مع أنه تم تكريمي مرات في الاذاعة على عهد إدارات متعاقبة
،و في سنة 2007 كرمت من طرف معالي وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان ، و عديد من هيئات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والمهرجانات الثقافية ، ومع أنني من أوائل الحاصلين بمقاييس الجدارة على البطاقة الصحفية التي أصدرتها الوزارة سنة 2010 بشروطها التعجيزية التي توخت تنقية الحقل يبقى وللأمانة اتصال الأخ النقيب محمدسالم الداه ليخبرني بقرار تكريمي من قبل نقابة الصحفيين أهم هذه التكريمات لاعتبارات مهنية صرفة،فمع ما يربطني بالنقيب من علاقات الزمالة والاحترام قررت بمحض إرادتي وفي وقت حرج وبعد أن خضت غمار الحملة لصالحه هو الانضمام للمركب الانتخابي الآخر بقيادة الأخ العميد احمد سالم المختار السالم ، لأسباب منها ماهو مهني ومنها ما هو شخصي,يدخل في إطار رد جميل لشخص فاعل في الكتلة الأخرى أدين له بموقف إيجابي وقرار سابق لصالحي برفع ظلم وإعادة اعتبار ، والانسان بوفائه أو لا يكون ،وهو ما تقبله الأخ النقيب بروح رياضية ،وقال بالحرف الواحد إنه يتفهمه بل يقدره ،ومع أنه لم يتغير شيء في تعامل بعضنا مع بعض وحتى أنني قلت لزملاء كثر كانوا قرروا ترشيح النقيب محمد سالم ولد الداه بناء على طلب شخصي مني، فمنهم أصدقاء أعزاء وآفاق درب يهمهم ما يهمني ومنهم أبناء وإخوة شباب حصل لي شرف تأطيرهم وتكوينهم داخل الاذاعة وخارجها ،صلتي بهم وثيقة وباقية ما بقينا وما يجمعنا أكبر، اعتبروا دعمهم لولد الداه فور اتصالي بهم وفاء للأم المربية مهنيا _هكذا يلقبونني _ قلت لهم إنني لن أحرجهم كما أحرجني زميلي المذكور ولن أطلب منهم التخلي عن الاختيار الاول ، خاصة أنه اختياري أنا أيضا ،ومع أن علاقات الأخوة والزمالة التي تربطني بولد الداه وتعود إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي ظلت كما هي واحتراما لنفسي نأيت بنفسي عن النقابة بمكتبها الجديد الذي يضم خيرة زملائي ونخبة زميلاتي بل صديقاتي العزيزات ،و فضلت الابتعاد والاكتفاء بما يجمعني بالجميع شخصيا ،حتى أن السيد النقيب استغرب حين استفسرت عن مقر النقابة الجديد ومازحني بقوله “انتي عايده فيك صفرو؟؟” وهو عتب على أخت وزميلة شكل وفاؤها معطى دخل على خط قناعتها ، فاجبته :ذيك ريتها فيا ..
والحق يقال،إن كان السيد النقيب فاجأني اتصاله ،فلم يفاجئني ما عمل بمقتضاه مما طلبته منه ووعدني به في المكالمة التي هنأته خلالها على الفوز ،إذ تعهد بعدم إقصاء قاعدة هامة من شباب المهنة ممن يحتاجون التأطير والاحتضان والحماية في حقوقهم و ممن شعروا آنذاك بأن آمالهم قد تحطمت على صخرة تجاذبات الكبار،أما نحن _قلت آنذاك _فبين مكمل المشوار ومواقف على على أعتاب ذلك ،يتطلع إلى أن يرى نفسه في نقابة تسع الجميع وللجميع من أجل هدف أسما هو خدمة المهنة وراء الوطن .
وإنصافا أسجل بارتياح ما حققه المكتب في تشكيلته الحالية ،في وجود كاريزما نقيب قوي أمين وهو الوصف الذي أطلقت عليه شخصيا حملته الانتخابية ، و كنت كتبت في حقه ما احتفظت به له ولم أكتب ما قد يفهم منه العكس مطلقا مهما كان موقعي في عملية التصويت له أوضده، ومهما كانت المنافسة شرسة ،فأهم ما ينبغي للكاتب الذي يحترم نفسه الحرص عليه التمسك بالانسجام مع الذات وحفظ الود وعدم التناقض.
أخيرا وبمناسبة عيد الصحافة أتمنى للجميع سنة مهنية سعيدة ،في ظل نقابة جادة حازت شرف السبق بتكريم الأجيال الصحفية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق