السبت، 17 أغسطس 2019

مصارحة مفتوحة لابني الشيخين


بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم .
الحمد لله رب العالمين.


بادئ ذي بدء لا أريد أن أعطي درسا لأحد فمنذ 30 سنة هجرت الجامعات و الدروس التي كنت أعطيها و أصبحت هدفا لحكام هذا البلد الذين لم يكن همهم إلا التشبث بكراسيهم ولو كان ذلك على حساب الوطن و وحدته و اقتصاده.
لن أشغل المواطن الموريتاني و حكامه بأنات المكلوم و آهاته و لكن أريد تنبيها فقط لحكامنا الجدد بأن بلادنا بحاجة إلى ثنائية مترابطة لا يمكن التفرقة بينها ألا وهي الاستقرار و التنمية و هما مقصدان شرعيان ف الاستقرار حركيته في إيجاد حكومة سياسية تفهم الوطن فيما يمكن أن يؤدي إلى تماسكه و أكثر من ذلك فيما يمكن أن يؤدي إلى تفتته.
اندفع وراء ابن مشايخي الموريتانيون لشخصه و ربما لأجداده و كان البعض يرجو ما ينتظره المؤمنون :(ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة ) و لا شك أن الصدمة قد و قعت التي لا أعرف كيف سيمتصها النظام بحكومته التنموية(التكنوقراطية أو حكومة الكفاءات) و ذلك أن مشاريع التنمية مشارع تتطلب زمنا طويلا كما يقول الفرنسيون.
Des projets de longue maturité.
فلا يمكن ان تمتص الاهتزازات التي قد تحدث في النظام الاجتماعي.
بلدنا أمام حكومة تنموية يمكن أن تحقق التنمية إذا يسر الله لها الامكانيات و الاستقرار.
و الاستقرار تتحكم فيه القبائل و الرؤى التي يحملها أطر لا يمكن إقصاؤهم إذا ما أردنا الاستقرار لبادنا، أطر تعايشوا مع هذا البلد منذ 30 أو 40 أو حتى 50 سنة يشارك أغلبهم في بناء هذه الدولة التي هم جزء منها على علاتهم ، فدهشتي بل و ذعري كيف يمكن امتصاص هذا الجيش العاطل سياسيا و الذي اعتاد أن يشارك في جميع الحكومات التي خلت.
ربما يقول القائل :الصراحة في هذا الموضوع أمر (تابو) أي مقدس لا ينطق به و إن كان هو الواقع و لكن الظروف تقتضي المصارحة.
أيها الرئيس إنك تعرف كم من قبيلة جرت وراءك و كم إطارات حركوا قبائلهم و قاموا بمبادرات تكلمت عنها في خطاب التنصيب و لسان حالهم يقول:
فإذا تكون كريهة أدعى لها
و إذا يحاس الحيس يدعى جندب
عجبا لتلك قضية و إقامتي
فيكم على تلك القضية أعجب.
إن هذه القبائل و هذه الإطارات سيكونون خطرا على مستقبل موريتانيا إن لم يجمع بين المقصدين الشرعيين الاطارات السياسية التي تدفع نحو الاستقرار و التكنوقرطيين الذين بدورهم يدفعون نحو التنمية :
ليسا بأختين كان الجمع قد حرما
إن اجتماعهما أسنى العطيات
إن الدول الديموقراطية - و لا أعطي درسا و إنما مثالا- بعد كل انتخابات يفد الرئيس إلى الحكم وهو يزف معه الإطارات التي أيدته أثناء حملته من أجل الاستقرار و من أجل تماسك من أيدوه لئلا تبدأ الإدارة في الصراعات من أول يوم.
لست منظرا لهذا النظام و لم أكن في حياتي منظرا لنظام ما و لكنني كمواطن موريتاني تعايش مع عشرات الأنظمة الإفريقية و العربية أخشى على بلدي أن يتفرق <شذر مذر> كما يقول الأجداد.
و هذا ما أشرت به عليكم
ولو لم تجعلوني مستشارا

أخيرا أرجو لكم التوفيق و المواءمة بين حكومة إطارات سياسية و حكومة تكنوقراط (كفاءات).
و السلام عليكم و رحمة الله.
محمد محمود الشيخ المحفوظ ولد بيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق