الأربعاء، 28 أغسطس 2019

وانتهت حملة النظافة وعادت حليمة لعادتها!


    لقد ظل تنظيف العاصمة نواكشوط يشكل أكبر تحد أمام السلطات المعنية، فرغم كل ما رصد لها من أموال ضخمة ورغم ما نظم لها من حملات متعددة ومتنوعة فقد باءت الجهود كلها بالفشل للقضاء على القمامة في العاصمة.
ويعود هذا الفشل إلى أسباب عدة منها:
_إسناد الأمر إلى غير أهله:
فقد تم نزعها من صلاحيات العمد والبلديات التي هي المعنية بها والمسؤولة أمام المواطنين عنها!
_تنظيم الحملات وغياب الخطط والإستراتيجيات:
فهكذا بعد شكاوى المواطنين تقوم الهيئة المسؤولة عنها بتنظيم حملات غير محسوبة والقيام بعملية إستنفار يقحم فيها الجيش وقوات الأمن في "معركة" محسومة النتائج! حيث تبدأ القمامة في التراكم من جديد بعد إنتهاء الحملة مباشرة!
_غياب الوعي وإشراك المواطن:
عادة لا يتم إشراك المواطن في خطط واستراتيجيات النظافة مع أنه هو الغاية والوسيلة والهدف.
_رصد ميزانية ضخمة "للنظافة":
وهذا ما قد يسيل لعاب بعض المسؤولين القائمين عليها حيث لا يهتم الواحد إلا بما سيتبقى له من مبلغ! وهكذا يبقى مشكل نظافة العاصمة من القمامة؛ يراوح مكانه ولا يكاد يختفي حتى يعود مثل "طائر الفينيق".
والحل -في نظري- يكمن في معالجة الخلل في ما ذكر أعلاه حيث يتم إعداد خطط دائمة واستراتيجيات يشرك فيها المواطنون كما يتم دمج الميزانية العامة للبلدية؛ على أن يترك لكل بلدية تخصيص المبالغ التي تراها كفيلة بتغطية تكاليف النظافة مما سيشجع التنافس الإيجابي بين البلديات ويخفف من الأعباء على الدولة. ثم يتم تطبيق مبدأ العقوبة على المسؤولين المعنيين لتحقيق تلك النتائج.
    نذكر إلى أنه هناك بعض الأحياء في العاصمة (لكصر - تفرغ زينه..) "أصبحت خالية من القمامة" لأنهم "تولو بأنفسهم" مسؤولية التنظيف عن طريق "عمال خصوصيين" تتراوح التكاليف الشهرية ما بين (300-500) UM-N وهذا ما يأكد إمكانية حل مشكل القمامة.
       بقلم بطريقة كابر الشيخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق