عندما بدأت الكتابة حول مطالبي ومطالب زملائي
فى قناة الموريتانية بتسديد رواتبنا المتأخرة ، عمدت إدارة الموريتانية - و فورا- الى منعي من تقديم البرامج المباشرة ، وكنت انا نفسي متفهما لحجم المخاطرة على المؤسسة فى إسناد مهمة تقديم المباشر الى صحفى بدون راتب ! صحيح انني لم أكن مقدم البرامج الوحيد بدون راتب فهؤلاء موجودون دائما على الشاشة وحتى فى نشرات الاخبار. ولكنني كنت الوحيد الذي بدأ يتكلم حينها .
بل وكنت انا نفسي ايضا ، بحاجة الى الراحة من تقديم (مساء الخير) فالتكاليف المادية لعمل يومي بدون راتب بدأت تستنزف جيبي الخاص؛ خاصة بعد ان تم تكليفي ايضا بتقديم برنامج ملفات وإعداد برامج لقناة الثقافية (الشعرة التى قصمت ظهر البعير).
لم أعلن استقالتي ولكن أعلنت عن توقفى عن العمل حتى تسدد المؤسسة ستة اشهر من الرواتب المتأخرة حينها . أعلنت ذلك من خلال تدوينة تلقفتها على الفور المواقع الالكترونية و حتى المواقع الفرنكفونية ترجمت المقال ونشرته على صفحاتها الأولى .
فى البداية تحمس لي مدونون معارضون ولكن ما ان تبين لهم ان قضيتي ليست للتسيس (وكنت صريحا بهذا الخصوص) حتى سحبوا تضامنهم الذي لم أكن بحاجة اليه اصلا .
الزملاء ايضا استبشروا خيرا وبدأت تنهال علي. التهنيئات ولكنها فى الغالب. كانت بطريقة سرية ، والمتضامنون جَهْرًا كانوا قلة ومن خارج الجماعة التى اتحدث عن مظلمتها
وهم مجموعة (البدون رواتب) وعددهم 55
اذا استثنينا منهم مجموعة تتقاضى رواتب فى مؤسسات رسمية ويقبلون بالعمل بدون راتب للمؤسسة مقابل عمليات تبشمركي صغيرة أوعلاقة هنا او هناك مع هذا المسؤول او ذاك .
يتواصل
محمد الأمين عبد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق