الخميس، 15 أغسطس 2019

متى تكون التاء الساكنة "فاعلا"!


  
  لقد لفت إنتباهي وأنا أتابع المشهد السياسي في بلدنا -كما هو في الوطن العربي كذلك- حقيقة المشاركة الفاعلة للمرأة في ذهنية أغلب الرجال؛ والتي عبر عنها أغلب النحاة الرجال: "بتاء التأنيث" التي لا محل لها من الإعراب!
فماذا منع هذه التاء الساكنة "الهادئة" أن تكون "فاعلا" مثل بقية تاءات الرفع المتصلة؟! ومن المانع أن تراجع المجامع اللغوية العربية؛ النحو من جديد من طرف لجان متخصصة تكون من ضمنها نساء، لعلهم بذلك يجدون لها (أي تاء التأنيث) إعرابا تكون فيه "فاعلا"!!
    ثم إلى متى يظل تجاهل المرأة لدى الكتاب الرجال في مواقع التواصل ووسائل الإعلام وغيرها؟!
ففي كل يوم تطالعنا المواقع بأسماء حكومات وتعيينات لا نجد من ضمن تكهناتها أسماء نساء! اللهم تلك الوظيفة التقليدية، في وزارة الشؤون الإجتماعية والطفولة والمرأة! والتي -في نظري- أقترح إسنادها إلى رجل، لأن "قضية المرأة"؛ قضية أسمى، وهي قضية مجتمع بكامله..
وأعرف أن عنوان الوزارة لو أُسْقِطَت منه كلمة "المرأة" لجاءتنا حكومات لا تضم في تشكلتها إمرأة، لأن "الذهنية الذكورية" هي المسيطرة لإختيار أي قرار مهم! فماذا لو إقترحت إحدانا حكومة لا يوجد ضمنها إلا رجل واحد؟ كيف تكون ردة الفعل إذن؟!
   فإلى متى سيعرفون أن المرأة شريك الرجل (النساء شقائق الرجال) كما قال ﷺ وأنهما في التكليف والجزاء سواء. كما قال تعالى: {من يعمل صالحا من ذكر أو أنثى فَلَنُحْيِيَنَهُ حياة طيبة}!!
ألا يعلمون أن أقصى ما ينشده الإنسان من جمال يكمن في تسميات أنثى (الجنة، الحسنة، الشمس، الأرض، الحرية، الصحة، المعرفة، الحياة، المحبة..إلخ)؟
أما حان أن ينصف هؤلاء المرأة اليوم كما أنصفتها مفردات اللغة العربية!!
فيا ليت هؤلاء يدركون "الفهم المتقدم" لمكانة المرأة كما في جمال قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي:
الحرف في محدوديته ذكر،
           واللغة بشمولها أنثى
والحب بضيق مساحته ذكر،
           والمحبة بسموها أنثى
والسجن بضيق مساحته ذكر،
           والحرية بفضائها أنثى...
         بقلم بطريقة كابر الشيخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق