله من ملاعب السياسة وألا عيب السياسين وسياسات الارض المحروقة ، فهذا المعلم الصغير افضل منهم بكثير ، من ضاق ذرعا عن ما رحبت له صدور من هم في عمر الزهور لن يتسع باعا لماضاقت عنه الدساتير وغصت به ارشفة القصور واعذروني اذا اصطكت مسامعكم مما تصدر يراعتي من صرير من ذا يلوم البراكين حين تثور او اعتبروها بالله عليكم نفثة مصدور، فما اروع تشبيه جورج أوريل حين يقول "
السياسيون في العالم كالقرود في الغابة، إذا تشاجروا أفسدوا الزرع، وإذا تصالحوا أكلوا المحصول. -" انه لجميل من جميل تدوينته الشجاعة وقبيح من قبحاء سكوتهم الجشع الفاقد للشجاعة ، وتلعثمهم الجبان كتأتأة من احمر من وجهه خجلا وهو يتسول تارة بصناديق الناخبينْ ويستدر خلسة تارة اخري ضروع الشياطين ، حسبناكم خشبامسندة وانتم تتفرجون علي آخر اسفين تدقه معاول الشر في نعش السكينة والاستقرار حين بدأت اواصر القربي تتصرم وجراح الماضي تنكؤ وروائح الفتن تفوح ، وكنتم بالامس القريب لاسامحكم الله تتجولون وتتسولون وعلي السنتكم بضاعكتم المزجاة تستهدفون بعض البسطاء من اصحاب القلوب الطيبة وتدغدغون مشاعره الجياشة بزور القول ومعسول الوعود
القطب زياد
موريتاني مقيم في المهجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق